Voice of Preaching the Gospel

vopg

حزيران (يونيو) 2006

اذهب، كفاك قعوداً، جاهد، اتعب، أطلب لكي تجد، اسأل لكي تُعطى، اقرع لكي يُفتح لك، اذهب وحصّل، اذهب وتاجر لكي تربح، ضع الربح نصب عينيك، تحرّك لكي تربح، وإن لم تتحرّك فأنت خاسر حكماً.

 

نتأمل في هذا الموضوع تحت ثلاث نقاط:

1.    اذهب واربح نفسك

قبل المجيء إلى المسيح، لا بدّ من الذهاب أولاً. فمع أن المسيح يقول: "تعالوا إليّ... وأنا أريحكم" (متى 28:11)؛ و"من يقبل إليّ لا أخرجه خارجاً" (يوحنا 37:6)، لكنّ الموضوع يختلف في قصة هذا الشاب الغني الذي جاء إلى يسوع. جاء إلى المسيح يطلب الحياة الأبدية ويستفسر عن طريقة الحصول عليها؛ إذ إن الحياة الأبدية هي طبعاً في المسيح، وهذا الشاب قد جاء في الطريق الصحيح وإلى الشخص الصحيح وسأله: "أيها المعلم الصالح ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية" (مرقس 17:10). كان حرياً به، بحسب رأينا، أن يقول له المسيح: وصلت، فأنا هو الحياة الأبدية. تعال واتبعني فترث الحياة وتربح نفسك. لكن المسيح قال له "اذهب" لكي تربح. ولأنه لم يذهب، كانت النهاية أنه "مضى حزيناً". فهو لم يرد أن يذهب في طريق الرب بل في طريقه هو.

 قال له المسيح: اذهب أولاً وتخلّص من ذاتك، ومن أفكارك، ومما عندك، واعمل عملاً مهمّاً، عمل التوبة والتجريد. لا تأتي إليّ كشاب، ولا كغني، ولا كرئيس، لكن تعال كشخص خاطئ. تعال واسأل سؤالك بكل تجرّد وإخلاص، حتى عندما تنال جواباً عنه يكون لديك الاستعداد بأن تطيع. عندك مشكلة كبرى تمنعك من الحياة الأبدية، "فاذهب بعْ كل ما لك" واربح نفسك. "لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه" (متى 26:16). "فاغتمّ على القول ومضى حزيناً لأنه كان ذا أموال كثيرة" (مرقس 22:10).

غالباً ما نتمسك بما عندنا وبماضينا وبتأثيراته فينا. والمسيح يريد أن ينسينا الماضي بكل ما فيه ويحوّل أنظارنا إلى الأمام لكي يعالج موضوع المستقبل. "اذهب بع كل ما لك وأعطِ الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني حاملاً الصليب" (مرقس 22:10). إن مستقبلك مضمون فقط عندي وفيّ ولا يستطيع الماضي بكل ما فيه أن يؤمّن لك الربح والضمان.

تعامل المسيح مع الزانية التي جيء بها إليه ممسَكة بذات الفعل، وبعد معالجة طويلة لهذه المرأة بماضيها وحاضرها، وجّه المسيح الأنظار نحو مستقبلها. فقلما يهتم المسيح بمن نكون، وماذا فعلنا، وما هو ماضينا، وما هو سجلّنا. إنه يتطلع نحو مستقبلنا وتجهيزاته لحياة أفضل من الماضي ونحن نتمسك بما عندنا، بعِقَدِ الذنب، وبلوم نفوسنا، ونريد أن ندفع ثمن أخطائنا. يقول لهذه المرأة: "اذهبي ولا تخطئي أيضاً" (يوحنا 11:8). وكأنه يقول لها: نحن لا نريد أن نتكلم عن أخطاء الماضي والحاضر ولكننا نتطلع نحو مستقبل أفضل. اذهبي بصفحة جديدة، وبموقف جديد، وبتطلع جديد وبشخصية جديدة. اذهبي واربحي نفسك. اذهبي ولا تخطئي أيضاً.

