Voice of Preaching the Gospel

vopg

نيسان (إبريل) 2007

 

ما زلت أذكر يوماً عشته في مدينة القدس قبل أكثر من أربعين سنة في احتفال عيد القيامة ضمَّ عدداً كبيراً من المسيحيين من مختلف طوائفهم... وكان الاحتفال باكراً جداً في فجر يوم أحد القيامة.

 

لم يكن الاحتفال في مبنى كنيسة ولكن في بستان خارج أسوار المدينة المقدسة. يقوم فيه قبر منحوت إلى جانب صخرة قائمة بشكل غرفة صغيرة أو مغارة لها باب مفتوح لجهة البستان، والقبر فارغ لا عظام فيه ولا بقايا جثمان، فكان المشهد يمثـِّل حقيقة ما قد جرى في يوم قيامة المسيح من القبر في فجر الأحد قبل نحو ألفَي عام. فالقبر الذي دُفن فيه كان في بستان، ونحن كنا في بستان فيه قبر محفور في الصخر في منحدر تلّة، وخارج القبر حجر كبير قد دُحرج واستقرّ مجاوراً لباب القبر!...

كانت المدينة في وقت انبلاج الفجر هادئة ساكنة تغطّ في نوم عميق، وكان الحاضرون قد انتشروا هنا وهناك فوق أرض البستان الترابية بانتظار لحظة البدء بالاحتفال. فالبعض وقف على مرتفع من الأرض مقابل باب القبر، وآخرون جلسوا على صخرات مبعثرة بين أشجار البستان، وغيرهم وقف قريباً من باب القبر في محاولة لرؤية ما في داخله ولا يسعفهم نور الفجر، والكل صامتون. ومن تحدَّث مع قريبه تحدَّث بهمس تهيُّباً لقدسية الموقف، والحديث في كل الأحوال لم يكن يخرج عن أحداث المشهد قبل ألفَي عام في مكان شبيه بمثل هذا المكان...

وفجأة صدحت الأبواق وآلات العزف بألحان ترانيم القيامة، فالتأم الحشد ورنَّم الحضور:

لقد مضى السبت وفي فجر الأحدْ

أجرى إله المجد ما به وعدْ

فاندكّ صُرحُ الموت والقبر ارتعدْ

وقام رب المجد والحق استندْ

لقد مضى سبت النواهي والقيود

سبت الدخان والبروق والرعود

لقد مضى سبت الظلام لن يعود

وقام ربّ المجد في صبح الأحد

وأخرى مثلها تقول:

لست يا قبر بشيء      منك لا نخشى وعيدا

إنما يسوع حيٌّ                 فعلينا لن تسودا

وإلى غير ذلك من ترانيم سمت بنا إلى ما فوق الغيوم تتحدث عن مجد وجلال قيامة المسيح من بين الأموات. ثم بعد الترنيم وقف أحدهم وألقى عظة تحدّث بها عن تفاصيل ما جرى في مثل هذا اليوم قبل ألفَي عام، ومرّ على ذكر المجدلية التي فاقت الرجال في جرأتها فكانت أول من شهد لقيامة المسيح قبل تلاميذه. فشعرتُ وكأني أعيش مشهد الأحداث التي جرت في يوم القيامة.

وما أن انتهى الاجتماع بعد شروق الشمس بساعة من الزمن حتى غادر الحاضرون المكان وإشراقة البشر تعلو وجوههم وهم يتبادلون التحية المعتادة في عيد القيامة: ”المسيح قام... حقاً قام“.

