”اسم الرب برج حصين يركض إليه الصدِّيق ويتمنّع“ (أمثال 10:18)

 منذ نشوء البشر وتكاثرهم على وجه الأرض، وبعد انفصالهم عن الله نتيجة للسقوط وطرد آدم وحواء من جنة عدن، شعر الإنسان بالوحدة والضعف أمام قوى الطبيعة مثل الأعاصير، والبرد، والحر، والوحوش المفترسة، والطيور الجارحة... فالتجأ إلى حماية نفسه بشتى الوسائل بما في ذلك بناء مدن مسوّرة وأبراج عالية (تكوين 4:11). وإليك بعض الأمثلة عن ذلك:

1- برج بابل

كان بناء هذا البرج العالي مخالف لإرادة الله الذي بارك نوحاً وأولاده قائلاً: ”اثمروا واكثروا واملأوا الأرض“، وسلّطهم على الخليقة كلها براً وبحراً وجواً (التكوين 27:1)، فبلبل الله ألسنتهم وتشتتوا وفشلوا فشلاً ذريعاً.

  2- سور الصين وأبراجه

إنه من عجائب التاريخ، لكنه الآن أصبح كباقي الآثار التاريخية في عهد المدافع والطائرات الصواريخ لا قيمة له للحماية، مثله كباقي الأبراج والقلاع الحصينة التي بُنيت على قمم الجبال العالية قبل التطوّر السريع للأسلحة.

3- برج البارجة بسمارك

هذه البارجة التي لا تُقهر، وسميت باسم بسمارك المشهور الذي حكم في الفترة 1871-1890، وكانت ألمانيا تفتخر به فدعت البارجة باسمه أثناء الحرب العالمية الثانية، لكنها أُصيبت وقُهرت.

4- باخرة التيتانيك

وكذلك أيضاً بالنسبة إلى باخرة التيتانيك التي كتبوا على جانبيها العبارة ”التي لا تغرق“ بدون ذكر العبارة ”بعون الله“. في رحلتها الأولى من بريطانيا إلى أميركا كان عدد الركاب المسافرين 2219. وكما ذكرت بعض المراجع أنها ارتطمت بكتل ثلجية أحدثت فجوة كبيرة فيها مما أدى إلى غرقها وغرق معها 1514 شخصاً.

5- أسلحة الدمار الشامل من ذرية وكيمائية وبيولوجية

صرّح فالدهايم سكرتير هيئة الأمم المتحدة سابقاً بأن الأسلحة الذرية المكدسة في العالم كافية لتدمير الكرة الأرضية عشر مرات. وشعرت الدول التي كانت تقتني هذه الأسلحة بالأمان لفترة محدودة، إلا أن القلق العالمي بدأ يستشري من جديد بعد أن انتشرت أسلحة الدمار الشامل بين دول أخرى ولم تعد بعد محصورة بين الدول السبع. وهذه الدفاعات أيضاً فاشلة كغيرها. وهناك أيضاً  حرب النجوم. لكنه نسي البشر أن فوق النجوم شخصية إلهية اسمه ”يسوع“ البرج والملجأ الأمين، الكلي القدرة، وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته.

أعلنت كلمة الله بأن ”اسم الرب برج حصين يركض إليه الصديق ويتمنّع“ وينجو من الخطر كل من ينتظره (الأمثال 10:18).

جاء في كلمة الله أيضاً في رسالة فيلبي 9:2-11 ”لذلك رفّعه الله أيضاً، وأعطاه اسماً فوق كل اسم لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب“.

إن اسم يسوع هو البرج الحصين والملجأ الأمين، ويملك القدرة للحماية من الأفراد، والشعوب، والأخطار، والخوف المباغت، والهروب من عذاب الضمير. فيه السلام الحقيقي للقلب وطمأنينة للعقل، وشفاء الأمراض المختلفة والمستعصية كالسرطان، والفالج، وعمى البصر والبصيرة، يطلق المأسورين، ويرسل المنسحقين في الحرية، يطرد الأرواح الشريرة. فباسم يسوع المصلوب الذي قام من بين الأموات زالت إمبراطورية روما، واسم يسوع وحده هو رجاء الأمم كما هو مكتوب ”وعلى اسمه يكون رجاء الأمم“ (رومية 12:15). وباسم الرب يسوع يتقبّل الله الآب الحمد والشكر ويستجيب  الصلوات والطلبات.

اسمه ”يسوع“ ويعني المخلص، واسمه أيضاً ”عمانوئيل“ الذي معناه الله معنا (متى 21:1-23)، ولاسم يسوع تتهلل وتسجد الملائكة والأربعة والعشرون شيخاً يخرّون ويسجدون للحي إلى أبد الآبدين (رؤيا 14:5).

إنه مدينة الملجأ السماوية. أمر الرب موسى الشعب القديم ببناء ست مدن ملجأ أرضية ثلاث منها في شرق الأردن وثلاث منها في غربه، أما مدينة الملجأ السماوية فهي المسيح الذي تجسّد ليكون ملجأ لجميع الأمم في كل مكان.

إن اسم يسوع مكتوب على الصفحات الأزلية والسرمدية. بهذا الاسم غلب قسطنطين أعداء يسوع لما رأى على صفحة السماء الجملة المشهورة ”بهذا الاسم تغلب“!

فيا ملوك، ويا رؤساء، ويا قبائل، لا تتكلوا على أبراجكم البشرية وأسلحتكم الذرّية، بل حطّموها عند قدمي اسم يسوع. إنه البديل لكل من يلجأ إليه، وهو ما زال ينادي منذ ألفي عام ونيف ويقول: ”تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم“. ويقول المرنم:

كل من يختار ذا المسيح     ملجأً له فيستريح

يحيا سعيداً مزيناً        ببره الجليل

البرج الإلهي لا يتزعزع... فهو منذ الأزل وإلى الأبد.

• السابق
• التالي