Voice of Preaching the Gospel

vopg

المجلة

الأخ شكري حبيبييؤكد كاتب سفر العبرانيين مرارًا وتكرارًا على عمل الفداء الأبدي الذي قام به الرب يسوع المسيح. فكتب قائلاً: "وَأَمَّا الْمَسِيحُ، وَهُوَ قَدْ جَاءَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ لِلْخَيْرَاتِ الْعَتِيدَةِ، فَبِالْمَسْكَنِ الأَعْظَمِ وَالأَكْمَلِ، غَيْرِ الْمَصْنُوعِ بِيَدٍ، أَيِ الَّذِي لَيْسَ مِنْ هذِهِ الْخَلِيقَةِ، وَلَيْسَ بِدَمِ تُيُوسٍ وَعُجُول، بَلْ بِدَمِ نَفْسِهِ، دَخَلَ مَرَّةً وَاحِدَةً إِلَى الأَقْدَاسِ، فَوَجَدَ فِدَاءً أَبَدِيًّا" (عبرانيين 11:9-12). تلخّص لنا هاتان الآيتان عمل الفداء الأبدي الذي قام به الرب يسوع المسيح على الصليب. وتقدّم لنا جملة من الحقائق الهامة:

 

أولاً: أن المسيح هو الكاهن أو رئيس الكهنة القائم إلى الأبد

يقارن سفر العبرانيين في عدة أصحاحات ما بين رئيس الكهنة والكهنة في العهد القديم من جهة، والمسيح ككاهن ورئيس كهنة في العهد الجديد من جهة أخرى. ويقتبس النبوءة التي جاءت في سفر المزامير أن المسيح "كاهن إلى الأبد على رُتبة ملكي صادق" (مزمور 4:110؛ عبرانيين 6:5). وفي معرض مقارنته بين الكهنوت اللاوي القديم وكهنوت المسيح في الأصحاح السابع يعود ليؤكد أن كهنوت المسيح هو كهنوت أبدي. "وَأُولئِكَ قَدْ صَارُوا كَهَنَةً كَثِيرِينَ من أَجلِ مَنْعِهِمْ بِالْمَوْتِ عَنِ الْبَقَاءِ، وَأَمَّا هذَا فَمِنْ أَجْلِ أَنَّهُ يَبْقَى إِلَى الأَبَدِ، لَهُ كَهَنُوتٌ لاَ يَزُولُ" (عبرانيين 23:7-24). وهذا يشير بكل وضوح أن كهنوت المسيح يختلف بالكلية عن كهنوت العهد القديم، لا سيما أن كهنوت العهد القديم كان كهنوتًا مؤقتًا، بينما كهنوت المسيح هو كهنوت دائم وأبدي.

 

ثانياً: ذبيحة أبدية

وهو ما أوضحته لنا الآية التي اقتبستها في بداية هذا المقال أن المسيح دخل مرّة واحدة كرئيس كهنة إلى قدس الأقداس الحقيقي في السماء، ليس بدم تيوس وعجول، بل بدم نفسه، فوجد فداءً أبديًا. وفي مكانٍ آخر يصف لنا سفر العبرانيين هذا الفداء الأبدي، "بدم العهد الأبدي" (عبرانيين 20:13ب). ويُقارن الكاتب في الأصحاح التاسع ما بين ذبائح العهد القديم والذبيحة التي قدّمها المسيح بنفسه. فنقرأ: "فَكَانَ يَلْزَمُ أَنَّ أَمْثِلَةَ الأَشْيَاءِ الَّتِي فِي السَّمَاوَاتِ تُطَهَّرُ بِهذِهِ، وَأَمَّا السَّمَاوِيَّاتُ عَيْنُهَا، فَبِذَبَائِحَ أَفْضَلَ مِنْ هذِهِ. لأَنَّ الْمَسِيحَ لَمْ يَدْخُلْ إِلَى أَقْدَاسٍ مَصْنُوعَةٍ بِيَدٍ أَشْبَاهِ الْحَقِيقِيَّةِ، بَلْ إِلَى السَّمَاءِ عَيْنِهَا، لِيَظْهَرَ الآنَ أَمَامَ وَجْهِ اللهِ لأَجْلِنَا. وَلاَ لِيُقَدِّمَ نَفْسَهُ مِرَارًا كَثِيرَةً، كَمَا يَدْخُلُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ إِلَى الأَقْدَاسِ كُلَّ سَنَةٍ بِدَمِ آخَرَ. فَإِذْ ذَاكَ كَانَ يَجِبُ أَنْ يَتَأَلَّمَ مِرَارًا كَثِيرَةً مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، وَلكِنَّهُ الآنَ قَدْ أُظْهِرَ مَرَّةً عِنْدَ انْقِضَاءِ الدُّهُورِ لِيُبْطِلَ الْخَطِيَّةَ بِذَبِيحَةِ نَفْسِهِ"
(عبرانيين 23:9-26). إذن إنَّ ذبيحةَ المسيح التي قدّم فيها نفسه، هي ذبيحة أفضل من ذبائح العهد القديم الحيوانية. وقد أبطلت الخطيّة بشكل كامل ونهائي، على عكس الذبائح الحيوانية المتكررة، وجرت مرّة واحدة. وبتعبير آخر إنها ذبيحة كاملة أبدية.

