تموز (يوليو) 2008
في هذه الأيام كفر الكثيرون بالمبادئ السامية نتيجة لما يرونه من ظلم واعتداء. فكم من إنسان يحس بأن سفينة حياته ابتدأت تهتزّ وهي تسير في بحر العالم. لكني أقول أن طريق الأمان هو الثقة بالله وقبول رسالة الإنجيل باعتبارها الحق الثابت، ففيها تجد السفينة مرساة أمينة لها.
إن البعض، وسط أمواج العالم، يعتمدون على تفكيرهم الخاص. وهذا عمل خطير، لأن الإنسان يجعل من نفسه قائداً ومرشداً. إنها مسؤولية عظمى أن يرفض الإنسان الجلوس عند قدمي المسيح، ويفضل الجلوس على كرسي معلمين آخرين لكي يكون قائداً. فمن يعتمد على حكمته وذكائه هو في الواقع يختار طريقاً محفوفاً بالمخاطر، لأن نبع التعزيات والراحة هو في الثقة بالرب يسوع المسيح.
إن من يتصور نفسه حكيماً، ويضع ثقته في تفكيره، غالباً ما يقع تحت تأثير شخص آخر، أفكاره أكثر غباء وخداعاً من أفكاره هو. قد يقول المرء بأنه مسيحي حر، فيطرح عنه إيمانه السابق، لكنه بعد ذلك يقيد نفسه بأفكاره الغبية، تماماً كالابن الضال الذي رفض البقاء في البيت، لأنه تصوّر أنه سيتمتع بالحرية خارج البيت. وكونه خضع بعد قليل لسيد قاس، أرسله إلى الحقل لكي يرعى خنازير. فمن يرفض الإيمان الحق، سوف يُستعبد للخرافات الباطلة.
كم من إنسان ترك معتقداته السليمة القديمة، وقَبِل معتقدات باطلة؟! لقد كانت الخليقة التي أوجدها الله تذهله، فبدلاً من الإيمان الصحيح في الله القدوس، آمن بالنشوء والارتقاء. لقد بدا له الإيمان بالمسيح أمراً صعباً، فاعتنق مذهب اللاأدريين، الذين لا يدركون شيئاً. إن مشاكل عدم الإيمان أعظم بكثير من مصاعب الإيمان. فعدم الإيمان يقود الإنسان من التطرّف إلى الخيال، ثم من الخيال إلى الهذيان. فمن يترك مرساة الإيمان، ويسبح وسط أمواج الأفكار الحديثة، يخسر خسارة عظمى، لأن عقائد الأفكار الحديثة، لا تحمل طعاماً للنفس الخالدة، لأنها لا تتحدّث عن الكفارة، أو التجديد، أو المحبة والحياة الأبدية.
إن أمواج الاضطرابات تحيط بنا من كل جانب. وحين يقف الإنسان وجهاً لوجه أمام الديان وأمامه الأبدية، فإنه بحاجة إلى حقائق ثابتة، لا يتساءل القلب من جهة صدقها.. فهلا تثبّت إيمانك في مرساة الحق الذي هو الرب يسوع المسيح حتى تتمتّع بالأمان في الحياة الحاضرة وفي الأبدية؟