Voice of Preaching the Gospel

vopg

نيسان (إبريل) 2006

ثلاثة كلمات قالها المسيح، بها علّم تلاميذه مسئوليتهم نحو هذا العالم الهالك:

انظــــروا

"ها أنا أقول لكم ارفعوا أعينكم وانظروا الحقول إنها قد ابيضت للحصاد" (يوحنا 35:4). "ارفعوا أعينكم"، أي لا يغلبنكم النعاس بل كونوا متيقظين. ولا يكن نظركم محدوداً بما يخصكم فقط؛ لا تنظروا كل واحد إلى ما هو لنفسه، بل ما هو لآخرين أيضاً. "انظروا" كم حولكم من الناس الذين يحتاجون إلى نعمة الله المخلصة. لما رأى المسيح الجموع "تحنّن عليهم، إذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها" (متى 36:9). ولما كان الرسول بولس في أثينا، عاصمة الثقافة والفلسفة في ذلك الوقت، رفع عينيه هو أيضاً لا ليُعجب بالمباني الفخمة ولا بمعاهد العلم، وإنما "احتدّت روحه فيه، إذ رأى المدينة مملوءة أصناماً" (أعمال 16:17). ومنذ ذلك الوقت ما أكثر الذين رفعوا أعينهم ونظروا فرأوا الحاجة الشديدة وكأنهم سمعوا ما سمعه بولس "اعبر إلينا وأعنّا". فرفع هدسون تايلور عينيه فرأى الحاجة الشديدة في بلاد الصين. ورفع وليم كاري عينيه فرأى الحاجة الشديدة في الهند. وكذلك موفات ولفنجستون المرسلون إلى أفريقيا. وهناك كثيرون من غير المرسلين المشهورين ممَّن لمس الله قلوبهم فنظروا وتأثروا جداً.

 

كان هناك رجل سكير وشرير اسمه سام هادلي في نيويورك. ذهب مرة إلى إرسالية   Water Front Mission في نيويورك، وتجدد هناك، وصار يخدم في نفس تلك الهيئة، واستخدمه الرب في خلاص الكثيرين. ذات ليلة رآه أحد أصدقائه يستند على عمود الكهرباء، فظنه يحتاج إلى مساعدة. ولما اقترب منه سمعه يقول: "يا رب، إن شرور هذه المدينة [نيويورك] تشعرني بألم أكثر مما أحتمله". ولا يسعنا المجال أن نعطي أمثلة أخرى عن مؤمنين رفعوا عيونهم ونظروا فرأوا الحقول أنها قد ابيضّت للحصاد.

في مثل الزارع قال المسيح: "الحقل هو العالم". أي إن العالم كله حقل يحتاج إلى حصادين. وكلمة "حقول" تعني أن هذا الحقل يتكوّن من عدة حقول. فهناك حقل المسيحية الإسمية التي لا زالت غارقة في الشر والفساد، وهناك حقل العالم الوثني الذي يعبد آلهة كاذبة لا ترى ولا تسمع، وحقول أخرى فيها نفوس ثمينة بلا عدد مسرعة في طريقها إلى الهلاك. هذه الحقول قد ابيضّت للحصاد. وماذا يحدث للمزارع إذا ابيضت الحقول للحصاد ولكنه تكاسل في حصادها؟ لا شك أنه يصاب بخسائر فادحة. وهكذا نحن، إن أهملنا مسئوليتنا فلا بد أن نخسر مكافأتنا. إذ يضيّع الواحد منا الفرصة لكي "يأخذ أجرة ويجمع ثمراً". لا شك أن الله قادر أن يخلص النفوس بدوننا. ولكننا لن نفرح مع رب الحصاد بل سنخجل منه عند مجيئه.

