Voice of Preaching the Gospel

vopg

تشرين الأول (أكتوبر) 2006

نحن نعيش في عصر عجيب حيث تتركّز فيه الأفكار حول غاية واحدة وهي الراحة. فتخفيض ساعات العمل، ورفع المعاشات، وتوسيع الحريات وغيرها، تستهدف توفير أكبر فترة ممكنة من الراحة في هذه الحياة.

 

إن هذه الروح قد تفشّت - دون أن ندري - بين صفوف أولاد الله، وتغلغلت في حياتنا الروحية، فنحن سعداء بخلاصنا، وبوسعنا أن نلقي بأثقالنا على الرب. وصلنا إلى وقت فيه يمكننا أن نعيش بدون هم أو اهتمام وحتى أصبح بمقدورنا أن نتجنّب حمل أية مسؤولية.

كم يحلو لنفوسنا أن نتمتّع بسماع الوعاظ المشهورين الذين يؤلبون حولهم جمهوراً كبيراً من المستمعين؟ وكم نتعزى عندما نرفع أصواتنا بترانيم الحمد والشكر، ولكننا نترك أمر خدمة تبشير العالم الشاقة للآخرين ظناً منا أن هؤلاء لا مجال لهم للتمتّع بما نتمتّع به نحن.

وقائع مذهلة

بينما نحاول أن نقترب من الحياة من زاويتها المريحة نجد أن الديانات الأخرى تواجه الحياة باهتمام بالغ. كما أن أحزاباً منظمة تقوم بنشاط كبير لكسب معركة الحياة، معتبرة قضيتها قضية حياة أو موت. فإذا واصلنا خدمتنا بنفس الطريقة التي نسير عليها الآن فستتضاءل نسبة المؤمنين الحقيقيين في العالم، وهذا يعود لعدة أسباب:

1- إن عدد المرسلين الذين يعملون حالياً غير كاف بالنسبة لسكان العالم الذي تجاوز الستة بلايين نسمة.

2- إن نسبة التزايد السكاني في العالم بلغت حوالي 65 مليوناً عام 2005. وهذه تحتاج أن يقابلها تزايداً مستمراً في عدد المرسلين والعاملين لتوصيل رسالة الحياة إليهم. إن أولئك الذين يولدون كل عام ليس لهم رجاء لأن يسمعوا عن المخلص الذي أحبهم ومات لأجلهم وقام ما لم نستيقظ جميعنا ونأخذ القضية بجد واهتمام.

3- إن أكبر نسبة من المجهود الإرسالي محصورة في بلدان معينة، بينما بعض الديانات القديمة ومروّجي البدع الهدامة قد استفاقوا من سباتهم ونفضوا عنهم غبار الكسل وأسسوا معاهد لتخريج مئات المرسلين كل عام.

العمل الحاسم

على كل مؤمن أن يحارب حروب الرب بدون كلل حتى النفس الأخير. لنستخدم كل ما أُعطينا من قوة ولنلبس لباس القتال الروحي ولنخضها معركة حامية الوطيس منتقلين من ميدان إلى ميدان إلى أن ندوس الشيطان في عقر داره.

يحاول البعض منا أن ”يلعب“ في المسيحية. في الواقع، إن كلمة ”لعب“ هي كلمة مجدية إن كنا نستعملها بلغة رياضية. فالرياضي يضع كل مقدراته وإمكانياته في لعبة قلما ما نضع فيها إمكانياتنا في المعركة التي دُعينا إليها من قِبَل قائدنا العظيم.

رجاء أخير

يا ليت كل واحد منا يدرك رهابة الموقف ويهبّ محذراً كل مؤمن يعرفه. لنستعد للمعركة ولنحاول أن ننقذ جيلنا والأجيال المقبلة من روح التراخي والفتور الذي يشل نشاط مسيحيتنا.

يا ليت كل مؤمن يندّد بالحالة الحاضرة التي ستقود كيسة المسيح إلى كارثة مقبلة.

يا ليت كل كنيسة تجند بسرعة جبهة من رابحي النفوس الغيورين لتسلح كل عضو في كل كنيسة مبشرة لهذا العمل السريع.

يا ليت كل راعٍ ينبّر لكل عضو في كنيسته على أهمية التسليم الكامل للمسيح، وكيفية العمل الجدي في خدمة الرب.

يا ليتنا نضع جانباً كل المشغوليات والنشاطات التي يمكن الاستغناء عنها، وليتنا نحيي اجتماعات الصلاة وحلقاتها. لنتعهد بتوزيع النبذ والأناجيل. ويا ليت كل جماعة نشطة من شباب وشابات تطلب الرب بحماس وترجوه أن يكون لها نصيب في حمل رسالة الإنجيل إلى بلاد أخرى قريبة كانت أم بعيدة.

يا ليت كل مؤمن يراجع حسابات مصروفه، وتوفيره، وتعهدات تقديماته في حضرة الرب يسوع المسيح الذي قدم كل ما عنده لتبشير العالم أجمع.

يا ليت كل واحد منا يقول: ”يا رب ماذا تريدني أن أفعل؟“  فلنتأمل من جديد بمناشدة المسيح لنا أن لا نكنز لنا كنوزاً على الأرض بل نكنزها في السماء، إذ نعطي بحرية وبسخاء لخدمة الإنجيل الذي هو قوة الله للخلاص من الهلاك الأبدي.

يا ليتنا نستسلم من جديد بين يدي الرب يسوع ليرشدنا ويقودنا، ويعلن لنا رؤى جديدة، وأساليب جديدة للهجوم على العدو، وطرقاً للمعاملة مع الآخرين، ودرجات جديدة من التضحية، وشجاعة جديدة لننفّذ خطته فينا وفي العالم.

إما أن نفعل هذا وإما أن نجلس ونراقب الحركة التبشيرية الحالية تتضاءل في ضعف هزيل وتتحوّل إلى فساد مخيف، وكارثة رهيبة!

المجموعة: تشرين الأول October 2006

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

160 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10559919