اذار (مارس) 2007
يعتقد الكثيرون أن التمتع بالسعادة في الحياة الأبدية هو عن طريق
أعمال البر والأعمال الحسنة التي يقوم بها الإنسان أثناء حياته على الأرض.
إلا أن الكتاب المقدس يؤكد لنا أن التمتع بالحياة الأبدية أساسه الإيمان. ففي العهد القديم يذكر لنا سفر حبقوق 4:2 ”البار بإيمانه يحيا“. وفي العهد الجديد نجد الرسول بولس يكتب إلى أهل غلاطية 11:3 ”البار بالإيمان يحيا“. وهذا يعني أنه حتى الإنسان البار لا يمكنه أن ينال الحياة الأبدية عن طريق أعمال بره، لكنه يتبرر عن طريق الإيمان. فإن كان الأبرار لا يتبررون بأعمالهم الصالحة، فكيف يمكن لغير الأبرار أن يتبرروا؟
البشر الذين يتبررون بالإيمان، يصبحون أبراراً في نظر الله. فالإيمان إذ يعمل في قلب الإنسان يولّد فيه الحياة، والمحبة لله تقوده إلى الطاعة. والطاعة لناموس الله يمكن أن نسميها بلغة البشر ”فضيلة“، أما بالأسلوب الروحي فنسميها ”القداسة“. إذاً، فالقداسة ليست الأساس الذي يمتعنا بالحياة الروحية، إنما الإيمان الذي هو أساس كل البركات.
القداسة هي الزهرة الجميلة للطبيعة الجديدة التي بدونها يصبح اعتراف الإنسان بإيمانه بالمسيح المخلص أمراً مشكوكاً فيه. لكن، من ناحية أخرى، لا يمكن للقداسة أن تخلص الإنسان أو تهبه الحياة الروحية دون البدء من النقطة الأساسية ألا وهي الإيمان بالرب يسوع المسيح.
القداسة هي المجرى الأساسي للحياة وليست النبع. فالإنسان الرياضي لا يحيا عن طريق الرياضة، لكنه يصبح رياضياً لأنه متمتع بالحياة، وقد تدرّب للوصول إلى كمال القوة الجسدية. والفلاح الذي يمتلك أرضاً زراعية يمكنه أن يزرعها، لكن حقه في أرضه لا يعتمد على نشاطه في الزراعة واستخدامه للأساليب التي تعطي حصاداً وافراً، لكنه يعتمد على الحجة الرسمية التي تثبت امتلاكه للأرض. هكذا الإنسان المسيحي، يجب أن يسعى للوصول إلى الكمال الروحي، إلا أن خلاصه ونواله الحياة الأبدية يعتمد على إيمانه بالفادي الذي صُلب ومات وقام من أجل تبريرنا، لأن البار بالإيمان يحيا. فهل لنا الإيمان الحقيقي بالمخلص الحقيقي؟ لأنه بغير هذا الإيمان لا سبيل للحصول على الحياة والتمتع بها.