Voice of Preaching the Gospel

vopg

نيسان (إبريل) 2007

في الحلقة الأولى ألقينا نظرة سريعة على رومية 1:1-11:5، ورأينا أن الروح القدس أثبت لنا أننا جميعنا خطاة، وأن الإنسان لا يستطيع أن يبرر نفسه بمجهوداته الذاتية مهما كانت حسنة في حدّ ذاتها. وأخبرنا بالبشارة الجميلة إذ قال: ”متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح“ (24:3). وأيضاً ”فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح“ (1:5). وهذا التبرير يضمن لنا النجاة من عقوبة الخطيئة. في هذه الحلقة (رومية 12:5-39:8) سنتعلم عن نجاة المؤمن من سلطة الخطيئة.

 

لأن المؤمن ينتسب إلى جنس جديد (رومية 12:5-21). فنحن نعرف أن آدم هو رأس الجنس البشري، ولكن المسيح بموته وقيامته صار رأس جنسنا الجديد. لقد دخلت الخطيئة إلى العالم حين أخطأ آدم وبذلك جلب الموت على نفسه وعلى كل نسله. ولكن بقيامة المسيح ”أقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات“ (أفسس 6:2).

في هذا الفصل نتعلم أننا في آدم ننال الطبيعة الخاطئة ولكن في المسيح ننال طبيعة جديدة تحب البر وتكره الشر. في آدم ننال الموت والدينونة، وفي المسيح ننال الحياة بالمسيح ”سيُجعل الكثيرون أبراراً“ (ع 19). ويختتم هذا الجزء بالقول: ”حتى كما ملكت الخطيئة في الموت، هكذا تملك النعمة بالبر للحياة الأبدية بيسوع المسيح ربنا“ (21:5).

(رومية 6). المؤمن قد مات عن الخطيئة. والمعمودية المسيحية تعبّر عن ذلك. ”فدُفنّا معه بالمعمودية للموت، حتى كما أُقيم المسيح من الأموات بمجد الآب، هكذا نسلك نحن أيضاً في جدة الحياة“ (4:6). فلسنا فقط ننتسب لجنس جديد رأسه المسيح (كما رأينا في الفصل الخامس)، ولكننا أيضاً ”قد صرنا متّحدين معه بشبه موته“، وهذا هو ما تعبّر عنه المعمودية. ”عالمين هذا: أن إنساننا العتيق قد صُلب معه ليُبطل جسد الخطيئة، كي لا نعود نُستعبد أيضاً للخطيئة“ (عدد 6). ولذلك يحرّضنا قائلاً في عدد 11-12: ”كذلك أنتم أيضاً احسبوا أنفسكم أمواتاً عن الخطيئة، ولكن أحياء لله بالمسيح يسوع ربنا. إذاً لا تملّكنّ الخطية في جسدكم المائت لكي تطيعوها في شهواته“. وفي عدد 14 ”فإن الخطية لن تسودكم، لأنكم لستم تحت الناموس بل تحت النعمة“. ولكي نوضّح معنى القول ”لستم تحت الناموس بل تحت النعمة“، لنفترض أن شخصاً عظيماً يمتلك مصنعاً فيه عدد من الموظفين والموظفات. وضع في مدخل المصنع لائحة كبيرة بها شروط عديدة للموظفين، مثل عدم التصريح بأخذ الأدوات خارج المصنع، أو إلقاء المهملات على الأرض، والمحافظة على نظافة المكان، وعدم التصريح بدخول المصنع يوم الأحد. هؤلاء الموظفون والموظفات هم تحت هذه الشروط. وعلاقتهم مع صاحب المصنع مرتبطة بهذه القوانين. ولكن لنفترض أن صاحب المصنع تزوج إحدى الموظفات فإنه من الواضح أنها الآن في علاقة جديدة معه، وليس من المعقول أن يضع لها في البيت لائحة تحتوي هذه الشروط لتبقى زوجة له. ومع ذلك فإنها الآن ستهتم بمصلحة زوجها لأنها تحبه وهو يحبها. هي ليست تحت القوانين والشرائع ولكنها تعمل ما يفرح قلب زوجها لأنها تحبه وهو يحبها. هذه هي العلاقة الجديدة، وهي تشبه علاقتنا مع من ”أحبنا وأسلم نفسه لأجلنا“. لذلك يقول: ”فماذا إذاً؟ أنخطئ لأننا لسنا تحت الناموس بل تحت النعمة؟ حاشا!“ (عدد 15). لقد أعتقنا من الخطية وصرنا عبيداً للبر (عدد 18) - ويا لها من عبودية - هي الحرية بعينها. والنصيحة هي: ”لأنه كما قدّمتم أعضاءكم عبيداً للنجاسة والإثم للإثم، هكذا الآن قدِّموا أعضاءكم عبيداً للبر للقداسة“
(عدد 19). لما كنا عبيداً للخطية كنا أحراراً من البر (أي بدون أي بر)، ولكن شكراً لله لأننا أُعتقنا من الخطية وصرنا عبيداً لله، ولنا الآن ثمرنا للقداسة، والنهاية حياة أبدية (عدد 22). ونختم هذا الفصل بالقول: ”لأن أجرة الخطية هي موت، وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا“ (عدد 23).

