حزيران (يونيو) 2009
في هذه الأيام الصعبة ضلّ الكثيرون الهدف، وتحوّلوا عنه.. وهكذا تعدّدت الأهداف. فمنا من اهتمّ بالجسد، أو بالمال، أو بالمركز.. وسواها من شؤون الدنيا، بينما يكرر الرب لنا ما قاله قديماً: "مَرْثَا، مَرْثَا، أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ، وَلكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ".
لقد كان شعار الرسول: "أَنَا لَسْتُ أَحْسِبُ نَفْسِي أَنِّي قَدْ أَدْرَكْتُ. وَلكِنِّي أَفْعَلُ شَيْئًا وَاحِدًا: إِذْ أَنَا أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ، أَسْعَى نَحْوَ الْغَرَضِ لأَجْلِ جَعَالَةِ دَعْوَةِ اللهِ الْعُلْيَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (فيلبي 13:3-14).
فما هو هذا الهدف؟
لقد قال الرسول بولس: "إِذًا نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا. نَطْلُبُ عَنِ الْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ". وكأني اسمعه يقول لتلميذه تيموثاوس: "اعْمَلْ عَمَلَ الْمُبَشِّرِ. تَمِّمْ خِدْمَتَكَ"، "اهْتَمَّ بِهذَا. كُنْ فِيهِ".
يجب أن يكون هذا الهدف واضحاً أمام عيوننا جميعاً. فنحن أحياناً نتكلم عن الخدمة ومشاغلها ومسؤوليتها وما تحتاجه، والأخطأء والعيوب، وفي نفس الوقت نترك الهدف الأساسي وهو الخدمة ذاتها. نتحدّث عن الخدمة، لكننا لا نخدم. إن النفوس من حولنا ما زالت تصرخ: "اعبر إلينا وأعنّا" (أعمال 9:16). وصوت الرب يقول: "إِنْ قُلْتَ: هُوَذَا لَمْ نَعْرِفْ هذَا، أَفَلاَ يَفْهَمُ وَازِنُ الْقُلُوبِ؟ وَحَافِظُ نَفْسِكَ أَلاَ يَعْلَمُ؟ فَيَرُدُّ عَلَى الإِنْسَانِ مِثْلَ عَمَلِهِ" (أمثال 11:24-12).
هناك مؤمنون أحداث أو ضعفاء، يحتاجون إلى رعاية وافتقاد وتشجيع وبنيان. لقد استؤمنا على الإنجيل، لذلك "بَلْ كَمَا اسْتُحْسِنَّا مِنَ اللهِ أَنْ نُؤْتَمَنَ عَلَى الإِنْجِيلِ، هكَذَا نَتَكَلَّمُ، لاَ كَأَنَّنَا نُرْضِي النَّاسَ بَلِ اللهَ الَّذِي يَخْتَبِرُ قُلُوبَنَا".
أخي، أختي... هيا نعمل عملاً واحداً ونهتمّ اهتماماً واحداً، ألا وهو ربح النفوس وبنيانها. فقريباً سنقف أمام كرسي المسيح ونسمع الصوت: "أَعْطِ حِسَابَ وَكَالَتِكَ"، فماذا نفعل؟!