أيلول (سبتمبر) 2007
رغم الفارق الزمني الكبير بين كتابة العهد القديم والعهد الجديد الذي يصل إلى عدة آلاف من السنين، إلا أن نفس الآيات في كليهما وتؤكد على لاهوت المسيح.
1- دعا داود المسيح رباً وأكّد ذلك البشير لوقا في سفر أعمال الرسل: "جعلت الرب أمامي في كل حين لأنه عن يميني فلا أتزعزع" (مزمور 8:16). "لأن داود يقول فيه كنت أرى الرب أمامي في كل حين إنه عن يميني لكي لا أتزعزع" (أعمال 25:2).
2- وقد تنبأ إشعياء النبي عن شخص يعد الطريق "للرب" ثم جاء الرسول متى ليؤكد لنا أن يوحنا المعمدان هو ذلك الشخص: "صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب قوِّموا في القفر سبيلاً لإلهنا" (إشعياء 3:40). "جاء يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهودية فإن هذا هو الذي قيل عنه بإشعياء النبي القائل صوت صارخ في البرية اعدوا طريق الرب" (متى 3:3).
3- رأى إشعياء السيد جالساً على كرسيّ عال ومرتفع وأذياله تملأ الهيكل ودعاه القدوس رب الجنود، والملك رب الجنود، ثم جاء الرسول يوحنا في العهد الجديد ليؤكد أن من رآه إشعياء هو المسيح "في سنة وفاة عزّيّا الملك رأيت السيد جالساً على كرسي عال ومرتفع وأذياله تملاْ الهيكل... وهذا نادى ذاك وقال: قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الأرض" (إشعياء 1:6). "قال إشعياء هذا حين رأى مجده وتكلم عنه" (يوحنا 41:12).
4- جاء في العهد القديم على لسان موسى النبي أن بني إسرائيل جرّبوا الرب، ثم جاء داود في المزامير وقال إنهم جرّبوا الله العلي، ثم جاء بولس الرسول في رسالته إلى أهل كورنثوس وقال إنهم جرّبوا المسيح الصخرة التي تابعتهم. وبذلك اتّفق العهدان القديم والجديد على أن المسيح هو الرب الله العلي "فخاصم الشعب موسى وقالوا أعطونا ماء لنشرب. فقال لهم موسى لماذا تجربون الرب" (خروج 2:17). "فجرّبوا وعصوا الله العلي" (مزمور 6:78)، "لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم والصخرة كانت المسيح.. ولا نجرّب المسيح كما جرّب أيضاً أناس منهم فأهلكتهم الحيات" (1كورنثوس 9:10).
5- تحدّث داود عن الرب الإله قائلاً أنه صعد إلى العلاء وسبى سبياً، وجاء بولس في العهد الجديد وقال إن الذي سبى سبياً وأعطى الناس عطايا هو المسيح، "صعدت إلى العلاء سَبَيْتَ سبياً قبلت عطايا بين الناس أيها الرب الإله" (مزمور 18:68). "ولكن لكل واحد منا أُعطيت النعمة حسب قياس هبة المسيح. لذلك يقول إذ صعد إلى العلاء سبا سبياً وأعطى الناس عطايا" (أفسس 7:4).
6- في سفر التكوين دوَّن النبي موسى قول الله عن نفسه أنه هو الله القدير: "ولما كان أبرام ابن تسع وتسعين سنة ظهر الرب له وقال أنا الله القدير" (تكوين 1:17). وفي سفر الرؤيا آخر أسفار العهد الجديد قال المسيح عن نفسه أنه هو القادر على كل شيء. لذلك يؤمن المسيحيون أن المسيح هو الله القادر القدير، "أنا هو الألف والياء البداية والنهاية يقول الرب الكائن والذي كان والذي يأتي القادر على كل شيء" (رؤيا 8:1).
7- وفي سفر الخروج كتب موسى أن الإسرائيليين جرّبوا الرب "فقال لهم موسى: لماذا تخاصمونني لماذا تجربون الرب" (خروج 2:17). وفي المزامير كتب داود أنهم جربوا الله العلي "فجربوا وعصوا الله العلي" (مزمور 56:78). ثم جاء بولس في العهد الجديد وقال أنهم جرّبوا المسيح. وهكذا يكون المسيح هو الرب وهو الله العليّ. "ولا نجرِّب المسيح كما جرب أيضاً أناس منهم فأهلكتهم الحيات" (1كورنثوس 9:10).
