Voice of Preaching the Gospel

vopg

تشرين الأول (أكتوبر) 2009

هل تعلم أنك معجزة لا يمكن لإنسان قط الإتيان بمثلها؟ ورغم الشعور بضعفك وقصورك وعجزك ومرضك، فأنت المعجزة الفريدة في الكون. لقد صممتك قدرة الخالق بمعدات عقلية وأجهزة دفاعية، لا يعلمها إلا هو، مخبأة في محراب جسدك.


1- الجلد
إنه معروف طبياً أن الجلد هو أول جبهة دفاعية في الجسم ضد غزو الأمراض والعدوى، إلا أن بعض البكتريا والجراثيم يمكن أن تتسرب الى التجويفات والأكياس الضعيفة في الجسم أو غدد الجلد نفسها لا سيما إن أصاب الجلد أو الأغشية أي عارض عند الولادة يسهل هذا الإختراق. لذلك يقوم الجلد كأول عائق كيميائي وتركيبي داخلي بصد المسببات الخارجية والتسمم الداخلي للجسم. وعلى سبيل المثال، الدموع واللعاب هي عوائق كيماوية. لكن عندما تتسرب المُمْرِضات والمسمِّمات الى الجسم تزيد مقاومته بواسطة خلايا معينة غير محددة في الجهاز الليمفاوي. أما خلايا الجهاز المناعي Immune System فإنها تحاول أن تبطل مفعول هذه العناصر الضارة للجسم كما في حالات هجوم الميكروبات، ويستجيب الجهاز المناعي بعدة طرق منها تمييز المسببات ومضاعفة الدفاع والهجوم المضاد الى أن يصل الى تهدئة أو إزالة الضيف غير المرغوب فيه للجسم.
2- الجهاز الليمفاوي
أما نظام الدفاع الثاني الرئيسي الذي زودك الله به فهو الجهاز الليمفاوي والذي تعمل خلاياه معاً لصد أي أنسجة غريبة أو تفاعل عضوي ضار أو الإلتهابات والأورام أو التلف أو الكسل. إنه يتكون من نسيج يحتوي على سائل عديم اللون تقريباً، ويتألف من بلازما الدم وكريات دم بيضاء ومن نخاع العظم ويرتبط مباشرة بأعضاء كالجلد والطحال وغدة العنق، ويؤثر في زيادة أو نقصان الكريات الليمفاوية في الدم، فلا تؤذي جسدك. لقد صدق قول الله: "من يخطئ عني يضر نفسه، كل مبغضيَّ يحبون الموت" (الأمثال 36:8).
يعتبر الطب الحديث أن الجهاز المناعي في الجسم، مساعد إضافي مهمته حفظ الصحة العامة وقوى الجسم. إنه يشتمل على آلاف الأنابيب والأوعية الشعرية وما يشابه الأوردة ومن حواجز رقيقة وصمامات تحافظ على تدفق محتوياته الليمفاوية حتى تصل مباشرة الى القلب في نهاية رحلتها. إن الجهاز المناعي في الجسم معقد وعجيب للدفاع ضد الأسباب الممرضة أو المسببة للمرض والتسمم بطرق مختلفة. ولم يصل العلماء حتى الآن لاكتشاف نظام خلاياه تماما أو نظام تشغيله. إنني أؤمن أنه لا اختلاف بين العلوم الطبيعية والإيمان بالله، لأن العلوم تؤكد وجود الخالق.
3- الإرادة
والجهاز المناعي الثالث هو الإرادة، فأنت الكائن الوحيد الذي تستطيع أن تقول "لا، ونعم". إن حرية الإرادة لا تصدق اطلاقا بدون قيد أو شرط، والقدرة بحاجة الى العقل والقانون والوراثة والبيئة لتتحكم في القضاء والقدر. والخلاصة، إن هناك قوة خفية غريبة تقدرنا على الصياغة الأخلاقية والفعل المعقول. صحيح أن بولس رسول المسيح قال: "لست أفعل ما أريده بل ما أبغضه إياه أفعل،" حتى أدركته النعمة فقال: "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني"- (فيلبي 13:4). لذلك فإن ارادتنا تحدد اختيارنا وتدير الكيان الأدبي كله. إننا نلاحظ كيف تدفع الرياح السفينة الى جهات مختلفة، لكن السر يكمن في الوضع الذي تكون عليه القلاع، وهكذا الإرادة تحرك الجسد كله، فهل تتحرك إرادتك نحو التوافق مع إرادة الله. قال واعظ مخاطباً السمك: إنك أيها السمك لم تُذكر ضمن الذبائح القديمة ولماذا؟ لأن الذبائح يؤتى بها حية بخلاف السمك الذي يموت بخروجه من الماء. لقد خلق الله الدواء، لكنه لم يخلق المرض، فالدواء متعدد وتجده في الأعشاب والأشجار والتربة والحيوانات وحتي في جسم الإنسان. أما الأمراض فقد دخلت الى العالم بدخول الخطية. وتتعدد الأمراض فأصعبها الأمراض العقلية وأبسطها أمراض القلب لأنها مختفية.
4- المسيح
وأخيراً، إن علاج المناعة ودواء الصحة الكاملة لا نجده إلا في المسيح. عالج المسيح الشر من أصوله، وتوصل الى لباب المشكلة بقوله: "إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله"  (يوحنا 3:3). هذه هي الفلسفة الكاملة التي تؤدي الى تحقيق الغاية. إنه نهج المسيح النفسي والروحي، وفلسفة الفكر السماوي، ومنطق الخلاص الروحي، وإعجاز الإعلان الأبدي، ورسالة الصليب الواضحة، وإشعاع نور القيامة.
 لقد علمنا المسيح أن نواجه الصعوبات والمتاعب والمفشلات كجزء من اختبارات حياتنا، والإيمان بالمثل العليا لتحقيق الأهداف النبيلة لمجد الله وخير البشر. إنه يدربنا على الصبر والاحتمال وروح الكفاح المتواصل وعدم الاكتراث بالأشواك والجروح والمضايقات. بصراحة، الحياة النفسية المتكاملة لا تخضع للتجربة ولا تستسلم للإغراء ولا تصغي لنداء الشيطان.
قطف ملحد وردة قائلاً في نفسه: ها قد وجدت أخيراً شيئاً كاملاً، لكنه للأسف وجد في قلبها دودة. قال عندئذ: هذه هي الحياة في جمالها، والموت في كيانها. قال حكيم زمانه طاوس: إني أجمع لك العلم كله في ثلاث كلمات: خف الله حتى لا يكون أخوف لك منه، وارجُ الله حتى لا يكون أحدا أرجى عندك منه، وأحب الله حتى لا يكون أحد أحب اليك منه.. فإذا فعلت ذلك فقد علمت علم الأولين والآخرين. ونصيحتي في كل الظروف ردد مغنياً مع الشاعر:
خُذِ الحياةَ كما جاءتْك مبتسماً
في كفِّها الغارُ أو في كفها العدمُ،
وارقص على الوردِ والأشواكِ متئداً
غنت لك الطير أو غنت لك الرجمُ،
واعمل كما تأمرِ الدنيا على مضضٍ
والجِمْ شعورَك فيها إنها صنمُ
كيف؟ إقبل الرب يسوع المسيح مخلصاً وفادياً في حياتك، لأنه ليس بأحد غيره الخلاص.

المجموعة: 200910

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

152 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10558647