آب (أغسطس) 2005
لماذا نصارع بين مدّ وجزر؟ لأننا على الشاطئ!
لماذا زئبق ميزاننا في انخفاض وصعود؟ لأننا في خريف جاف!
لماذا أوتار قلوبنا تعزف للعالم ولله؟ لأننا متقلِّبون!
لماذا نجوع ونستعطي ونحن نغني كثيرين؟ لأننا لاودكيون!
لماذا نرفع سعف النخل ثم ننكسها؟ لأننا شعوريون!
لماذا نعرّج بين الفرقتين، ونرتدي ألبسة من صوف وكتان؟
لماذا نكتفي بالسطحية الروحية وأمامنا عمق عميق ونهر سباحة لا يعبر؟!!!
كل ذلك لأننا نفتقر إلى الشخصية الروحية المتكاملة، والثابتة على صخر الدهور.
لا يريدنا الله أن نكون شخصيات هزيلة ومفككة تتلاعب بها رياح العاطفة وأمواج الظروف.
ولا يريدنا أن نكون أطفالاً مضطربين وقلقين.
ذلك، لأنه لم يدْعنا إلى حياة الهزال والصعلكة، بل لحياة القوة والغلبة!
ولم يدعنا لحياة الكسل والخمول، بل للجهاد والصراع في الحياة الإيجابية والطموح.
إنه دعانا لنكون مشابهين صورة ابنه، وأعطانا سلطاناً لكي نصير أولاد الله، وبالتالي نسلمه ذواتنا تسليماً كلياً كي يدرِّب شخصياتنا، تارة بالنصح والإرشاد، وطوراً بالتأديب والإزعاج، حتى يصيغ منا آنية للكرامة نافعة لخدمته.
أخي وأختي!
هل نعيش فيما بعد حياة متقلبة متناقضة، تارة منتصرين وطوراً مهزومين؟ أم أننا نصمم الآن أن نعيش حياة قوية جدية ومركَّزة، طارحين جانباً التساؤل أياً كان مصدره، لتستقر حياتنا الإيجابية ولا نكون فيما بعد أطفالاً ومضطربين.. ”بل صادقين في المحبة، ننمو في كل شيء إلى ذاك الذي هو الرأس المسيح“.