كانون الأول (ديسمبر) 2007
من الأسماء الكثيرة التي أُعطيت للرب يسوع المسيح هذا الاسم المبارك ”إلهاً قديراً“. فهو الإله القدير لأنه المخلص الوحيد. قال بطرس الرسول: ”وليس بأحد غيره الخلاص. لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أُعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص“. والشخص الحكيم هو الذي يتوب توبة حقيقية ويؤمن بالرب يسوع المسيح لنوال الخلاص الثمين لأن أساس خلاصه هو في عمل المسيح الكامل بموته النيابي على الصليب، ثم في قيامته وصعوده إلى السماء.
حين يؤمن الإنسان بالرب يسوع المسيح يتمتّع بالخلاص الأبدي. وهذا يعكس ثقته بالإله القدير، لأن الثقة الحقة لا يمكنها أن تُمنح لأي مخلوق. فإن كان لا بدّ لنا أن نضع ثقتنا في أي مخلوق، فالأجدر بنا أن نضعها في أنفسنا، إلا أن الكتاب المقدس يؤكد أن من يفعل هذا فاللعنة ستقع عليه، لأنه ”ملعون الرجل الذي يتكل على الإنسان ويجعل البشر ذراعه وعن الرب يحيد قلبه“. إذاً، لا بد من وضع الثقة في شخص وحيد هو الرب يسوع المسيح، ومن يثق به من جهة حياته وأبديته فإنه يقرّ بأنه”الإله القدير“.
ثم إنه الإله القدير لأنه الوسيط الوحيد بيننا وبين الآب. قال أيوب: ”ليس بيننا مصالح يضع يده على كلينا“. لكن المسيح هو ”المصالح“ الذي وضع يده على كلينا وأصبح وسيط العهد الجديد لأنه ابن الله وابن الإنسان. لقد تجسّد، وصار مثلنا، وشعر بكل ضعفاتنا وزلاتنا ثم وضع يده علينا. لا يوجد شخص يستطيع أن يضع يده بيد الآب وبيدنا سوى الرب يسوع المسيح نفسه. فالمصالحة بين الأرض والسماء لن تتم إلا بالاتصال بين الطرفين، والسلم الذي يقف على الأرض ينبغي أن يلمس السماء. وإذا لم يبلغها فإن من يصعد عليه سيسقط ويهلك هلاكاً أبدياً. المسيح هو السلم المبارك الذي وصل إلينا من السماء - نحن سكان الأرض - ليصالحنا مع الآب السماوي، لأنه الإله القدير.
وإذ نذكر في هذه الأيام تجسد الرب يسوع ومولده من العذراء مريم، علينا أولاً أن نتمتّع بخلاصه عن طريق الإيمان به فقط والثقة بما عمله من أجلنا، ثم نتمسّك به كالوسيط الوحيد الذي يشفع لأجلنا أمام الله الآب.