قيل عن أحد خدام المسيح أنه وبعد أن جهّز عظته قبل يوم عيد القيامة نام ليلته، فحلم حلماً أقلقه إذ رأى فيه أن المسيح مات ولم يقم، ورأى نفسه يصعد إلى منبر الكنيسة والناس جلوساً للبدء بساعة العبادة. فالترانيم التي جهزها لفريق المرنمين تتحدث عن القيامة، وفي حال لم يقم المسيح ماذا يرنمون؟! ثم أخذ يفتش صفحات كتابه المقدس ليجد ما يقوله لشعبه في عظته وإذ بكل الآيات التي تتحدّث عن القيامة صارت سوداء لا تُقرأ!... فماذا يقول؟! ثم نظر أمامه إلى مقاعد المصلين فوقعت عيناه على عائلتين أو ثلاثة فقدوا أحباء لهم خلال الشهور الماضية، فرغب أن يُضمِّن عظته بشيء يجلب لهم العزاء، فيؤكد أن من رحل منهم رحل للأبدية وسيرونهم في يوم القيامة. لكن أُغلق عليه فلم يستطع أن يعزيهم طالما أنّ المسيح لم يقم فلا رجاء للموتى، ولا عزاء للحزانى، والمصير الأبدي بدا مظلماً!.. فانفجر بالبكاء وهمَّ بالنزول عن المنبر وإذا به يستفيق من نومه مرتعباً، فأدرك أنه كان في حلم، فصرخ بأعلى الصوت: ”المسيح قام... حقاً قام“.

وفي موعد صلاة العيد ألقى عظة ناريّة تحدّث بها عن حقيقة القيامة وما تعنيها له ولكل شعب الرب.

قال طيب الذكر القس إبراهيم سعيد في إحدى كتاباته يتحدّث عن قيامة المسيح:

”المسيح سهم من النور ألقته السماء من كنانتها ليحمل رسالة إلى العالم، وبعدما أكمل الرسالة التي جاء لأجلها، إلى الكنانة التي جاء منها عاد.

”المسيح هو الحق خرج من عند الحق ليقضي على البُطلِ، فاشتبك الحق مع البطل في معركة حامية كان ميدانها الصليب، فانتهى الأول بصلب الحق، ثم سرعان ما خُذل البُطلُ وظفر الحقُّ وقام، وإلى الحق التي اشتقّ منه عاد!...“

أيها الأصدقاء، عيد القيامة هو بحق عيد الأعياد! لهذا يحق للمسيحي أن يعتزّ بانتمائه إلى سيدٍ غلب الموت في عقر داره فدكّ حصونه وانتصر عليه وقام، فنحن ننتمي إلى مسيح حي قادر على كل شيء، نفاخر به على الدنيا كلها، ونتمنى أن يشاركنا بذلك كل من تصل إليه هذه الكلمات. ونحن عندما نعود إلى قراءة أصحاحات القيامة في الأناجيل الأربعة، نلاحظ أن خلال الأيام الثلاثة التي سبقت قيامته كان تلاميذه في حال الذعر والانهزام، لكن بقيامته انتشلهم من قنوطهم ومنحهم عزيمة لا تقهر فجالوا في ربوع الأرض يحملون بشرى القيامة. ولاقوا من المقاومة ما لاقوا واستمروا لا يحملون سلاحاً سوى كلمة الله، ومات معظمهم استشهاداً وهم راضون.

وأكّد المسيح بقيامته لهم ولنا وللعالم أجمع، أن الموت ليس هو النهاية بل إن بعد الموت قيامة. ومنها قوله للّصّ التائب الذي صُلب معه: ”الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس“. والفردوس هو الجنة - المكان الذي تستقرّ فيه أرواح المؤمنين في زمن ما قبل القيامة الأخيرة وانتهاء الزمان.

والمسيح بقيامته ختم على صحّة كل ما نادى به وعلّم خلال حياته على الأرض. فهو سبق وأعلن لأتباعه أنه سيُصلب ويموت ويُدفن ويقوم... وسمع التلاميذ هذه العبارة أكثر من مرة وكانوا يتساءلون:

كيف لهذا الرب المقتدر أن ينال منه الموت، وهو من منح الحياة لألعازر، وابن أرملة نايين، ولابنة يايرس وغيرهم، فكيف للموت أن يسطو عليه ويغلبه؟!

وعندما رأوه يموت أمام عيونهم على الصليب خارت قواهم وتراجعوا، لكن عندما جاءت بشرى القيامة استعادوا قواهم الخائرة وتيقّنوا من صدق ما أبلغهم به.

فبقيامته ارتفعت معنوياتهم فهان الموت عليهم في سبيل نشر رسالته بين الشعوب.

المسيحية مميّزة بين جميع ديانات العالم في التأكيد على صدق وحقيقة الحياة بعد الموت، وبرهانها القاطع يكمن في حقيقة قيامة المسيح من بين الأموات.

