Voice of Preaching the Gospel

vopg

أيار (مايو) 2007

في الحلقات السابقة رأينا أن إنجيل المسيح الذي هو قوة الله للخلاص لكل من يؤمن يحمل لنا خلاصاً من عقاب الخطيئة إذ يقول: ”متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح“ وأيضاً ”فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح“. وكذلك رأينا أنه يحررنا من سلطة الخطيئة، لأننا انتسبنا إلى جنس جديد رأسه المسيح. ولسنا بعد عبيداً للخطيئة بل لله، ولسنا تحت الناموس بل تحت النعمة، وأننا نسلك بالروح لا بالجسد (رومية 1-8). ولكن هذا يثير سؤالاً لا سيما عند اليهودي: هل غيّر الله مواعيده لبني إسرائيل؟ هل رفض الله شعبه؟

الجواب عن هذا هو في رومية 9-11. في هذا الجزء يشرح لنا أيضاً خطة الله نحو إسرائيل والأمم:

 

الأصحاح التاسع

في هذا الفصل يؤكد الرسول بولس محبته لشعبه، فهو لم ينقلب ضدهم كما كان البعض يتهمونه. ثم يثبت أن مواعيد الله لإبراهيم ونسله لم تكن لكل أولاد إبراهيم، ولم تكن لكل نسل إسحق، وكذلك هي لم تكن لكل نسل إسرائيل. فليس جميع الذين من إسرائيل هم إسرائيليون (عدد 6)، ”أي ليس أولاد الجسد هم أولاد الله. بل أولاد الموعد يحسبون نسلاً“ (عدد 8).

إن الله مطلق الحرية وليس للإنسان أن يعترض على الله. فكما أن الخزاف له سلطان على الطين ليصنع الإناء الذي يريده، هكذا الله له أن يظهر رحمته وغنى مجده في آنية أعدّها للمجد، وأن يظهر غضبه ويبيّن قوته في احتمال آنية معدة للهلاك (ولا يقول أعدّها الله للهلاك).

إن الله قال في العهد القديم أنه سيدعو الذي ليس شعبه شعبه، وهو يطبق هذا أيضاً على دعوته للأمم. ويخبرنا أن الأمم (أي الذين آمنوا بينهم) أدركوا البر الذي بالإيمان بينما إسرائيل كأمة لم يدركوه لأنهم فعلوا ذلك ليس بالإيمان، بل كأنه بأعمال الناموس.

الأصحاح العاشر

في هذا الفصل يقتبس أيضاً من العهد القديم من يوئيل 32:2 فيقول: ”لأن كل من يدعو باسم الرب يخلص“ (رومية 13:10). وهذا يشمل الأمم أيضاً. أما من جهة دعوة الأمم فقد ذكّرهم بكلام موسى عن فم الرب: ”أنا أغيركم بما ليس أمة بأمة غبية أغيظكم“ (عدد 19)، وهو اقتباس من (تثنية 21:32).

الأصحاح الحادي عشر

يؤكد هذا الفصل أن الله لم يرفض شعبه رفضاً كاملاً ونهائياً، فبولس نفسه إسرائيلي، وكما كان في أيام إيليا ”فكذلك في الزمان الحاضر أيضاً قد حصلت بقية حسب اختيار النعمة“. كما أنه بزلتهم صار الخلاص للأمم لإغارتهم“ (انظر 5:11 و12)، فقد فتح الله الباب للأمم، و”أن القساوة حصلت جزئياً لإسرائيل إلى أن يدخل ملء الأمم. وهكذا سيخلص (أي في المستقبل) جميع إسرائيل“ (25:11-26). ويختم هذا الجزء، أي رومية 9-11 بالقول: ”يا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه. ما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء. لأن من عرف فكر الرب أو من صار له مشيراً. أو من سبق فأعطاه فيكافأ لأن منه وبه وله كل الأشياء. له المجد إلى الأبد. آمين“.

وبهذا انتهى الجزء التعليمي، ويليه الجزء العملي (1:12-13:15).

الأصحاح الثاني عشر

في هذا الفصل يعطينا الروح القدس نصائح ثمينة عن الحياة العملية التي تليق بمن دعاهم الله وبررهم ومجّدهم.

يتكلم أولاً عن سلوكنا الواجب إزاء الله ومراحمه، فيعلمنا أن نقدّم أجسادنا (أي كل قوانا) ونكرسها لعمل إرادته الصالحة (عدد 1-2).

