فِعالُ المرْءِ في الحُسْنى طُيوبُ      تـفوحُ شَذًا ولـيْسَ لهُ نُضوبُ1
 تُحدِّثُـنا المَآثِـرُ عَـن عِـظامٍ     فِعالُهُـمُ شُـمـوسٌ لا تَغـيـبُ
  فـَكـَم مِن رافـعٍ لِلْعِـلـْمِ صَرْحًا     ومُسْتـشْفىً بهِ شُـفِـيَتْ قُلـوبُ

 وكـَمْ لـلـدِّينِ مَن شَادوا الـمَباني     لِجَـلْبِ الآثِميـنَ لِكي يَـتـوبوا
 وكمْ مِن سَـاكِبٍ في الجُرْحِ زَيْتًا     قَـريـبًا قـدْ غَدا وَهُوَ الغَريبُ
 وكـَمْ جَمْعِـيَّةٍ لِلْبِرِّ قامَــــتْ   وفي إحْسَانِها الـفَضْلُ السَّـكوبُ
 وأرْمَـلَةٍ بـِفِـلْسَيْها تُضَـحِّي     لِـفِعـْلِ الخَـيْـرِ وهيَ بهِ طروبُ
 لَخَـيْرٌ مِن غَـنِيٍّ عـاشَ بُخْـلا     وَيشْــكو قِلَّة دومًا كَـئـيـبُ
 فلا تَبْخُـلْ لأنَّ الـبُـخْـلَ عــارٌ     وعارُ البُخْـلِ مالٌ لا يَذوبُ2
 وأبْقِ الـمالَ عَــبْدًا تـقْتَـنِـيـهِ     لِـتَـصْرفَهُ وفي يَدِكَ الـقضيبُ
 أخي ما نفع مالك لوْ رَبحْتَ الدُّ     نـى وخـسرت نفسك يا لبـيبُ
 فَنَفْسُـكَ لا ولــَنْ تُفـْدى بـِمالٍ     ولَوْ فـاضَـتْ بـدُنْياكَ الجُـيوبُ
 لـَـئِنْ مِنْ حادِثاتِ الدهـر سَـهْـمٌ     أصابَك، مـنْهُ لا تُشْـفى رَهـيبُ
 ومُـوتٌ جـاء يَعْـــقُبُـهُ وريـثٌ     فَريـحٌ فـيـمَ تكنـزه ذهـوبُ3
 ولــكنْ في العَــطاءِ غـَـدا فِـداها     فِـدىً مِن أجْـلِهِ ارْتفَعَ الصَّـليبُ
 فـفي المـصْلـوبِ إنْ آمَنْتَ تحْيا     فَـداكَ بـمَوْتِـهِ الفادي الحَـبـيبُ
 بَريـئًا ماتَ عَـن إثــْمِ الـبَـرايا     لِكيْ في مَـوْتِهِ تَحْـيا الشُّعوبُ
 

 وعَلَّمَـنا بِـصَـلْبِهِ أنْ نُضَحِّي     لِـكَي مَـعَـهُ يَـكـونُ لـنا نَصيبُ
 فــفـكِّر في السماء وكـن حكيمًا     فلا نـوحٌ هُـناكَ ولا نَحِيـبُ
 ولا حُــزْنٌ ولا هَـــمٌّ وغَــمٌّ     ولا ألــَـمٌ ولا شـيءٌٌ مُـعيـبُ
 لـِذا فافـْـتـَحْ لفعلِ البرِّ والإحْسـا     نِ كنزكَ ولْْتَفُحْ مِـنْهُ الطُّيوبُ
 ولا تـَنـْسى الأرامِــلَ والـيـَتامى     ومَنْ هوْ مِنْ وعَنْ عَـوَزٍ طلوبُ4
 
 عـلى الـفُـقَراءِ بالأمْـوالِ   وَزِّعْ    فـتلقاها مُضاعَـفةً تؤوبُ5
 وأكْثِـرْ لِلْمَـسَـاكِـينَ العَــطـايا     فكنزُكَ في الـسَّما خُلـْدٌ رحِـيبُ6

 وذكرُك في الدُّنى كالعِـطـْرِ يَبْقى     ويَبْقى في الوَرى الذكْرُ الرَّطيبُ7
 مَـآثِـر إن قَـدِرْتَ فـَـهـاتِ مِنْها     وضاعِـفها مَتى حَلَّتْ خُـطـوبُ8
 ولا تغـلِقْ طُيوبـَك في زُجــاجٍ     فَما مِنْ مُغـلَقٍٍ فاحَـتْ طُيـوبُ    

• السابق
• التالي