قارئي الكريم،

ألا تدعوك هذه الحقيقة لاتخاذ قرارك لمشاركة مئات الملايين من المؤمنين بفرح قيامة المسيح من الموت لتحيا له حياة الإيمان؟

تحضرني وأنا أكتب هذا ما وصل إليَّ عن أخ عزيز من إخوة الكنيسة كان يحتضر في أيامه الأخيرة.

ففي أمسية أحد الأيام زاره مجموعة من خدام الرب - رجال الله الأفاضل - يشجعونه ويصلون معه، دخلوا عليه وصلوا معه ورنموا معاً بترانيم تدور حول الرجاء الحي والأبدية التي ضمنها المسيح لمن فتحوا قلوبهم له...

ثم حضرت مجموعة من الأخوات المؤمنات لزيارته، وسألته إحداهن: كيف حالك أيها الأخ العزيز؟ فقال:

”أشكر الله. أنا ذاهب لأكون مع يسوع!..“ وكان البعض يخفي دمعة من عيونهم لئلا يكسروا قلبه...

وبينما هم في أحاديثهم الروحية المشجعة ينظرون إليه، وفي لحظة مفاجئة أشرق وجه الأخ بنور عجيب، ورفع يده إلى فوق وقال: ”ها هم قد جاءوا، مجداً، مجداً ليسوع! المركبة قادمة، فيها خمسة أشخاص، واحد بينهم أطول الجميع. ها هم طلعوا درجات البيت... دخلوا... وصلوا... أهلاً... أهلاً يا يسوع“. ورفع الأخ ذراعه من جديد يصافح وكأنه ضمّ في يديه يداً أخرى لم يرها الآخرون، وابتسم ثم ارتخت يده على السرير وانطلقت روحه إلى المجد. فانبهر الكل من حوله ورفعوا الشكر لله على انطلاقه للمجد بهذه الصورة العجيبة.

وأتساءل: هنا: أي عقيدة أخرى في الدنيا تقدّم هذا اليقين البهيج لأتباعها؟

قيامة المسيح صنعت هذا وتصنعه على مرّ التاريخ مع الملايين.

ما زلت أذكر يوماً عشته في مدينة القدس قبل أكثر من أربعين سنة في احتفال عيد القيامة ضمَّ عدداً كبيراً من المسيحيين من مختلف طوائفهم... وكان الاحتفال باكراً جداً في فجر يوم أحد القيامة.

لم يكن الاحتفال في مبنى كنيسة ولكن في بستان خارج أسوار المدينة المقدسة. يقوم فيه قبر منحوت إلى جانب صخرة قائمة بشكل غرفة صغيرة أو مغارة لها باب مفتوح لجهة البستان، والقبر فارغ لا عظام فيه ولا بقايا جثمان، فكان المشهد يمثـِّل حقيقة ما قد جرى في يوم قيامة المسيح من القبر في فجر الأحد قبل نحو ألفَي عام. فالقبر الذي دُفن فيه كان في بستان، ونحن كنا في بستان فيه قبر محفور في الصخر في منحدر تلّة، وخارج القبر حجر كبير قد دُحرج واستقرّ مجاوراً لباب القبر!...

كانت المدينة في وقت انبلاج الفجر هادئة ساكنة تغطّ في نوم عميق، وكان الحاضرون قد انتشروا هنا وهناك فوق أرض البستان الترابية بانتظار لحظة البدء بالاحتفال. فالبعض وقف على مرتفع من الأرض مقابل باب القبر، وآخرون جلسوا على صخرات مبعثرة بين أشجار البستان، وغيرهم وقف قريباً من باب القبر في محاولة لرؤية ما في داخله ولا يسعفهم نور الفجر، والكل صامتون. ومن تحدَّث مع قريبه تحدَّث بهمس تهيُّباً لقدسية الموقف، والحديث في كل الأحوال لم يكن يخرج عن أحداث المشهد قبل ألفَي عام في مكان شبيه بمثل هذا المكان...

