Voice of Preaching the Gospel

vopg

نيسان (إبريل) 2007

بعد إتمام المسيح مراسيم العشاء الرباني الذي حلّ محل الفصح اليهودي يكر لنا البشير متى: "ثم سبّحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون". وخرج أيضاً معهم يهوذا الخائن عاقداً العزم على أن يبيع سيده وضميره بالمال. "فوزنوا أجرتي ثلاثين من الفضة وأُلقيت إلى الفخاري ..." (زكريا 12:11).

 

وفي الطريق إلى جبل الزيتون ألقى المسيح على مسامع تلاميذه خطابه الوداعي المذكور في يوحنا 13-17، فقال لبطرس: "حيث أذهب الآن لا تقدر أن تتبعني لكنك ستتبعني أخيراً". ويرد بطرس: "أنا أضع نفسي عنك". ثم قال لهم: "من رآني فقد رأى الآب". ثم حدّثهم عن الروح القدس المعزّي الذي يحلّ محله عندما يصعد إلى السماء والذي سيرشدهم إلى جميع الحق (أصحاح 14). ثم قال أنه هو الكرمة وتلاميذه هم الأغصان، وطالبهم كما يطالبنا بالثمر، ثم نبهنا إلى أن العالم سيبغضنا كما أبغضه. وفي الأصحاح 17 أورد لنا صلاته الشفاعية وفيها رفع عينيه إلى السماء وقال: "أيها الآب قد أتت الساعة مجِّد ابنك ليمجدك ابنك أيضاً". وفى عدد 36 يقول لنا البشير متى: "جاء معهم إلى ضيعة يُقال لها جثسيماني". ونقرأ في إنجيل يوحنا: "وكان يهوذا مسلمه يعرف الموضع لأن يسوع اجتمع هناك كثيراً مع تلاميذه" (يوحنا 2:18). ويقول في عدد 39: "كان يصلي قائلاً يا أبتاه إن أمكن أن تعبر عني هذه الكأس". لو عبرت الكأس عن المسيح لشربناها جميعاً لأنه إما أن يشربها هو أو نشربها نحن. فقد كانت أيضاً الكأس هي إرادته، وكان يمكنه أن يتفادى الصلب، "رد سيفك إلى مكانه. أتظن أني لا أستطيع الآن أن أطلب إلى الآب فيقدِّم لي أكثر من اثنَي عشر جيشاً من الملائكة أنه هكذا ينبغي أن يكون" (متى 52:26).

عاد يهوذا في غضون ساعتين أو ثلاث إلى بستان جثسيماني وطبع "قبلة" على جبين المسيح - وبالطبع لم يفتقده في هاتين الساعتين بل أعلن للحاقدين أن المسيح هو هدفهم - وهكذا أتت الساعة! فقد سيق المسيح إلى محاكمة صوريّة ست مرات: ثلاث منها أمام قضاة ورؤساء يهود، واثنان أمام بيلاطس، وواحدة أمام هيرودس. الأولى أمام حنان رئيس الكهنة السابق (يوحنا 13:18)، والثانية أمام قيافا رئيس الكهنة اليهودي في إنجيل متى. ولئلا يصدر الحكم ليلاً فلا يكون قانونياً، تُرك المسيح بين الحراس يلطمونه ويلكمونه حتى بزوغ صباح يوم الجمعة إلى أن يجتمع مجلس الكهنة وكان يسمى مجلس السبعين. "بذلت ظهري للضاربين وخدّي للناتفين. وجهي لم أستر عن العار والبصق" (إشعياء 6:50).

بدأت محاكمة صوريّة أخرى أُعدَّ لها شاهدَي زور، فتقدما قائلين: "هذا قال إني أقدر أن أنقض هيكل الله وفي ثلاثة أيام أبنيه" (متى 61:26).  وقَبـِل المجمع تلك الشهادة رغم علمهم جميعاً أن المسيح كان يتكلم عن هيكل جسده أي أنه سيموت ويقوم بعد ثلاثة أيام بدليل قولهم لبيلاطس بعد موته: "تذكّرنا أن ذلك المضلّ قال وهو حي أنه سيقوم بعد ثلاثة أيام"، وذلك عند طلبهم منه إحكام إغلاق القبر.

سأل قيافا المسيح: "أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا، هل أنت المسيح ابن الله؟" (عدد 63). وردَّ المسيح: "أنت قلت. وأيضاً أقول لكم من الآن تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة وآتياً على سحاب السماء" (عدد 64). وهنا مزّق قيافا ثيابه وقال: "ماذا ترون؟ فأجابوا وقالوا إنه مستوجب الحكم" (متى 66:26). ولكن لكي تتم النبوات، ويموت المسيح صلباً، طلبوا أن يصدر الحكم عينه من السلطة الرومانية. فذهبوا إلى بيلاطس في نفس صباح الجمعة، "ولما كان الصباح تشاور جميع رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب على يسوع حتى يقتلوه" (متى 1:27).

