أيار (مايو) 2007
كثيراً ما نواجه في حياتنا مواقف يجب أن نتخذ إزاءها قراراً صعباً.
لكن يسوع يعلمنا في الموعظة على الجبل مبدأ هاماً وهو اختيار الطريق الصعب فقال: "ادخلوا من الباب الضيق... ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة" (متى 13:7). وقد طبّق هذا المبدأ في حياته، فعندما جاءه الشيطان عارضاً عليه ممالك العالم ومجدها وقال له أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي... رفض واتخذ الطربق الصعب واتجه إلى الصليب. بعد ذلك أقامه الله من الأموات وأجلسه عن يمينه في السماويات فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة (1تسالونيكي 20:1).
موسى أيضاً، اتخذ القرار الصعب رغم أنه ابن ابنة فرعون بالتبني، ووريث للعرش، وتعلم بكل حكمة المصريين، وتهيأ ليصير فرعون مصر، لكنه ”لما كبر أبى أن يُدعى ابن ابنة فرعون مفضِّلاً بالأحرى أن يذلّ مع شعب الله على أن يكون له تمتّع وقتيّ بالخطية حاسباً عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر“
(عبرانيين 24:11).
جدعون أيضاً، عندما أراد الذهاب للحرب، كان الشعب كثيراً، وأراد الله أن يختار من يذهب مع جدعون، فأجازهم في اختبار لمعرفة من يختار الطريق الصعب، فأمرهم أن يذهبوا إلى الماء. ”وقال الرب لجدعون: كل من يلغ بلسانه من الماء كما يلغ الكلب فأوقفه وحده. وكذا كل من جثا على ركبتيه للشرب. وكان عدد الذين ولغوا بيدهم إلى فمهم ثلاث مئة رجل“. لقد اختارت أغلبية الشعب الطريق السهل إذ ولغوا بلسانهم كما يلغ الكلب لشرب الماء فرفضهم الله.
داود أيضاً، عندما وقع شاول بين يديه مرتين وكان بإمكانه أن يقتله ويأخذ المملكة، رفض مفضِّلاً الاختيار الصعب بأن ينتظر أن يموت شاول ثم يجلس على كرسي المملكة، وكان كذلك.
فيا ليتنا نتعلم أن الحياة المسيحية هي حياة مبدأ الاختيار الصعب وعدم الركود إلى السهل ناظرين إلى المجازاة.