وفجأة صدحت الأبواق وآلات العزف بألحان ترانيم القيامة، فالتأم الحشد ورنَّم الحضور:

لقد مضى السبت وفي فجر الأحدْ

أجرى إله المجد ما به وعدْ

فاندكّ صُرحُ الموت والقبر ارتعدْ

وقام رب المجد والحق استندْ

لقد مضى سبت النواهي والقيود

سبت الدخان والبروق والرعود

لقد مضى سبت الظلام لن يعود

وقام ربّ المجد في صبح الأحد

وأخرى مثلها تقول:

لست يا قبر بشيء      منك لا نخشى وعيدا

إنما يسوع حيٌّ                 فعلينا لن تسودا

وإلى غير ذلك من ترانيم سمت بنا إلى ما فوق الغيوم تتحدث عن مجد وجلال قيامة المسيح من بين الأموات. ثم بعد الترنيم وقف أحدهم وألقى عظة تحدّث بها عن تفاصيل ما جرى في مثل هذا اليوم قبل ألفَي عام، ومرّ على ذكر المجدلية التي فاقت الرجال في جرأتها فكانت أول من شهد لقيامة المسيح قبل تلاميذه. فشعرتُ وكأني أعيش مشهد الأحداث التي جرت في يوم القيامة.

وما أن انتهى الاجتماع بعد شروق الشمس بساعة من الزمن حتى غادر الحاضرون المكان وإشراقة البشر تعلو وجوههم وهم يتبادلون التحية المعتادة في عيد القيامة: ”المسيح قام... حقاً قام“.

قيل عن أحد خدام المسيح أنه وبعد أن جهّز عظته قبل يوم عيد القيامة نام ليلته، فحلم حلماً أقلقه إذ رأى فيه أن المسيح مات ولم يقم، ورأى نفسه يصعد إلى منبر الكنيسة والناس جلوساً للبدء بساعة العبادة. فالترانيم التي جهزها لفريق المرنمين تتحدث عن القيامة، وفي حال لم يقم المسيح ماذا يرنمون؟! ثم أخذ يفتش صفحات كتابه المقدس ليجد ما يقوله لشعبه في عظته وإذ بكل الآيات التي تتحدّث عن القيامة صارت سوداء لا تُقرأ!... فماذا يقول؟! ثم نظر أمامه إلى مقاعد المصلين فوقعت عيناه على عائلتين أو ثلاثة فقدوا أحباء لهم خلال الشهور الماضية، فرغب أن يُضمِّن عظته بشيء يجلب لهم العزاء، فيؤكد أن من رحل منهم رحل للأبدية وسيرونهم في يوم القيامة. لكن أُغلق عليه فلم يستطع أن يعزيهم طالما أنّ المسيح لم يقم فلا رجاء للموتى، ولا عزاء للحزانى، والمصير الأبدي بدا مظلماً!.. فانفجر بالبكاء وهمَّ بالنزول عن المنبر وإذا به يستفيق من نومه مرتعباً، فأدرك أنه كان في حلم، فصرخ بأعلى الصوت: ”المسيح قام... حقاً قام“.

وفي موعد صلاة العيد ألقى عظة ناريّة تحدّث بها عن حقيقة القيامة وما تعنيها له ولكل شعب الرب.

قال طيب الذكر القس إبراهيم سعيد في إحدى كتاباته يتحدّث عن قيامة المسيح:

”المسيح سهم من النور ألقته السماء من كنانتها ليحمل رسالة إلى العالم، وبعدما أكمل الرسالة التي جاء لأجلها، إلى الكنانة التي جاء منها عاد.

”المسيح هو الحق خرج من عند الحق ليقضي على البُطلِ، فاشتبك الحق مع البطل في معركة حامية كان ميدانها الصليب، فانتهى الأول بصلب الحق، ثم سرعان ما خُذل البُطلُ وظفر الحقُّ وقام، وإلى الحق التي اشتقّ منه عاد!...“

أيها الأصدقاء، عيد القيامة هو بحق عيد الأعياد! لهذا يحق للمسيحي أن يعتزّ بانتمائه إلى سيدٍ غلب الموت في عقر داره فدكّ حصونه وانتصر عليه وقام، فنحن ننتمي إلى مسيح حي قادر على كل شيء، نفاخر به على الدنيا كلها، ونتمنى أن يشاركنا بذلك كل من تصل إليه هذه الكلمات. ونحن عندما نعود إلى قراءة أصحاحات القيامة في الأناجيل الأربعة، نلاحظ أن خلال الأيام الثلاثة التي سبقت قيامته كان تلاميذه في حال الذعر والانهزام، لكن بقيامته انتشلهم من قنوطهم ومنحهم عزيمة لا تقهر فجالوا في ربوع الأرض يحملون بشرى القيامة. ولاقوا من المقاومة ما لاقوا واستمروا لا يحملون سلاحاً سوى كلمة الله، ومات معظمهم استشهاداً وهم راضون.

