شباط (فبراير) 2007
عندما يولد المسيح فينا نتمتع بالحياة الروحية الجديدة التي يجب أن تعمل لمجد الله.
إن صوت الله يرن في أذنَي كل مؤمن: ”يا ابني اذهب اليوم اعمل في كرمي“.
ربما أنت لم تبدأ في خدمة سيدك لأنك لم تفكر بهدوء في هذا الأمر. يجب أن تذكر أن هذا الكرم هو كرم الآب السماوي، وحين ترفض إطاعة أبيك، لا شك أن دمعة حارة ستتدفق من عينيه، فكيف تجسر أن تُحزن من أحبك ودفع الثمن الكامل من أجلك؟!!
ثم إنك حين تعمل في كرم الآب السماوي، فأنت تعمل في كرم يخصك أنت بالذات. لكن حين لا تعمل، فأنت تضرّ بمصلحتك، ذلك لأن كل ما للآب هو من نصيب أولاده. فمن الجهالة إذاً أن ترفض عملاً سيعود عليك بالبركات الروحية. إذا، عليك أن تتقدم إلى الخدمة بكل قوتك، وبروح المحبة المضحية.
كم من المؤمنين الذين يقولون: ”مسؤولياتنا كثيرة وأشغالنا متراكمة، ولا وقت لدينا لخدمة الله“. يا للعجب، لأن لديهم كل الوقت ليأخذوا أشياء كثيرة بعين الاعتبار!
إنني أرجو من كل مؤمن حقيقي، مولود ثانية أن يُخضع نفسه تماماً لشخص الرب، ويطيعه طاعة كاملة، ويكون مستعداً لخدمته كما يدعوه وفي أي مكان يختار.
أخي أختي، إن كنت سابقاً قد ابتعدت عن إلهك، ولم تقم بخدمته، فذراعه القديرة تستطيع أن تصل إليك، وتأتي بك إلى ميدان الخدمة لتعمل معك كما عملت مع التلاميذ بعد صلب المسيح وقيامته من بين الأموات. فقد أمر المسيح رسله أن يكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها مبتدئين من أورشليم. ولئن كان البعض يرون أن مدينة أورشليم تعني الدائرة الضيقة، التي هي دائرة البيت أو الدائرة التي هم فيها، إلا أنها ترينا شيئاً آخر. ففي أورشليم، أسلم اليهود المسيح للرومان ليصلبوه. وفي أورشليم فتح الرب ذهنهم ليفهموا الكتب وأوصاهم أن يقيموا في أورشليم إلى أن يُلبسوا قوة من الأعالي، ثم ينطلقون بالبشارة ابتداء من أورشليم، فيخبروهم بأن المسيح قادر أن يخلص من جميع الخطايا، صغيرة كانت أم كبيرة، ويجدد حياة كل من يطلبه ويؤمن بشخصه وبعمله الكفاري على الصليب.
ربي أعنا أن نخدمك قبل أن تصل شمس حياتنا إلى المغيب.