 ثانياً، عن علاقتنا مع المؤمنين الآخرين كأعضاء في الجسد الواحد ولنا مواهب مختلفة (الأعداد 3-8).

ثالثاً، عما يجب أن نتميّز به من صفات كالمحبة والتواضع مقدّمين بعضنا بعضاً في الكرامة، غير متكاسلين، عابدين، فرحين، صابرين، وأن نشارك الآخرين في مشاعرهم (9-17).

رابعاً، عن موقفنا إزاء الذين يضايقوننا أو يضطهدوننا، فلا ننتقم لأنفسنا، بل نغلب الشر بالخير (18-21).

الأصحاح الثالث عشر

في هذا الفصل نتعلم أن المسيحي الحقيقي يجب أن يكون مواطناً صالحاً خاضعاً لقوانين الدولة - ما دامت لا تتعارض مع وصايا الله. فلا يقوم بثورة ضدّ السلطات، بل يؤدي واجبه ويدفع الضرائب المفروضة، يوفي الجميع حقوقهم، ويقدم الإكرام لمن له الإكرام. ثم يذكرنا أن المحبة هي أساس التصرف السليم. فكل الوصايا مجموعة في هذه العبارة: ”تحب قريبك كنفسك“. وأخيراً في هذا الأصحاح يذكرنا بقرب مجيء الرب.

رومية 1:14-13:15

في هذا الجزء، يتكلم عن الموقف السليم بخصوص بعض الاختلافات بين المؤمنين الناتجة عن اختلاف خلفياتهم إذ كان البعض من اليهود والبعض من الأمم. والمبدأ السليم في هذا هو أن لا أعمل شيئاً يُعثر أو يُضعف أخي. وهذا المبدأ ذكره أيضاً في (1كورنثوس 13:8) ”لذلك إن كان طعام يعثر أخي فلن آكل لحماً إلى الأبد لئلا أعثر أخي“. إذاً يجب على كل منا أن يكون مستعداً للتنازل عن حقوقه لبركة الآخرين، وأن نحتمل أضعاف الضعفاء ولا نرضي أنفسنا (1:15). ولنا المسيح كأعظم مثال في هذا. ثم طلب من أجلهم قائلاً: ”وليعطكم إله الصبر والتعزية أن تهتموا اهتماماً واحداً فيما بينكم بحسب المسيح يسوع“ (5:15). وختم هذا الجزء بهذه الكلمات الجميلة: ”وليملأكم إله الرجاء كل سرور وسلام في الإيمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس“ (13:15).

الجزء الختامي (14:15-27:16)

في هذا الجزء يعبّر أولاً عن شعوره من نحوهم، وأنهم مشحونون صلاحاً وقادرون أن ينذروا بعضهم بعضاً (14:15). ويخبرهم أيضاً عن خطته ورغبته في زيارتهم، وطلب أن يصلوا من أجله لكي يُنقذ من اليهود غير المؤمنين، وليبارك الرب خدمته للقديسين الفقراء. ويختم تعاليم هذه الرسالة بالقول: ”إله السلام يكون معكم أجمعين“ (33:15).

الأصحاح السادس عشر

في هذا الفصل يرسل السلام إلى كثيرين. وهو فصل جميل وعاطفي ومؤثر جداً. فهناك من يصفهم بأنهم تعبوا في الرب، وهناك من تعبت كثيراً، وهناك من يعتبرها كأم له. وسألهم أن يسلموا بعضهم على بعض بقبلة مقدسة، أي بإخلاص وليس كما قبّل يهوذا الإسخريوطي سيده. ثم أنذرهم ضد الذين يصنعون الشقاقات والعثرات، وشجعهم بالقول: ”وإله السلام سيسحق الشيطان تحت أرجلكم سريعاً. نعمة ربنا يسوع المسيح معكم. آمين“ (20:16).

أيها القارئ العزيز، أرجو أن تكون قد وجدت هذه الدراسة نافعة لك. وإني أشجعك على قراءة هذه الرسالة لا مرة أو مرتين بل مراراً كثيرة وأن تدرسها جيداً. فهي تشرح لنا إنجيل المسيح الذي هو قوة الله للخلاص من عقاب الخطيئة كما من سلطتها علينا في حياتنا اليومية، فنحيا لمجد الذي أحبنا وأسلم نفسه لأجلنا. آمين.

المجموعة: 200705

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

106 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10557722