المجلة
كم مرة ردَّد الإنسان سؤال أيوب النبي "إن مات رجل أفيحيا؟". وظلّت الأجيال حائرة إلى أن جاء المسيح وأجاب بنفسه عن هذا السؤال القديم فقال:
"أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا" (يوحنا 25:11). وهكذا نجد في قيامة المسيح "الأخبار السارة" التي تردَّد صداها حتى اليوم، ففي القيامة إعلان انتصار الحق على الباطل، والنور على الظلمة، ولذلك نادى الرسول بطرس الشعب قائلاً: "فَلْيَعْلَمْ يَقِينًا جَمِيعُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ أَنَّ اللهَ جَعَلَ يَسُوعَ هذَا، الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمْ، رَبًّا وَمَسِيحًا" (أعمال 36:2).
قد يكسب الظلم والطغيان جولة أو جولات، إلا أن الحق لا بد أن ينتصر. والقيامة، بأخبارها السارة، إنما أعلنت هذه الحقيقة! بل جاءت القيامة لتعلن للإنسانية التي ماتت في الذنوب والخطايا، أنه يوجد لها رجاء! فقيامة المسيح أدخلت إلى الوجود إنسانية جديدة بل خليقة جديدة، وقد عبّر الرسول بولس عن هذه الحقيقة قائلاً: "لأَنَّ اللهَ الَّذِي قَالَ: ’أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ‘ (في الخليقة الأولى) هُوَ الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ (بقيامة المسيح)" (2كورنثوس 6:4)، ولذلك يقول أيضًا: "إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا"
(2كورنثوس 17:5)
هذا هو الخبر السار الذي أتت به قيامة المسيح إلى عالمنا، أن القيامة قد خلقت إنسانية جديدة، يدعونا الله جميعًا لأن نكون أفرادًا فيها، وذلك بقبولنا المسيح ربًا وسيدًا لحياتنا وكياننا "فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ" (كولوسي 1:3).
يا لها من أخبار سارة من إله المحبة يقدمها لنا الكتاب المقدس!
ويا لها من بشرى سعيدة يجب أن تردّد الأجيال صداها أن المسيح بتجسّده أعلن لنا حب الله، وبصليبه قدّم لنا الغفران، وبقيامته وهبنا الحياة...
هذه الأخبار السارة التي نحتاجها اليوم أكثر من أخبار التلفزيون والجريدة والراديو، فهي تعني بماضيك الذي تظلّله محبة الله كما قدّمه إلينا في يوحنا 16:3 "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ". وتعني بحاضرك الذي يحتاج إلى الغفران، وبمستقبلك الذي به تبدأ اليوم حياتك الجديدة، فتتخطّى حدود الموت والزمن... هذه هي رسالة الكتاب المقدس وهي رسالة المسيحية الحقة اليوم، المسيح قام! فهل تُقبِل إليه؟ بل هل تقبله فتستمتع بمحبته لك، وبغفران الله، وبالحياة الجديدة في المسيح يسوع؟!