8- أما في سفر التثنية فقيل أن الرب هو رب الأرباب "لأن الرب إلهكم هو إله الآلهة ورب الأرباب الإله العظيم الجبار" (تثنية 17:10). وفي العهد الجديد قال بولس في رسالته الأولى إلى تيموثاوس أن الله هو المبارك ملك الملوك ورب الأرباب. "أن تحفظ الوصية بلا دنس ولا لوم إلى ظهور ربنا يسوع المسيح الذي سيبيِّنه في أوقاته المبارك العزيز الوحيد ملك الملوك ورب الأرباب" (1تيموثاوس 15:16). ثم كتب الرسول يوحنا في سفر الرؤيا أن المسيح هو ملك الملوك ورب الأرباب مما يعني أنه هو الله ملك الملوك ورب الأرباب. "والخروف يغلبهم لأنه هو رب الأرباب وملك الملوك" (رؤيا 14:17). "وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب ملك الملوك ورب الأرباب" (رؤيا 16:19).
9- في سفر أخبار الأيام الأول قال داود عن الله أنه هو الرب فاحص جميع القلوب وفاهم كل تصوّرات الأفكار. "وأنت يا سليمان ابني اعرف إله أبيك واعبده بقلب كامل ونفس راغبة لأن الرب يفحص جميع القلوب ويفهم كل تصوّرات الأفكار" (1أخبار 9:28). وفي سفر الرؤيا قال المسيح عن نفسه أنه هو فاحص الكلى والقلوب. إذن المسيح هو الله الرب فاحص القلوب والكلى "فستعرف جميع الكنائس أني أنا هو الفاحص الكلى والقلوب" (رؤيا 23:2).
10- في المزمور 31 نجد أن داود استودع روحه في يد الرب إله الحق "في يدك أستودع روحي. فديتني يا رب إله الحق" (مزمور 5:31). وفي سفر الأعمال نجد أن إستفانوس استودع روحه في يد المسيح مما يثبت أن المسيح هو الرب إله الحق "فكانوا يرجمون إستفانوس وهو يدعو ويقول أيها الرب يسوع إقبل روحي" (أعمال 59:7).
11- وفي المزمور 45 يتوجّه داود إلى الله قائلاً: "كرسيّك يا الله إلى دهر الدهور. قضيب استقامة قضيب ملكك" (مزمور 6:45). وفي الرسالة إلى العبرانيين يتوجَّه كاتبها بنفس الكلمات إلى المسيح مما يُستنتج منه تساوي كليهما. "وأما عن الابن كرسيك يا الله إلى دهر الدهور. قضيب استقامة قضيب ملكك" (أعمال 7:1).
12- أما المزمور 89 فجاء فيه أن الرب إله الجنود قوي ومتسلّط على كبرياء البحر "أنت متسلّط على كبرياء البحر عند ارتفاع لججه أنت تسكّنها" (مزمور 8:89). وفي إنجيل مرقس تنسب قوة إسكات البحر إلى المسيح "فقام وانتهر الريح وقال للبحر: أسكتْ. إبكمْ. فسكنت الريح وصار هدوء عظيم" (مرقس 39:4).
13- أيضاً المزمور 102 يتحدّث عن الله فيقول أن الأرض والسماوات هي عمل يديه وأن سنيه إلى دهر الدهور. الكل يباد وهو يبقى "إلى دهر الدهور سنوك. من قديم أسست الأرض والسماوات هي عمل يديك هي تبيد وأنت تبقى وكلها كثوب تبلى كرداء تغيرهن فتتغير وأنت هو هو وسنوك لن تنتهي" (مزمور 24:102). ثم نرى في سفر العبرانيين آيات مماثلة تماماً عن المسيح مما يثبت لاهوت المسيح، "وأنت يا رب في البدء أسست الأرض والسموات هي عمل يديك هي تبيد ولكن أنت تبقى وكلها كثوب تبلى وكرداء تطويها فتتغير ولكن أنت أنت وسنوك لن تفنى" (عبرانيين 10:1).