تشرين الثاني (نوفمبر) 2008
يحتفل الشعب الأمريكي في كل سنة بعيد الشكر، وهو عيد وطني لتقديم الشكر لله قديراً على عنايته وعطاياه، وفيه تلتقي العائلات وتتناول الطعام معاً.
شيء عظيم جداً أن يتعوّد الإنسان أن يشكر الله. ليس فقط مرة في السنة، بل في كل يوم. وليس في بقعة معينة في العالم بل في أي مكان.
الشكر هو عكس التذمّر، وهو ليس أمراً مزاجياً بل وصية أمر بها الرب: ”اشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ، لأَنَّ هذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مِنْ جِهَتِكُمْ“ (1تسالونيكي18:5)، ”شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فِي اسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، ِللهِ وَالآبِ“ (أفسس 20:5). إذاً،
· يجب أن نشكر الله لأنه أوصى بذلك ومشيئته هي أن نشكره.
· يجب أن نشكر الله في كل حين وليس في المناسبات، ويجب أن نذكّر نفوسنا بذلك لأننا معرضون للنسيان كما قال النبي داود: ”باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل حسناته“ (مزمور 1:103).
· يجب أن نشكر الله على كل شيء ونثق بأن معاملاته معنا تصب في هذا المفهوم بأن ”كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله...“.
يجب أن نشكر الله على ما فعله من أجلنا، من أجل خلاصه، ومعاملاته، وخيراته، وتأديبه، ورفقته ونصرته وجميع بركاته... ثم نسمو بذلك فنسبحه لشخصه ونتغنى بأوصافه، وأمجاده، وعظمته، وقدرته، وسلطانه.
الشكر والتسبيح للرب أمران يبدءان الآن ويستمران طوال الأبدية، وهما الشغل الشاغل لكافة المؤمنين في السماء، وهذان يميّزان سماء المؤمنين بالمسيح عن سماء سائر ديانات العالم. فآخر آية وردت عن الشكر في السماء جاءت في رؤيا 17:11 ”نَشْكُرُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ...“. وآخر آية وردت عن التسبيح في السماء جاءت في رؤيا 5:19-6 ”وَخَرَجَ مِنَ الْعَرْشِ صَوْتٌ قَائِلاً: سَبِّحُوا لإِلهِنَا يَا جَمِيعَ عَبِيدِهِ، الْخَائِفِيهِ، الصِّغَارِ وَالْكِبَارِ!. وَسَمِعْتُ كَصَوْتِ جَمْعٍ كَثِيرٍ، وَكَصَوْتِ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ، وَكَصَوْتِ رُعُودٍ شَدِيدَةٍ قَائِلَةً: هَلِّلُويَا! فَإِنَّهُ قَدْ مَلَكَ الرَّبُّ الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ...“.