وأكّد المسيح بقيامته لهم ولنا وللعالم أجمع، أن الموت ليس هو النهاية بل إن بعد الموت قيامة. ومنها قوله للّصّ التائب الذي صُلب معه: ”الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس“. والفردوس هو الجنة - المكان الذي تستقرّ فيه أرواح المؤمنين في زمن ما قبل القيامة الأخيرة وانتهاء الزمان.

والمسيح بقيامته ختم على صحّة كل ما نادى به وعلّم خلال حياته على الأرض. فهو سبق وأعلن لأتباعه أنه سيُصلب ويموت ويُدفن ويقوم... وسمع التلاميذ هذه العبارة أكثر من مرة وكانوا يتساءلون:

كيف لهذا الرب المقتدر أن ينال منه الموت، وهو من منح الحياة لألعازر، وابن أرملة نايين، ولابنة يايرس وغيرهم، فكيف للموت أن يسطو عليه ويغلبه؟!

وعندما رأوه يموت أمام عيونهم على الصليب خارت قواهم وتراجعوا، لكن عندما جاءت بشرى القيامة استعادوا قواهم الخائرة وتيقّنوا من صدق ما أبلغهم به.

فبقيامته ارتفعت معنوياتهم فهان الموت عليهم في سبيل نشر رسالته بين الشعوب.

المسيحية مميّزة بين جميع ديانات العالم في التأكيد على صدق وحقيقة الحياة بعد الموت، وبرهانها القاطع يكمن في حقيقة قيامة المسيح من بين الأموات.

قارئي الكريم،

ألا تدعوك هذه الحقيقة لاتخاذ قرارك لمشاركة مئات الملايين من المؤمنين بفرح قيامة المسيح من الموت لتحيا له حياة الإيمان؟

تحضرني وأنا أكتب هذا ما وصل إليَّ عن أخ عزيز من إخوة الكنيسة كان يحتضر في أيامه الأخيرة.

ففي أمسية أحد الأيام زاره مجموعة من خدام الرب - رجال الله الأفاضل - يشجعونه ويصلون معه، دخلوا عليه وصلوا معه ورنموا معاً بترانيم تدور حول الرجاء الحي والأبدية التي ضمنها المسيح لمن فتحوا قلوبهم له...

ثم حضرت مجموعة من الأخوات المؤمنات لزيارته، وسألته إحداهن: كيف حالك أيها الأخ العزيز؟ فقال:

”أشكر الله. أنا ذاهب لأكون مع يسوع!..“ وكان البعض يخفي دمعة من عيونهم لئلا يكسروا قلبه...

وبينما هم في أحاديثهم الروحية المشجعة ينظرون إليه، وفي لحظة مفاجئة أشرق وجه الأخ بنور عجيب، ورفع يده إلى فوق وقال: ”ها هم قد جاءوا، مجداً، مجداً ليسوع! المركبة قادمة، فيها خمسة أشخاص، واحد بينهم أطول الجميع. ها هم طلعوا درجات البيت... دخلوا... وصلوا... أهلاً... أهلاً يا يسوع“. ورفع الأخ ذراعه من جديد يصافح وكأنه ضمّ في يديه يداً أخرى لم يرها الآخرون، وابتسم ثم ارتخت يده على السرير وانطلقت روحه إلى المجد. فانبهر الكل من حوله ورفعوا الشكر لله على انطلاقه للمجد بهذه الصورة العجيبة.

وأتساءل: هنا: أي عقيدة أخرى في الدنيا تقدّم هذا اليقين البهيج لأتباعها؟

قيامة المسيح صنعت هذا وتصنعه على مرّ التاريخ مع الملايين.

المجموعة: 200704

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

224 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10474219