اطلبـــــوا

لما رأى يسوع الجموع وتحنن عليهم لأنهم كانوا كغنم لا راعي لها، "حينئذ قال لتلاميذه الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون. فاطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعلة لحصاده" (متى 37:9-38). اطلبوا من رب الحصاد، أي صلوا، كما علمنا قائلاً: "اسألوا تُعطوا، اطلبوا تجدوا، اقرعوا يُفتح لكم. لأن كل من يسأل يأخذ، ومن يطلب يجد، ومن يقرع يُفتح له" (متى 7:7-8). المسيح هو رب الحصاد، ولذلك بعد أن قال هذا الكلام مباشرة نراه يدعو تلاميذه الاثني عشر ويعطيهم سلطاناً ويرسلهم إلى حصاده (متى 1:10-5). ونحن نعرف أنه لا يمكن لشخص واحد أن يقوم بكل عمل الخدمة. ولذلك يجب أن نطلب من رب الحصاد أن يقيم فعلة آخرين لأن الحصاد كثير، بل ما أكثره. ولقد شعر الرسول بولس بهذا حين قال: "ومن هو كفؤ لهذه الأمور"؛ وقال أيضاً: "التراكم عليّ كل يوم". لما كان الناس منذ عدة سنين يطالبون أن تكون ساعات العمل 40 ساعة في الأسبوع، قال رجل كان يشعر بمسؤوليته إزاء واجباته: "إنهم يريدون 40 ساعة في الأسبوع، وأنا أتمنى 40 ساعة في اليوم". إذاً، ما هو الحل إزاء هذه الأحوال، أي كثرة الحصاد وقلة الفعلة؟ الجواب هو في قول الرب: "اطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعلة إلى حصاده". ومتى استجاب الرب وأرسل فعلة، علينا أن نصلي من أجلهم ومن أجل عملهم، وأن نعضدهم بكل الوسائل الممكنة. وطبعاً نحن لا نريد فعلة إلا الذين يرسلهم رب الحصاد. فهناك فعلة كثيرون لم يرسلهم هو، ومنهم من هم ذئاب خاطفة في ثياب الحملان. "هم رسل كذبة. فعلة ماكرون، مغيِّرون شكلهم إلى شبه رسل المسيح" (2كورنثوس 13:11). لذلك ما أحوجنا أن نطلب من رب الحصاد أن يرسل فعلة. وعلينا أن نصلي من أجلهم ونساهم في سد احتياجاتهم. كان الرسول بولس يطلب من المؤمنين أن يصلوا من أجله، تارة لكي يُنقذ من الذين هم غير مؤمنين، ولتكون خدمته مقبولة عند القديسين (رومية 31:15)، وتارة لكي يُعطى له كلام عند افتتاح فمه ليُعلّم جهاراً بسرّ الإنجيل (أفسس 19:9). فكم يحتاج خدامه الآن لصلوات المؤمنين؟

اذهبــــوا

هذه هي آخر وصية أعطاها الرب لتلاميذه قبل صعوده إلى السماء. في إنجيل متى قال لهم: "دُفع إليّ كل سلطان... اذهبوا وتلمذوا... وعمّدوهم... وعلموهم... وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر" (متى 18:28-20). وفي إنجيل مرقس، نرى أنه تحقق وعده بأن يكون معهم ويعمل معهم. "وأما هم فخرجوا وكرزوا في كل مكان، والرب يعمل معهم" (مرقس 20:16). وفي ختام إنجيل لوقا لخص لهم موضوع البشارة وهو موت المسيح لأجلنا "وأن يُكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم" (لوقا 47:24). وفي أعمال الرسل قبل صعوده إلى السماء مباشرة قال لهم: "لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم، وتكونون لي شهوداً في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض" (أعمال 8:1). فنرى أن سر النجاح هو في هذه الأشياء الثلاثة: سلطان المسيح المطلق، ووعده بأنه يكون مع خدامه، والقوة التي يمنحها الروح القدس. ولذلك هم ذهبوا إلى كل العالم بدون سيف أو رمح، أو تهديد أو إغراء، ومع ذلك فقد قيل عنهم أنهم "فتنوا المسكونة". ولكننا نعلم طبعاً أنه ليس في إمكان كل مؤمن أن يذهب إلى أماكن بعيدة، ولكن كل منا يستطيع أن يشهد عن المسيح لأهل بيته ولبعض أصدقائه ومعارفه.

إذاً، على كل منا أن يرفع عينيه وينظر إلى الحقول ويشعر بالحاجة الشديدة حوله. وكل مؤمن عليه أن يصلي يومياً من أجل عمل الرب، ومن أجل خدام الرب، وعليه أيضاً أن يذهب على الأقل لبعض الناس ويخبرهم بكم صنع الرب به ورحمه. ولنتذكر أن "الذاهب ذهاباً بالبكاء حاملاً مبذر الزرع، مجيئاً يجيء بالترنم حاملاً حزمه" (مزمور 6:126).

المجموعة: 200604

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

676 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10474160