أيلول (سبتمبر) 2009
من أروع كلمات الكتاب المقدس التي تضفي علينا الراحة والأمان تلك التي تقول عن الله أنه "عن كل واحد منا ليس بعيداً. لأننا به نحيا ونتحرك ونوجد" (أعمال 27:17-28).
ما هو مدى قربه منا؟... إنه أقرب منا من أنفسنا... إنه قريب منا في مسرتنا وفي صراعنا.. في فرحنا وفي آلامنا.. في قيامنا وفي تعثّرنا. إنه معنا.. إنه فينا.. إنه مصدر النور والقوة لنا..
إن تِهنا في برية التجارب والألم.. أو تعثّرنا في صحراء الشكوك والأفكار، أو غشتنا ظلمة الحيرة.. فهو النور الذي يكشف لنا طريق الرجوع والعودة.. لأنه معنا وإن كان الله معنا فمن علينا؟
وإن فشلنا وفي خضم ضعفاتنا، إنه ليس بعيداً عنا، فهو معنا ليمنحنا قوة بها ننهض ونقوى... إنه فينا ليعطينا قوة تؤهلنا أن نصمد في وجه التجارب العاصفة والاضطهادات المريرة... قوة تمتصّ الفشل والهزيمة... قوة بها نقف في وجه العاصفة عندما تهبّ.. ونزيد بها الخطى عند وضوح الرؤية.. قوة لنصبر ونتواضع... قوة لنصفح ونغفر للذين يسيئون إلينا... قوة لنقبل الواجب الموضوع علينا فنؤديه عندما نشعر بأننا يجب أن ننسحب ونهرب.. إن واحداً من أعظم الاكتشافات البشرية يكمن خلف هذا التأكيد البسيط: "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني".
فالله ليس بعيداً عن أحد منا... إنه معنا... إنه فينا... ومصدر النور والقوة لنا.