هذه كانت إحدى العبارات الذي كان يرددها الخال ”عزيز“ كل أيام حياته وهي مقتبسة من قول الرسول بولس: ”إن كان الله معنا فمن علينا“. (رومية 31:8).

منذ أول يوم هاجرت فيه إلى الولايات المتحدة الأمريكية للحصول على دراستي الجامعية من ولاية نيويورك في مدينة بفالو، تعرفت على الخال ”عزيز“ وتعرفت وفهمت معنى هذه العبارة. فعند شعوري بالكآبة بسبب تحديات الجامعة من حيث اللغة في بلاد الغربة كان يقول لي:" اللّي الله معه ما تخاف عليه".  فكان صدى هذه العبارة يذكرني بوعد الله: ”إن كان الله معنا فمن علينا“ فيريح قلبي ويشجع نفسي في مواجهة التحديات الجامعية.

بعدها تخرجت من الجامعة، وكان  هناك تحدٍ آخر يختلف عن تحديات الجامعة، ألا وهو الحصول على عمل. عندها ذكرني الخال ”عزيز“ مرة أخرى بوعد الله والاتكال على الله وحده، "اللّي الله معه ما تخاف عليه."

وكأي شاب، بعد أن يتخرج ويحصل على وظيفة، تبدأ مرحلة جديدة وهي البحث عن شريكة الحياة والزواج. وهكذا في جميع الصعوبات والتحديات التي واجهتني، لا أنسى أبداً موقف الخال الشهم في الوقوف بجانبي، والتحدي للصعوبات معي وتشجيعي ومساعدتي.  وكان دائماً يذكرني بسلطان الله: "اللّي الله معه ما تخاف عليه."

وأثناء عملية شراء منزلنا، وانتقالنا إلى ولاية أخرى، واجتيازنا مصاعب كثيرة ـ خلال كل هذه، كان تشجيع الخال لنا: "اللّي الله معه ما تخاف عليه".

كان تشجيع الخال للجميع منبعه هو اختبار الخال قوة الله وعمله في حياته شخصياً، واختبارات جميع أفراد العائلة الذين ساعدهم ودعمهم للهجرة إلى أمريكا. كان يختبر قوة وعناية الله للعائلة في كل مراحل الهجرة. كانت جذور هذا الاختبار هو محبة الله للخال ولآخرين.

كانت تنعكس محبة الخال لله في محبته للناس. فكانت محبته للصغير قبل الكبير. كان يستقبل هو وزوجته وأولاده جميع أفراد العائلة المهاجرين في بيتهم إلى أن يتمكنوا من تدبير شؤونهم.  إني لا أنسى كيف مد يد المساعدة لوالديّ وإخوتي. لا أذكر مرة أن قام الخال ”عزيز“ بزيارتنا ولم يحضر معه كيس الحلاوة لأولادي الذين أصبحوا دائماً يتوقعون زيارته.

وفجأة جاء الخبر، جاء خبر مرض الخال بالسرطان. وبدأ الصراع بين الخال والمرض لمدة عشرة أعوام. وجاء اليوم الذي أنا قلت له: "اللّي الله معه ما تخاف عليه".  كان يبتسم ويضحك كل الوقت. كان يصارع المرض لمدة طويلة بوجه بشوش وابتسامة عريضة تحت شعار: "اللّي الله معه ما تخاف عليه". كانت محبته لله وإيمانه برب الكون وخالق السماء والأرض هي سر حياته،  وكان وهو على آخر نفس يرفع يديه إلى الله ويردد في شفتيه وقلبه: "اللّي الله معه ما تخاف عليه".

كانت محبته للجميع مطابقة لقول الرسول بولس إلى أهل كورنثوس والأصحاح 13 عن المحبة  التي تتلخص في عدد 13: "أما الآن فيثبت الإيمان والرجاء والمحبة، هذه الثلاثة ولكن أعظمهن المحبة."

عزيزي القارئ، هل الله معك؟ هل طلبته مخلصاً شخصياً لحياتك؟ مكتوب في إنجيل يوحنا 6:3 "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية."

نعم، الله يحبك محبة غير مشروطة. فمهما كانت حالتك، ومهما تكون أوضاعك، أنت مشمول في كلمة "كل".  فالله أحبك وبذل ابنه الوحيد من أجلك لكي لا تهلك. أريد أن ألفت انتباهك إلى  كلمة "يؤمن" الموجودة في هذه الآية.  لاحظ معي: ”كل من يؤمن“، وليس كل من يعمل الصلاح... ليس كل من ولد في عائلة مسيحية... ليس من يذهب إلى الكنيسة... إنها كلمة ”يؤمن“، أي يؤمن بمخطط خلاص الله للإنسان، يؤمن بابن الله الذي مات من أجلك أيضاً على الصليب لكي لا تهلك إن آمنت به بل تكون لك الحياة الأبدية ومغفرة كل خطاياك. إن الطريقة الوحيدة والمقبولة عند الله لمغفرة خطاياك ونوال الحياة الأبدية في السماء هي عن طريق دم الرب يسوع المسيح المبذول من أجلك على الصليب.

إقبل الرب يسوع المسيح، وصلّ هذه الصلاة: "ارحمني يا الله. أنا عبدك الخاطئ. ارحمني بدم ابنك يسوع المسيح الذي سفكته من أجلي على الصليب. اغسلني من كل خطية. أنا أؤمن بكفارة الصليب من أجلي. توّبني فأتوب. أنا نادم على كل خطية اقترفتها ضدك وضد الآخرين. فأقبل توبتي وخلصني باسم الرب يسوع المسيح".

• السابق
• التالي