تذكرون قصة الابن الضال، الذي عاش حياة الشقاء والتشرّد والضياع في الكورة البعيدة. ولما رجع إلى نفسه وتطلع إلى شقاوته ونظر نظرة نحو الماضي ونحو الحاضر المؤلم قال في نفسه: "أقوم وأذهب" (لوقا 18:15). لا بدّ من الذهاب... أقوم وأتحرّك، أقوم وأعمل شيئاً، أقوم وأهتمّ بأمر نفسي. لا أستطيع أن أستعيد الماضي، وما الفائدة من البكاء على الحاضر. أقوم وأذهب إلى أبي. لكن، للذهاب ثمن: عليّ أن أقول أخطأت، وأن أضع نفسي بمستوى الأُجراء. وعليّ أن أتوقّع ردّة فعل الأب الذي بذّرت أمواله. لكن هذا الابن، وفي الوقت نفسه، كان يستطيع أن يرى محبة الأب تلاحقه وتطاله أينما وُجد وأنّى ابتعد، وعرف أن في ابتعاده عن الأب كل الخسارة، وفي وجوده في البيت الأبوي كل الربح. "وإذ كان لم يزل بعيداً رآه أبوه فتحنّن وركض ووقع على عنقه وقبّله" (لوقا 20:15). أي عوّض له عن كل خسارة وأرجع له مقامه.

اذهب واربح الخطاة

هذا التعليم واضح في الكتاب المقدس وخصوصاً على فم الرب حين قال: "اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" (مرقس 15:16). وهذا الكلام موجّه إلى كل واحد منا وليس فقط إلى الوعّاظ والمبشرين أو إلى فئة معيّنة من المؤمنين. ويتابع الوحي فيقول: "وأما هم فخرجوا وكرزوا في كل مكان والرب يعمل معهم ويثبّت الكلام بالآيات التابعة" (مرقس 20:16). لقد وعد الرب أن يكون معنا ليس حين نجتمع في الكنيسة فقط بل حين نذهب لكي نربح الآخرين له.

خسارة أن لا نذهب والربح مضمون وأكيد. خسارة أن نكتفي ببركات الوجود في الكنيسة في محضر الرب حيث الترنيم والتسبيح والصلاة والجو الجميل، حيث لا توجد مسؤولية ولا شياطين، ولا أرواح شريرة، ولا صراع، ولا مواجهة، ولسان حالنا: "يا رب جيد أن نكون ههنا" (متى 4:17).

مجنون كورة الجدريين أراد أن يلازم المسيح بعد أن نال الشفاء، لكن يسوع صرفه قائلاً: "ارجع إلى بيتك وحدّث بكم صنع الله بك" (لوقا 38:8-39). اذهب واربح أهل بيتك، وأهل مدينتك، وأهل قريتك، وجيرانك، وزملاءك، وأحباءك. فذهب ولا بدّ أنه ربح، لأن كلمة الرب لا ترجع فارغة، "هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي. لا ترجع إليّ فارغة بل تعمل ما سررت به وتنجح في ما أرسلتها له" (إشعياء 11:55).

يدعونا الرب إلى أن نقوم ونذهب: "فاذهبوا إلى مفارق الطرق وكل من وجدتموه فادعوه إلى العرس" (متى 9:22). "فقال السيد للعبد: اخرج إلى الطرق والسياجات وألزمهم بالدخول حتى يمتلئ بيتي" (لوقا 23:14). لا ننتظر حتى يأتي الناس إلينا، بل نحن نذهب إليهم، فالحقل واسع والحصاد كثير. أين يجب أن تصطاد يا بطرس؟ "من الآن تكون تصطاد الناس" (لوقا 10:5). "أُبعد على العمق وألقوا شباككم للصيد" (لوقا 4:5). اذهب واربح.

ألم يرسل الرب فيلبس إلى شخص يحتاج إلى الخلاص؟ "قم اذهب نحو الجنوب على الطريق المنحدرة من أورشليم إلى غزة" (أعمال 26:8)، اذهب واربحه للمسيح. اقتراحنا في هذه الأيام: فليأتِ إلى الكنيسة، ليأتِ ليزورنا. أما ردّ المسيح فهو: لا، بل تذهب أنت إليه.

بينما كان بطرس يصلّي قال له الروح: "قم وانزل واذهب" (أعمال 20:10). اذهب واربح كرنيليوس وأهل بيته. لماذا لا يأتي كرنيليوس إليّ؟ بل أنت تذهب إليه عالماً أن الخدمة تحتاج إلى نشاط وعمل واهتمام وخروج.

هنالك الكثير من الناس غير المهتمين بخلاص نفوسهم، يجهلون معنى محبة المسيح ومعنى الهلاك الأبدي. لكن الرب مهتم، وعلى الكنيسة أن تهتم أيضاً. سافر بطرس مدة يومين على الأقل ليربح كرنيليوس وأهل بيته.

البقية في العدد القادم

المجموعة: 200606

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

122 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10574655