في الأصحاح السابع يعلمنا أولاً أن اليهودي الذي آمن بالمسيح هو أيضاً ليس تحت ناموس. فكما أن الموت هو الذي يبطل ارتباط الزوجة بزوجها، كذلك موت المسيح يحرر اليهودي المؤمن بالمسيح من كونه تحت الناموس (أي الشريعة) لأنه صار مرتبطاً بالمسيح. وهو لا يعبد الآن على أساس الرموز (التي يسمّيها عتق الحرف) بل بجدة الروح، أي عبادة روحية جديدة (1:17-6). ولكن هل هذا يعني أن العيب في الشريعة؟ حاشا، وإنما المشكلة هي أن الإنسان بطبيعته غير قادر على تتميم الوصية مع أنها مقدسة وعادلة وصالحة. لكنها لا تمنحنا القوة على تنفيذها بل تُثبت لنا أننا خطاة. ومن يضع نفسه تحت الناموس يجوز في صراع أليم يجعله يصرخ قائلاً: ”ويحي أنا الإنسان الشقي. من ينقذني من جسد هذا الموت؟“ (24:7). ولكن شكراً لله بربنا يسوع المسيح. هناك طريق للنصرة، وهو موضوع الفصل الثامن. ولكن لاحظ أنه في الأصحاح السابع ينصبّ التركيز كله على الذات وهذا بخلاف ما سنراه الآن في الفصل الثامن.

في الفصل الثامن نرى مصدر القوة الروحية والانتصار الروحي، وهو الروح القدس الذي يسكن في المؤمن. يفتتح الفصل بتلخيص ما تعلمناه:

أولاً: ”لا شيء من الدينونة الآن“، وذلك لأننا تبررنا بالإيمان، والبار طبعاً لا يُدان (رومية 1:5).

ثانياً: يذكّرنا بأننا لسنا في آدم بل في المسيح يسوع (رومية 12:5-21).

ثالثاً: قد أُعتقنا من سلطة الخطية وهذا موضوع رومية 6.

ورابعاً: إن الناموس لم يستطع أن يحررنا وهذا ما رأيناه في رومية 7. وبعد ذلك يوجهنا إلى الموضوع الأساسي للأصحاح الثامن إذ يقول: ”نحن السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح“ (4:8). والمقصود بالجسد هو الطبيعة الساقطة التي ورثناها جميعنا ولذلك يقول: ”فالذين هم في الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الله (عدد 8). وأما المؤمن فليس في الجسد بل في الروح. أي إن سلوكه وأهدافه واهتماماته هي ما يتفق مع روح المسيح الذي فيه، أما من ليس له روح المسيح فهو لا ينتسب للمسيح (عددي 9 و10). والروح القدس هو الذي يقودنا لحياة البر، ويزيل الخوف منا ويعطينا ثقة البنين. ويشهد لأرواحنا أننا أولاد الله وأننا وارثون مع المسيح (أعداد 14-17). هذا الأصحاح الثامن مليء بما هو مشجع ونافع ومفرّح للمؤمن. ولذلك يجدر بنا أن نقرأه ونتأمل فيه كثيراً. فهو يعلمنا أيضاً أن الروح القدس يساعدنا في الصلاة (عدد 26)، وأن الله يجعل كل الأشياء تعمل معاً للخير (عدد 28). وأن الله عيّننا لنكون مشابهين صورة ابنه، وأنه دعانا وبررنا ومجّدنا. فماذا نقول لهذا. بل ليس هناك شيء يفصلنا عن محبة المسيح. فيختتم بالقول: ”فإني متيقّن أنه لا موت ولا حياة، ولا ملائكة ولا رؤساء، ولا قوات، ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة، ولا علو ولا عمق، ولا خليقة أخرى، تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا“. هللويا!

الخلاصة هي أنه هناك:

1- رأسان، والإنسان إما ينتسب إلى آدم أو إلى المسيح.

2- سيدان: إما الخطية أو الله.

3- ارتباطان: إما بالناموس أو بالنعمة.

4- قوتان: إما الجسد أو الروح.

ولكن ”شكراً لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين“.

المجموعة: 200704

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

161 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10570776