ثالثاً: الهيكل الحقيقي، المسكن الأعظم والأكمل القائم إلى الأبد

كما لاحظنا من الآيات المقتبسة أن المسيح قد دخل بذبيحة نفسه إلى الهيكل الحقيقي في السماء. ولهذا نقرأ أيضًا: "وَأَمَّا رَأْسُ الْكَلاَمِ فَهُوَ: أَنَّ لَنَا رَئِيسَ كَهَنَةٍ مِثْلَ هذَا ،قَدْ جَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ الْعَظَمَةِ فِي السَّمَاوَاتِ خَادِمًا لِلأَقْدَاسِ وَالْمَسْكَنِ الْحَقِيقِيِّ الَّذِي نَصَبَهُ الرَّبُّ لاَ إِنْسَانٌ" (عبرانيين 1:8-2). لقد كان رئيس الكهنة والكهنة في العهد القديم يخدمون في هيكل أرضي مؤقت، بُني عن طريق البشر، وهُدم وزال عدة مرات، مع أنه كان حسب المثال الذي أوحاه الله لموسى. لكن المسيح كان خادمًا للأقداس والمسكن الحقيقي في السماء، الذي نصبه الرب لا إنسان، وهو الذي يبقى إلى الأبد.

رابعاً: الخلاص الأبدي

كان هدف عمل الفداء الذي قام به الرب يسوع المسيح هو إعلان خلاص الله الكامل الأبدي. ولهذا نقرأ: "وَإِذْ كُمِّلَ – أي المسيح - صَارَ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُطِيعُونَهُ سَبَبَ خَلاَصٍ أَبَدِيٍّ" (عبرانيين 9:5). فكل من يؤمن بالمسيح المخلّص ينال هذا الخلاص الأبدي. ونقرأ أيضًا: "فَمِنْ ثَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضًا إِلَى التَّمَامِ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِهِ إِلَى اللهِ، إِذْ هُوَ حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِيهِمْ" (عبرانيين 25:7). إن هذا الخلاص هو أيضًا خلاص كامل ونهائي، لأن المسيح يخلّص كل من يؤمن به إلى التّمام، إذ هو حي في السماء يشفع في المؤمنين. وأضاف كاتب سفر العبرانيين مقارنًا بين نتائج ذبائح العهد القديم والذبيحة التي قدّمها المسيح بنفسه فقال: "لأَنَّهُ إِنْ كَانَ دَمُ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ وَرَمَادُ عِجْلَةٍ مَرْشُوشٌ عَلَى الْمُنَجَّسِينَ، يُقَدِّسُ إِلَى طَهَارَةِ الْجَسَدِ، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ ِللهِ بِلاَ عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَال مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الْحَيَّ!"
(عبرانيين 13:9-14). لقد كانت ذبائح العهد القديم تطهّر الجسد بشكل مؤقت، بينما ذبيحة المسيح تطهّر الضمائر، وتعطي التبرير الأبدي الكامل للإنسان.

خامساً: وعد الميراث والملكوت الأبدي

تابع كاتب سفر العبرانيين في الأصحاح التاسع فكتب قائلاً: "وَلأَجْلِ هذَا هُوَ وَسِيطُ عَهْدٍ جَدِيدٍ، لِكَيْ يَكُونَ الْمَدْعُوُّونَ ­ إِذْ صَارَ مَوْتٌ لِفِدَاءِ التَّعَدِّيَاتِ الَّتِي فِي الْعَهْدِ الأَوَّلِ ­ يَنَالُونَ وَعْدَ الْمِيرَاثِ الأَبَدِيِّ" (عبرانيين 15:9). لقد كان الميراث في العهد القديم، ميراث أرضي مؤقت وزائل، بينما الميراث الذي يقدّمه فداء المسيح في العهد الجديد هو ميراث أبدي سماوي لا ينتهي. ولهذا كتب أيضًا: "لِذلِكَ وَنَحْنُ قَابِلُونَ مَلَكُوتًا لاَ يَتَزَعْزَعُ لِيَكُنْ عِنْدَنَا شُكْرٌ بِهِ نَخْدِمُ اللهَ خِدْمَةً مَرْضِيَّةً، بِخُشُوعٍ وَتَقْوَى" (عبرانيين28:12). إن هذا الملكوت إذن هو ملكوت أبدي لا يتزعزع. أما الرسول بطرس فقد كتب قائلاً: "لأَنَّهُ هكَذَا يُقَدَّمُ لَكُمْ بِسِعَةٍ دُخُولٌ إِلَى مَلَكُوتِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الأَبَدِيِّ" (2بطرس 11:1). يؤكد هنا الرسول بطرس للمؤمنين بالمسيح أبديّة هذا الملكوت أو الميراث المُعطى لهم بواسطة فداء المسيح وعمله الكفاري على الصليب وقيامته الظافرة من بين الأموات.

قارئي العزيز، أمام كل هذه الانجازات التي حققها الرب يسوع المسيح في موته الفدائي وقيامته المجيدة، ما هو موقفك؟ هل تغتنم الفرصة وتؤمن بهذا المخلّص الفريد العجيب؟ وهكذا تحصل على خلاص الله وغفرانه الكامل، وتنال وعد الميراث والملكوت الأبدي.

المجموعة: نيسان April 2012

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

94 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11578389