وقف يسوع أمام بيلاطس الذي سأله: "أأنت ملك اليهود؟ فقال له يسوع أنت تقول" (متى 11:27). وإذ كان بيلاطس محتاراً وأراد أن يتخلّص من تلك الدعوة، أرسل المسيح إلى هيرودس ملك الجليل الذي أتى في ذلك الوقت إلى أورشليم في وقت عيد الفصح. وهكذا وقف المسيح ليحاكَم للمرة الخامسة أمام هيرودس الذي برّأه وأرجعه مرة أخرى إلى بيلاطس ليحاكَم للمرة السادسة. ولكي تتم الخطة الأزلية، قال لهم بيلاطس: "من تريدون أن أطلق لكم، باراباس أم يسوع الذي يُدعى المسيح؟" (عدد 17). ورغم أن امرأة بيلاطس قالت له: "إياك وذلك البار" (عدد 19)، لكن "رؤساء الكهنة والشيوخ حرّضوا الجموع على أن يطلبوا باراباس ويهلكوا يسوع" (متى 20:27). وكرر بيلاطس السؤال ثانية: "مَنْ مِن الاثنين تريدون أن أطلق لكم؟ فقالوا: باراباس" (عدد 21). ثم قال لهم بيلاطس: "ماذا أفعل بيسوع الذي يُدعى المسيح؟ قال الجمع ليُصلب. دمه علينا وعلى أولادنا" (متى 22:27).

الواقع إن موت المسيح كان بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق وأن المسيح وضع نفسه اختياريا، "لكنه أخلى نفسه، آخذاً صورة عبد، صائراً في شبه الناس. وإذ وُجد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب" (فيلبي 7:2).

وفي المساء تقدّم يوسف الرامي وهو من تلاميذ المسيح الذي آمن به في الخفاء وسأل بيلاطس أن يأخذ جسد يسوع ليدفنه، ثم انضم إليه نيقوديموس حاملاً "مزيج مرٍّ وعود نحو مئة مناً"، "فأخذ يوسف الجسد... ووضعه في قبره الجديد الذي كان قد نحته في الصخرة، ثم دحرج حجراً كبيراً على باب القبر" (متى 57:27).

وفى الغد توجّه رؤساء الكهنة والفريسيون إلى بيلاطس مطالبين بوضع أختام وحرس على القبر، "فمُرْ بضبط القبر إلى اليوم الثالث لئلا يأتي تلاميذه ليلاً ويسرقوه ويقولوا للشعب إنه قام من الأموات" (متى 64:27). فأرسل معهم بيلاطس الحراس والأختام، وقد كان نزع ختم الوالي جريمة تستوجب القتل، وهكذا كانت هناك ثلاثة احتياطات تمنع سرقة الجسد وهي الحجر الكبير، والأختام الملكية، والحراسة المشددة.

وفي فجر الأحد، نلمح سيدات ذهبن إلى القبر وقد كن آخر من ترك الصليب، "وبعد السبت عند فجر أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر" (متى 1:28)، وكن يحملن العطور والأطياب لإظهار إكرامهن للميت ولم يعرفن شيئاً عن الأختام والحراس، "وكن يقلن فيما بينهن من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟" (مرقس 3:16). وفجأة توقّفن وذُهلن، فقد كان الحجر مُدحرَجاً، والحراس منكفئين على وجوههم كأموات، فتردّدن ثم دخلن باضطراب وبدا عليهن الرعب الذي قاطعه صوت ملاكين قائلين: "لماذا تطلبن الحي بين الأموات؟ ليس هو ههنا لكنه قام" (متى 6:28 ولوقا 6:24).

ثم أتى بطرس ويوحنا إلى القبر ودخلا ورأيا الأكفان موضوعة والمنديل الذي كان عند الرأس ملفوفاً وكل شيء ينبئ عن شخص قام بهدوء منظّم، فعادا ليخبرا بقية التلاميذ.

لقد ظهر المسيح لمريم المجدلية قبل الآخرين لأنها هي التي ذهبت أولاً إلى القبر قبلهم (مرقس 9:16)، فتحدث معها لكنها لم تعرفه في البداية وظنته البستاني، وحين قال لها ”يا مريم“ عرفته. ثم تقابل المسيح مع مريم أم يعقوب وسالومة (مرقس 1:16)، وظهر في ذلك اليوم لسمعان بطرس (لوقا 34:24). ونحو مساء أحد القيامة ظهر لتلميذين منطلقين إلى قرية عمواس (لوقا 13:24). وفي عشية ذلك اليوم أظهر يسوع نفسه للتلاميذ - ولم يكن توما معهم - وفي الأحد التالي ظهر المسيح للتلاميذ ومعهم توما، "وبعد ثمانية أيام كان تلاميذه أيضاً داخلاً وتوما معهم، فجاء يسوع وقال سلام لكم ثم قال لتوما هات إصبعك إلى هنا وأبصر يدي وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً" (يوحنا 26:20).

ثم ظهر لسبعة من الرسل على بحر طبرية (يوحنا 1:21). وبعد ذلك ظهر لأكثر من خمسمئة أخ (1كورنثوس 6:15). ثم بعد ذلك أكل مع تلاميذه وصعد إلى السماء، "وبينما هم غير مصدقين من الفرح، ومتعجبون، قال لهم: أعندكم ههنا طعام؟ فناولوه جزءاً من سمك مشوي، وشيئاً من شهد عسل. فأخذ وأكل قدامهم... وأخرجهم خارجاً إلى بيت عنيا ورفع يديه وباركهم. وفيما هو يباركهم انفرد عنهم وأُصعد إلى السماء" (لوقا 41:41-51).

المجموعة: 200704

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

156 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10476156