آب (أغسطس) 2006
لقد مرت بك أيام كثيرة، لكن هذا لا يعني أن يوماً آخر لا بدّ أن يأتي. فليست الأيام كحلقات السلسلة، متى أمسكت بحلقة اليوم فلا بدّ أن تأتيك حلقة الغد، واليوم قد يقف وحده ولا يكون له أخ آخر.
لا تفتخر بالغد الذي لم تره. فقد تفتخر بالسحب التي تملأ الجو وتسكب على الأرض مطراً يرويها، أو تفتخر بالصخر الثابت على جانب البحر الذي عليه تتكسّر الأمواج، لكن إياك أن تفتخر بالغد الذي لم تره! الغد هو حلم الجاهل الذي لا يمكن أن يتحقّق، أو هو جزيرة الأحلام التي تحدّث عنها الشعراء، لكن أحداً لم يرها قط. يا من تتصوّر أن عظمتك التي بدأت اليوم زهرة ستصبح غداً ثمرة. اذكر أن صقيع الغد قد يصيب الزهرة فتجفّ وتسقط على الأرض.
الافتخار بالغد يضرّنا، فهو يضرّنا الآن، لأن من يرجو أن يقوم بالأعمال العظيمة في الغد لا يعمل شيئاً نافعاً اليوم، ومن يتصوّر الغنى واقفاً عند الباب لأن الميراث ينتظره في الغد فلن يكون ناجحاً في الحاضر. كم من المؤمنين يطلبون النهضة أو الانتعاش وينتظرونها غداً، لكنهم لا يعملون شيئاً اليوم؟!
عزيزي، إن كانت النهضة هي يقظة المؤمنين، فتثقّل بأمر أخيك الذي تكاسل في الطريق حتى يلتهب بحب المسيح. وإن كانت النهضة خلاصاً للخطاة فاعمل على ربح ولو نفس واحدة للمسيح. لا تجلس كسولاً منتظراً للنهضة المقبلة، لكن اعمل لأجلها اليوم وسوف تراها غداً.