أيار (مايو) 2006
أمــاهُ، أنتِ يا فاضلةْ
أوصافُكِ عديدةٌ يا غاليةْ
حَباكِ اللهُ الحكمةَ والدرايةْ
يومَ غمَركِ بمحبتِهِ والرعايةْ
ورفعَ من شأنكِ فصرْتِ عاليةْ
وغدوتِ بفعلِ نعمته الغامرةْ
مطيعةً له رفيعةً وعامرةْ
*************
تفرَّغْتِ لنا يومَ كناَّ صغارا
وضحَّيتِ من أجلِنا بعد أنْ صرنا كبارا
قدَّمتِ ما في طاقتِك لا بل أكثرْ
وحَرِصْتِ أن تفعلي الأصغرَ والأكبرْ
عملتِ بيدين راضيتيْنِ
وحُكْتِ لنا بأناملِكِ أحلى الفساتينْ
كددْتِ وتعبتِ واشتغلتِ
طيلةَ النهار حللاً تعملينْ
حتى كلُّ مَنْ في البيتِ تُلبسينْ
وبعدَ أن أرخى الليلُ ظلامَهْ
بقي سراجُكِ مضاءً وبه تنعمينْ
ولم تتوقَّفي لحظةً ولا جهداً توفِّرينْ
إلا بعدَ إكمالِ مهمَّتِكِ
ومن بعدِها قنديلَكِ تُطفئينْ
ولهذا، على الزمنِ الآتي تضحكينْ
لأنَّكِ كنتِ على الله تتوكَّلينْ
وبكلِّ ما منحكِ إياهُ تقتنعينْ
*************
أماهُ أنتِ يا فاضلةْ
زوجةً وأماً صالحةْ
تجارتُكِ عظيمةٌ رابحةْ
مثمرةْ وذاتُ فائدةْ
رعَيتِ شؤونَنا بحكمةٍ كبيرة
وتحمَّلتِ شجونَنا بدرايةٍ وعنايةْ
خصالُكِ حميدةْ وفريدةْ
تأتي إلينا من يدِ الخالقِ الكريمةْ
لذا صرتِ لنا مُلهِمةْ
ولحياتنا أمثولةً موحيةْ
نساءٌ كثيراتٌ عَمِلْن فضلاً
أما أنتِ ففُقتِ عليهنَّ جميعاً
جملةً وتفصيلا
**************
فَلَكِ الإكرامُ والتقديرْ
بسبَبِ تقواكِ ووقارِكِ للقديرْ
فلا الحسنُ يبقى أو يحولْ
ولا الجمالُ يظلُّ أو يطولْ
فباطلُ الأباطيلِ، الحكيمُ يقولْ
الكلُّ باطلٌ وسرعانَ ما يزولْ
أمَّا الفاضلةُ الصالحةْ
فهي أنتِ أيَّتُُها اللؤلؤةُ النادرةْ
نفيسةٌ أنتِ وغاليةْ
لأنَّ زينتَكِ هي زينةُ روحِكِ الوديعةْ الهادئةْ
لذا نمدحُكِ نحنُ الأولاد
ونقدّم لكِ كلَّ ثناء واحترامْ
على مرِّ السنينَ والأعوامْ
ونشكرُ اللهَ على أُمِّنا المثالْ
وندعوهُ لكي يُبقيها لنا ذُخْراً ومآلْ
***************
والآنَ ألفَ شكرٍ على محبّتِهِ الأسمى
لأنَّ الفاضلةْ منقوشةٌ على كفِّه الأغلى
وهنيئاً لكلِّ مَنِ اتَّخذَتِ المخلِّصَ
فادياً ومنقذاً أشهى
وهكذا أضحتْ متأهِّبةً للمجدِ الأسنى
تنتظرُ ذلك اليومَ الأبهى
إذ يأتي يسوعُ في موكبهِ الأعلى
ويأخذُ كلَّ مولود ٍ من جديدْ
إلى بيتِه الأرقى