Voice of Preaching the Gospel

vopg

كانون الأول (ديسمبر) 2006

يقدم لنا الوحي المقدس ربَّنا يسوع المسيح كالراعي في ثلاثة صفات:

     -  الراعي الصالح،

     -  راعي الخراف العظيم،

     -  رئيس الرعاة.

 ونرى صورة لهذا في ثلاثة مزامير: 22 و23 و24.

 

الراعي الصالح

 قال المسيح: "أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف" (يوحنا 11:10). وتنبأ داود عن بذل المسيح نفسه في مزمور 22 الذي يرسم لنا صليب ربنا وفادينا يسوع المسيح قبل مجيئه بحوالي 1000 سنة. فيفتتح المزمور بالعبارة التي قالها المسيح على الصليب "إلهي إلهي لماذا تركتني" (مزمور 1:22 وإنجيل متى 46:27). وهي العبارة الرابعة من العبارات السبعة التي نطق بها مخلصنا المجيد على الصليب. وقد قالها بعد الثلاث ساعات الرهيبة التي فيها شرب الكأس المريرة التي صلى بخصوصها ثلاثة مرات في بستان جثسيماني. فهو لم يطلب أن لا يموت لأنه جاء لكي يموت من أجل خطايانا، وإنما الكأس التي أشار إليها، هي أن يحجب الله وجهه عنه، إذ صار بديلاً عنا. وتمّ ما جاء في نبوة زكريا: "استيقظ يا سيف على راعيّ وعلى رجل رفقتي" (زكريا 7:13). فالراعي الصالح هو نفسه الذي كان عند الآب معه منذ الأزل "صانعاً وكان كل يوم لذته" (أمثال 3:8). ولكن إذ رآنا كغنم ضللنا رضي هذا الراعي أن يضع الرب عليه إثم جميعنا (إشعياء 6:53). فأثبت أنه الراعي الصالح الذي بذل نفسه لأجل الخراف، هذا هو الذي قال عنه الرسول بولس: "ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي" (غلاطية 20:2). وهو أحب كل مؤمن حقيقي بنفس هذه المحبة. ألا يليق بكل واحد منا، كل مؤمن حقيقي، أن يكرس الحياة له. وليس ذلك فقط، بل نتعلم منه، فيكون فينا "هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضاً: الذي إذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله. لكنه أخلى نفسه، آخذاً صورة عبد، صائراً في شبه الناس. وإذ وُجد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب. لذلك رفّعه الله أيضاً، وأعطاه اسماً فوق كل اسم لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو ربّ لمجد الله الآب" (فيلبي 5:2-11). فالراعي الصالح الذي بذل نفسه لأجل الخراف هو الآن في السماء وهو راعي الخراف العظيم.

راعي الخراف العظيم

  لما كان المسيح على الأرض أثبت أنه الراعي الصالح إذ بذل نفسه لأجل الخراف. والآن هو في السماء كراعي الخراف العظيم الذي ينطبق عليه ما قاله داود في مزمور 23. فهو راعينا العظيم الذي لا يعوزنا إلى شيء، بل يقودنا، ويسدد حاجاتنا، ويهدينا، ويرد نفوسنا إلى سبل البر، وحتى إذا سرنا في وادي ظل الموت ينزع الخوف من قلوبنا. وهو الذي يرتب لنا مائدة في هذا القفر الموحش. فإذا أخطأنا لا يتركنا، كما عمل مع بطرس الذي أنكره ثلاث مرات، ولكن قبل أن يسقط بطرس كان الراعي قد طلب من أجله لكي لا يفنى إيمانه، وليس ذلك فقط بل وكّله بمهمة نبيلة إذ قال له: "وأنت متى رجعت ثبّت إخوتك". فهو كان واثقاً من النتيجة النهائية. هذا الراعي العظيم لا يحتقر أحداً إذا ضلّ بل يبحث عنه، ومتى وجده يحمله على منكبيه ويرجع به فرحاً (لوقا 5:15).

كم أشكرك يا راعي الخراف العظيم، فقد تحوّلت قدماي عن طريقك مراراً، ولم ألتفت إلى نصائحك الثمينة، لكنك لم تحتقر ولم ترذل عبدك، بل أسمعتني صوتك، صوت الراعي الحنون كما وعدت قائلاً: "خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها فتتبعني. وأنا أعطيها حياة أبدية، ولن تهلك إلى الأبد، ولا يخطفها أحد من يدي. أبي الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل، ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي. أنا والآب واحد" (يوحنا 27:10-30). لقد وصفك إشعياء قديماً فقال: "كراعٍ يرعى قطيعه. بذراعه يجمع الحملان وفي حضنه يحملها، ويقود المرضعات" (إشعياء 11:40).

ما أسعدنا نحن المؤمنين براعينا الصالح الذي بذل نفسه لأجلنا، وبه كراعي الخراف العظيم الذي أكّد لنا أن واحداً من خرافه لا يمكن أن يهلك.

ونختم هذا الجزء بما جاء في عبرانيين 20:13-21 "وإله السلام الذي أقام من الأموات راعي الخراف العظيم، ربنا يسوع، بدم العهد الأبدي، ليكمّلكم في كل عمل صالح لتصنعوا مشيئته، عاملاً فيكم ما يرضي أمامه بيسوع المسيح، الذي له المجد إلى أبد الآبدين. آمين". وسوف نرى راعينا العظيم حين يظهر كرئيس الرعاة.

رئيس الرعاة

  حرّض الرسول بطرس الشيوخ قائلاً: "أطلب إلى الشيوخ الذين بينكم، أنا الشيخ رفيقهم، والشاهد لآلام المسيح، وشريك المجد العتيد أن يُعلن، ارعَوا رعية الله التي بينكم نظّاراً، لا عن اضطرار بل بالاختيار، ولا لربحٍ قبيح بل بنشاط، ولا كمن يسود على الأنصبة، بل صائرين أمثلة للرعية، ومتى ظهر رئيس الرعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يُبلى" (1بطرس 1:5-4). فرئيس الرعاة لا بد أن يأتي ثانية، لا بد أن يُظهَر، وتراه كل عين، سيأتي بمجد وجلال كما قال عنه داود في مزمور 24: "من هو هذا ملك المجد! رب الجنود هو ملك المجد" الذي ستُفتح له الأبواب الدهريات. رئيس الرعاة هذا سيكافئ الذين يقومون بعمل الرعاية أثناء غيابه. وأعظم دافع لهم هو محبتهم له، وهذا واضح من كلام الرب يسوع المسيح مع بطرس إذ قال له ثلاثة مرات: "أتحبني". وفي كل مرة أجاب بطرس بأنه يحبه. فقال له الرب إرع غنمي. إرع خرافي. إرع غنمي [أي الكبار والصغار] (يوحنا 15:21-17).

ولذلك حرّض الرسول بطرس الشيوخ أن يرعوا رعية الله. فالمؤمنون رعية الله... والشيوخ، أي الرعاة هم موكّلون من رئيس الرعاة للعناية بهم. فالشيوخ هم الرعاة ويلقَّبون أيضاً بالقسوس وبأساقفة (أي النظار). فليست هذه الألقاب للتعظّم أو السيادة بل كلها تعني النظارة، أي الرعاية. لذلك قال الرسول بولس للقسوس الذين دعاهم من أفسس في أعمال 28:20 "احترزوا إذاً لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه". والرسول بطرس قال - كما رأينا -  "أطلب إلى الشيوخ الذين بينكم أنا الشيخ رفيقهم" فلم يجعل نفسه أعلى منهم، بل طلب منهم أن يهتموا بالرعية، لا لربح ولا كمن يسود عليهم. وكم نشكر الله من أجل الرعاة الذين يقومون بالرعاية الأبوية، لأن هناك معلمين كثيرين ولكن آباء قليلون. وكم يجب أن نصلي من أجل الرعاة الحقيقيين في جميع الكنائس. لقد وبّخ الرب قديماً الرعاة الأنانيين الذين يرعون أنفسهم ولا يرعون الغنم، ويكدرون الماء الذي تشربه الرعية (انظر حزقيال 34). أما الرعاة المخلصين فلهم الوعد بإكليل المجد الذي لا يبلى.

ونحن جميعاً ننتظر ظهور رئيس الرعاة ربنا يسوع المسيح، الراعي الصالح وراعي الخراف العظيم، الذي له المجد إلى أبد الآبدين آمين.

المجموعة: كانون الأول December 2006

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

307 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11578631