كانون الأول (ديسمبر) 2007
توالت على العائلة ظروف صعبة، من أمراض... ووفيات... ومشاكل من أنواع متعددة. فتذمّرت الفتاة ذات الستة عشر ربيعاً قائلة: لماذا أنا؟!
أجابتها صديقة لها: ولماذا لا تكونين أنتِ؟
عندما نتأمل في مواقفنا وردود أفعالنا تجاه الظروف التي نمرّ بها من حولنا، نجد أننا نتطلع إلى الناجحين المتميّزين بإعجاب ورغبة في أن نكون مثلهم، وقد نطالب الرب بذلك. بينما نلقي المواعظ على من يمرّ بأزمة قائلين: ربما هذا قصد الله ليجعل منك مثالاً ونموذجاً للآخرين.
أما في أعماقنا... في الغرف الداخلية... فنجد غرفة للإدانة تتم فيها عملية تحليل لشخصية هذا الإنسان، فنفتّش سراً عن أسباب مروره بهذه التجربة القاسية، بينما نصنّف أنفسنا كمن له صفاتٍ متميّزة تجعله بعيداً عن احتمالات الوقوع في مثل هذه الظروف.
قرأت قصة واقعية عن سيدة مرضت ثم اكتشفت أن مرضها هو السرطان. كان الموقف بالنسبة لها صعباً ومؤلماً... ولكنها صلّت وفكّرت بطريقة إيجابية وأجابت على نظرات الشفقة والرثاء لمن حولها:
ولماذا لا أكون أنا؟
وهكذا عاشت بقية عمرها تحكي عن جمال الحياة في المسيح وعن إرادته الصالحة لأولاده وبناته.
فليعطنا الرب النعمة والشجاعة لنقول: لماذا لا أكون أنا المثال والنموذج ولو عن طريق المرض والألم والفقر والمعاناة؟
لماذا لا أقدّم ذاتي وأقول بصدق: يا رب... أنا أخضع لمشيئتك لأنك إله صالح.
أنا على أتمّ الاستعداد لتشكّلني كما تريد في الصحة والمرض، ولتستخدمني لتشجيع من حولي، وفي المكان الذي تختاره، فإن أيام عمري ملك لك، ولتكن صلاتي هي كلمات هذه الترنيمة:
سيدي امتلك حياتي كرّسنها لك
وليفض عمري بحمدٍ مستديم
ولنقرأ معاً ما كتبه الرسول بولس:
”ولا تتذمّروا كما تذمّر أيضاً أناس منهم فأهلكهم المهلك... من يظنّ أنه قائم فلينظر أن لا يسقط. لم تصبكم تجربة إلا بشرية. ولكن الله أمين الذي لا يدعكم تجرّبون فوق ما تستطيعون بل سيجعل مع التجربة أيضاً المنفذ لتستطيعوا أن تحتملوا“ (1كورنثوس 10:10-13).