شباط February 2005
"سلاماً أترك لكم، سلامي أعطيكم" (يوحنا 27:14)
امتياز عجيب يعيشه ويختبره المؤمن الروحي الذي يتمتع بالسلام المؤسس على الإيمان القلبي بالرب يسوع، ويناله على أساس كفارة المسيح. وهناك سلام آخر مؤسس على الشركة مع الآب السماوي يختبره المؤمن بالامتلاء بالروح القدس الذي هو نتيجة للسلام الأول. ومن المستحيل أن يتمتع المؤمن بأحدهما دون الآخر.
وما لم تكن هناك شركة سليمة مع الآب بواسطة الروح القدس فلن يتوافر هناك إيمان قلبي عامل بالمحبة في الحياة العملية لأجل مجد المسيح.
سلام الإيمان يتغنى بهذا القول: "إذا لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع". وسلام الشركة يعيش هذا الحق: "فإني متيقن أنه لا موت، ولا حياة ولا ملائكة، ولا رؤساء، ولا قوات، ولا أمور حاضرة، ولا مستقبلة، ولا علو، ولا عمق، ولا خليقة أخرى، تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا".
السلام الإلهي ليس له ارتباط بالظروف إطلاقاً، لكنه عمل ينشئه الروح القدس في القلب لحظة فلحظة، ويوماً بعد يوم، لأن السلام الإلهي في جوهره يعبر عن الوجود الإلهي في القلب، "ليحل المسيح بالإيمان في قلوبكم".
سلام الإيمان يدركه المؤمن بالإيمان، أما سلام الشركة فيعيشه المؤمن بحواسه، أي بواسطة ذهنه الروحي المتدرب في الحضرة الإلهية.
السلام الإلهي ليس له ارتباط بالظروف إطلاقاً، فسواء كنا في داخل ظروف صعبة أو خارجها فإنه لا فرق لأن السلام الإلهي هو عبارة عن غلاف يقي النفس من أن تتفاعل مع الظروف. قد تكون الظروف في غاية الاضطراب بحسب نظرة العيان، ولكن في الداخل يوجد سلام، والسلام الإلهي يملأ القلب ويعم إرجاء النفس عندما نعتمد كليّاً على عمل الروح القدس في قلوبنا. ولكي نعتمد على عمل الروح القدس فينا يجب أولاً أن نختبر حياة التسليم الكامل، ونسلك طريق الطاعة للرب، ولا نبالي بصياح الأشرار من حولنا، ونحذر الذين يدّعون الإيمان لئلا يعيقونا عن إتمام قصد الله في حياتنا.