تشرين الثاني (نوفمبر) 2005
ما أجمل أن يحيا الإنسان ليرضي الله!!!
يعيش البعض لإرضاء أنفسهم، وغيرهم لإرضاء زوجاتهم أو أولادهم أو جيرانهم من حولهم. والمؤسف أنه هناك من يعيش لإرضاء الشيطان... لكننا كمؤمنين، يجب أن يكون شغلنا الشاغل هو إرضاء سيدنا وفادينا له المجد.
يعلمنا الكتاب المقدس أنه بدون إيمان لا يمكن إرضاء الله... وعلينا كمؤمنين أن نبتعد نهائياً عن خطية عدم الإيمان..
هناك شيء آخر لا يرضي الله، وهو السلوك بلا قداسة، إذ يعلم الكتاب: ”والقداسة التي بدونها لن يرى أحد [أو لن يرضي] أحد الرب“. فعلينا إذاً ونحن نتبع القداسة أن نسمح للسيد أن يقدسنا بالكامل.
وإرضاؤنا لله يجب أن يكون عملاً مستمراً. فنرضيه من اللحظة التي فيها نستيقظ صباحاً، إلى الوقت الذي فيه ننام ليلاً. بل علينا أن نرضيه حتى في أثناء نومنا، لأن الكتاب يقول بأننا إن أكلنا، أو شربنا، أو عملنا أي شيء، بمعنى أنه إن تكلمنا أو فكرنا، إن بقينا في البيت أو انطلقنا للخارج، في وقت الفرح أو الحزن، علينا أن نرضي الله.. فما أسعد الإنسان الذي يرضي الله من كل وجه.
ولكي نرضي الله، يجب أن تكون لنا المعرفة الروحية، فإن كنت لا أعرف إرادة الله، فكيف يمكنني أن أعمل ما يرضيه؟ أخاف أننا كثيراً ما نحزن قلب الله بسبب جهلنا لكلمة الله... وهذا الجهل ليس ضد النور الذي عندنا أو الأمور المعروفة لنا وإلا لحُسب خطية حقيقية. إذاً، فالمقياس بالنسبة لنا، ليس هو النور الذي عندنا بل ناموس الله الكامل. قد يدّعي الإنسان بأنه يطيع ضميره، إلا أن هذا لا يبرر تصرفه الخاطئ إن لم يتمتّع الضمير بالاستشارة الكاملة. إذاً علينا أن نطيع إرادة الله وروحه القدوس، لأنه هذا هو مقياسنا الصحيح. فالضمير قد يكون نظير ميزان غير دقيق لا يمكن الاعتماد عليه... لهذا علينا أن نزن بميزان الله أي كلمة الله التي لا تتسامح مع الخطية التي نرتكبها بسبب المقاييس الخاطئة، لأنه يتعامل مع حقائق ثابتة وليس مع تصوّرات البشر.
ليت إلهنا يهبنا نعمة لنعرف إرادته ونطبقها بالكامل، فنكون مرضيين عنده.