آب Agust 2010
لا تخلو حياة الكثيرين من الخطية. فالملايين من البشر يرتكبون الخطية بالقول والفكر والفعل أمام الله والناس دون حياء. ففعل الخطية بالنسبة لهم قد أصبح شيئًا عاديًا مألوفاً في تصرفاتهم وأعمالهم اليومية. وقد يجد الكثيرون في فعل الخطية لذة أو نفعًا ماديًا أو اجتماعيًا. لأجل هذا قلما يفكر الإنسان في الإقلاع عن الخطية، وخاصة الخطية المحبوبة التي قد تدر نفعًا ماديًا محسوسًا يدفعه إلى التغاضي عن النتائج الرهيبة والويلات
العديدة التي تسببها الخطية لكل من يمارسها.
وفي الوقت نفسه يزخرف الشيطان الخطية ويجملها للإنسان ويضعها في صورة جذابة براقة حسب ميل القلب وشهوة النفس. فالشيطان يعلم جيدًا كيف يقدم لكل واحد الخطية التي تجتذبه والطعم الذي يقتنصه.
وبعد فترة وجيزة يجد الإنسان المسكين نفسه مقيدًا بقوة الخطية وسطوة العادات الذميمة. ففي بادىء الأمر كان يمارس الخطية بإرادته، لكنه الآن يجد نفسه مجبرًا على عمل الخطية رغم أنه يشعر بالأضرار الجسيمة والعذابات المرة التي تصيبه بسببها.
نعم، فالخطية نار تأكل في ضمير الإنسان، بل هي حمل ثقيل يئن تحت ثقله الكثيرون. وهي عار الشعوب والأفراد. الخطية تهدد كرامة الإنسان وتفقده مركزه وشرفه بين الناس، وتسلب منه السلام والاستقرار وراحة البال واطمئنان القلب، وتورّثه القلق والخوف والأمراض النفسية والجسدية، وتفقده الثقة بالله، بل تفصله عن الله. وهل يستطيع إنسان على وجه الأرض أن يستغني عن الله؟! وهل يقدر إنسان على مواجهة صعوبات وأزمات الحياة في هذا الجيل الشرير دون معونة الله؟ وكيف يستمدّ الإنسان العون من خالقه في الوقت الذي هو فيه يغيظه بأفعاله الأثيمة، بل يتحداه بأعماله الشريرة وعدم طاعة وصاياه؟
يحصد الخاطىء نتيجة خطاياه، هنا وهو على قيد الحياة، في نفسه ونسله، في روحه وجسده، في حاضره ومستقبله، بل في كل ما تمتد إليه يده، لأن ”ما يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضًا“.
كل خطية يرتكبها الإنسان سوف يعطي عنها حسابًا في يوم الدين، حين يدين الله سرائر الناس. يا له من يوم رهيب! بل يا له من قصاص مخيف! إنه الطرح في جهنم النار إلى أبد الآبدين! لأنه "وُضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة".
إن الدينونة تبدأ هنا جزئيًا على هذه الأرض، فكل خاطىء يذوق كل يوم مرارة وعذاب الخطية، لكن الدينونة العظمى تحدث عندما يأتي الموت وينقضّ على الخاطىء وينقله في لحظة إلى العذاب الأبدي .
لكن شكرًا لله لأنه قد أحب جنسنا الساقط محبة عجيبة، لدرجة أنه قدّم ابنه الحبيب نيابة وكفارة عنا على صليب العار، لكي يحمل قصاص خطايانا ويخلصنا من آثامنا. ففي دم المسيح يوجد تطهير للمجرمين، والنجسين وللخطاة أجمعين. إنما لا يتمتع بهذا الخلاص العجيب إلا من يؤمن بالصليب، ويتوب عن كل خطية بعزم القلب أمام الله، ويطلب من الله غفرانا لخطاياه الماضية. ”ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية“.
أيها القارئ العزيز، الله يناديك الآن لتُقبِل إليه ليمنحك قلبًا جديدًا وطبيعة جديدة تكره الخطية وتحب القداسة والبر، وتصبح ابنًا لله؛ لك الحق في دخول السماء على حساب دم المسيح الذي منحك الحياة الأبدية مجانًا.
"لأن أجرة الخطية هي موت، أما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا".