Voice of Preaching the Gospel

vopg

آب Agust 2011

"أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ: الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ، هذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ" (1كورنثوس 13:13) الإيمان والرجاء والمحبة هي ثلاثة أركان أساسية للمسيحية. ولكن للأسف، أننا كمسيحيين، مؤمنين حقيقيين كنا أم لا، قد تعاملنا مع هذه الأركان الثلاثة بشكل غريب نوعًا ما. فقد تعلمنا الكثير عن المحبة، وحاولنا أن نعيشها أو عشناها بالفعل، لكننا كثيرًا ما شكونا من تعبها وفداحة تكلفتها. أما الإيمان، فقد كثر جدالنا حوله، فارتبكنا كثيرًا في حياتنا الروحية وبَعُدنا عن الهدف، وصار ذلك سبب فرقة بيننا، فتفرقنا إلى جماعات وطوائف. "أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ: الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ، هذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ" (1كورنثوس 13:13) الإيمان والرجاء والمحبة هي ثلاثة أركان أساسية للمسيحية. ولكن للأسف، أننا كمسيحيين، مؤمنين حقيقيين كنا أم لا، قد تعاملنا مع هذه الأركان الثلاثة بشكل غريب نوعًا ما. فقد تعلمنا الكثير عن المحبة، وحاولنا أن نعيشها أو عشناها بالفعل، لكننا كثيرًا ما شكونا من تعبها وفداحة تكلفتها. أما الإيمان، فقد كثر جدالنا حوله، فارتبكنا كثيرًا في حياتنا الروحية وبَعُدنا عن الهدف، وصار ذلك سبب فرقة بيننا، فتفرقنا إلى جماعات وطوائف. أما الرجاء، فمما يؤسف له حقًا أنه قد أُهمل وسقط من الحسابات الروحية لكثيرين. فبدونه أصبحت المسيحية عندهم أمرًا شاقًا، وإن أظهروا رضاهم التام عن كل الوصايا، إلا أنهم داخليًا تجدهم يئنون من صعوبة تنفيذها. والرسول بولس يشرح معاناة وشقاء هؤلاء بالقول: "إِنْ كَانَ لَنَا فِي هذِهِ الْحَيَاةِ فَقَطْ رَجَاءٌ فِي الْمَسِيحِ، فَإِنَّنَا أَشْقَى جَمِيعِ النَّاسِ" (1كورنثوس 19:15). وسبب الشقاء أنهم عاشوا بلا رجاء، واقتصر رجاؤهم في المسيح على حياتهم هنا فقط، ولم يرفعوا أعينهم ليروا المجد الذي ينتظرهم في السماء، رغم أنهم قد أكملوا ناموس الإيمان والمحبة. وقد أوضح لنا الرسول بولس متطلبات كل ركن من هذه الأركان الثلاثة حيث قال: "مُتَذَكِّرِينَ بِلاَ انْقِطَاعٍ عَمَلَ إِيمَانِكُمْ، وَتَعَبَ مَحَبَّتِكُمْ، وَصَبْرَ رَجَائِكُمْ، رَبَّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحَ، أَمَامَ اللهِ وَأَبِينَا" (1تسالونيكي 3:1). هذا يعني أنه يجب أن يكون للإيمان عمل، وللمحبة تعب، وللرجاء صبر، وهذه كلها هي في المسيح لأنه هو النبع الوحيد لكل هذه الخيرات والبركات الإلهية كما يتضح في الآيتين التاليتين: "لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا" (أفسس 10:2)، وهذا معناه أننا بذواتنا وكل ما فينا من أعمال صالحة هو من صنع الله وتدبيره. "وَالرَّبُّ يَهْدِي قُلُوبَكُمْ إِلَى مَحَبَّةِ اللهِ، وَإِلَى صَبْرِ الْمَسِيحِ" 2(تسالونيكي 5:3). وهذا أيضًا يوضح أن الرب قادر أن يضع في قلوبنا محبة بمقدار ما عند الله من محبة، ويمنحنا صبرًا لكل شيء بمقدار ما عند المسيح من صبر. وهنا أتوجّه لكل من يتكل على ذاته محاولاً أن يكون بارًا بمجهوده وأعماله وأقول: هل أنت، مهما بذلت من جهد وعمل، تستطيع أن يكون لديك نفس ما لله من حب، أو ما للمسيح من صبر؟ أقول لك بأن الرب قادر أن يمنحك ذلك. فقط ادعوه الآن فهو واقف على الباب يقرع وينتظرك أن تفتح له. إنه يقول: "هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي" (رؤيا 20:3). فافتح له الآن ولا تؤجل لكي يمنحك حياته وحبه وصبره. أحبائي، إننا بالرجاء نستطيع أن نجتاز كل الصعوبات التي تواجهنا بصبر وفرح. ولكي نتفهّم ذلك، لنتأمّل بمتسابق في الجري مثلاً، كم تكون حياته شاقة في التدريبات والقيود التي يضعها على أنظمة نومه وأكله وشربه إن لم يكن عنده أمل يسعى لتحقيقه. هكذا أيضًا تكون حياة كل مسيحي يعيش بلا رجاء! إنه لا يستطيع أن يتحمّل تعب المحبة وعمل الايمان، وإن تحمّلهما، يكون ذلك عن قهر واستسلام. يقول الكتاب المقدس: "لأَنَّهُ يَنْبَغِي لِلْحَرَّاثِ أَنْ يَحْرُثَ عَلَى رَجَاءٍ، وَلِلدَّارِسِ عَلَى الرَّجَاءِ أَنْ يَكُونَ شَرِيكًا فِي رَجَائِهِ" (1كورنثوس 10:9). ما معنى الرجاء لنا نحن كمسيحيين؟ الرجاء ليس فقط أملاً ننتظر تحقيقه، بل وعد مبارك وصالح من الله لا بد له أن يتحقق. ونحن نمسك به بالإيمان، لأن الإيمان هو الثقة بما يُرجى، وقد وعد الله بذلك: "لِنَتَمَسَّكْ بِإِقْرَارِ الرَّجَاءِ رَاسِخًا، لأَنَّ الَّذِي وَعَدَ هُوَ أَمِينٌ" (عبرانيين 23:10). كان للشعب القديم رجاءً أرضيًا لا سماويًا، وينحصر ميراثهم في امتلاكهم للأرض التي تفيض لبنًا وعسلاً. أما نحن فلنا ميراث سماوي. "مُبَارَكٌ اللهُ... الَّذِي... وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ... لِمِيرَاثٍ لاَ يَفْنَى وَلاَ يَتَدَنَّسُ وَلاَ يَضْمَحِلُّ، مَحْفُوظٌ فِي السَّمَاوَاتِ لأَجْلِكُمْ" (1بطرس 3:1-4). فالمسيح وحده رجاؤنا، ومجيئه الثاني على السحاب لاختطاف الكنيسة لنكون معه كل حين هو الرجاء الذي ننتظره لكي نرث معه كل شيء "مُنْتَظِرِينَ الرَّجَاءَ الْمُبَارَكَ وَظُهُورَ مَجْدِ اللهِ الْعَظِيمِ وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (تيطس 13:2). ولكن يجب أن نعلم أن ميراثنا ميراثٌ سماوي محفوظ في السماوات. فالميراث الأرضي كان بقاؤه متوقفًا على حفظ الشعب القديم لوصايا الله. أما ميراثنا السماوي فهو محفوظ ولا يفنى! الميراث الأرضي كان يتوقّف قديمًا على مسئولية الشعب، لكن الميراث لم يُحفظ لهم لأنهم كانوا دون مستوى المسئولية... أما ميراثنا السماوي فهو محفوظ لنا، لا يفنى ولا يتدنس (بينما الميراث الأرضي تدنس بعبادة الأصنام)، ولا يضمحل (أي لا ينقص أو يتضاءل حتى يتلاشى أو يزول ويختفي). لكن، الكتاب يقول: "حَتَّى إِذَا تَبَرَّرْنَا بِنِعْمَتِهِ، نَصِيرُ وَرَثَةً حَسَبَ رَجَاءِ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ" (تيطس 7:3)، وهذا معناه أننا حسب هذا الرجاء نصير ورثة. إذا فالسؤال الملح الآن هو: ورثة لمن؟ وماذا نرث؟ نحن ورثة الله ووارثون مع المسيح "فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَدًا فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضًا، وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ" (رومية 17:8). إننا نرث الله! وعلى قدر ما يرث المسيح سيكون ميراثنا! ويتمنى الرسول بولس لأولئك القديسين في أفسس أن يعرفوا غنى مجد ذلك الميراث وأن يزدادوا في معرفته: "مُسْتَنِيرَةً عُيُونُ أَذْهَانِكُمْ، لِتَعْلَمُوا مَا هُوَ رَجَاءُ دَعْوَتِهِ، وَمَا هُوَ غِنَى مَجْدِ مِيرَاثِهِ فِي الْقِدِّيسِينَ" (أفسس 18:1). فالمقصود هو أنه عندما يُخضِع الله كل الأشياء التي في السماء، وعلى الأرض، وتحت الأرض لسيادة المسيح وسلطانه، أو بالحري، عندما يُحكم قبضته على ميراثه المجيد، فسيفعل ذلك من خلال قديسيه. كانت أرض كنعان قديمًا ميراث الله، ولكن لما أخذها الله لم ينزل من السماء ليأخذها بقوته الإلهية بل امتلكها بواسطة شعبه القديم. كذلك بعد قليل - عندما يأتي المسيح - سيأخذ الله ميراثه، ويأخذه في قديسيه الذين يملكون معه. سنشاركه نحن في هذا المُلك، وسنراه كما هو، وسنجلس معه في عرشه. هذا هو غنى مجد ميراث الله الذي يريدنا أن نعرفه! لكن علينا أن نعرف أن هذه الوراثة أساسها الولادة الجديدة وليس أعمالنا. فبدون أن نولد من فوق لا حق لنا في هذا الميراث! والمعروف بأن أي عبد مهما كان أمينًا ومجتهدًا، لا حقّ له في الوراثة. وعلى هذا الأساس، فالذي سأل المسيح "ماذا أعمل لكي أرث الحياة الأبدية؟" قد أخطأ في سؤاله، لأنه لا أحد يرث على أساس العمل، لكن الابن يرث! ما هو مدى ميراث المسيح؟ يقول الكتاب: "الذي جعله وارثًا لكل شيء" (عبرانيين 2:1). المسيح كابن الإنسان، جعله الله وارثًا لكل شيء، ونحن وارثون معه كل شيء لأننا أولاد الله. "اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ، كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟" (رومية 32:8). "من يغلب يرث كل شيء" (رؤيا 7:21). فإن كنت وارثًا لكل شيء، هل تبحث عن شيء آخر لترثه في هذا العالم؟! ألا يستحق هذا منا أن نتمسك بالرجاء عالمين أنه يعطي النفس ثباتًا ورسوخًا وتعزية كما قال الكتاب: "الَّذِي هُوَ (أي الرجاء) لَنَا كَمِرْسَاةٍ لِلنَّفْسِ مُؤْتَمَنَةٍ وَثَابِتَةٍ، تَدْخُلُ إِلَى مَا دَاخِلَ الْحِجَابِ" (عبرانيين 19:6). عزيزي القارئ، يتحدث الكتاب المقدس عن هذا الرجاء بالصفات الكريمة التالية: رجاء مبارك: "مُنْتَظِرِينَ الرَّجَاءَ الْمُبَارَكَ وَظُهُورَ مَجْدِ اللهِ الْعَظِيمِ وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (تيطس 13:2). رجاء لا يخزي: "وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي، لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا". (رومية 5:5) رجاء صالح: "الَّذِي أَحَبَّنَا وَأَعْطَانَا عَزَاءً أَبَدِيًّا وَرَجَاءً صَالِحًا بِالنِّعْمَةِ". (2تسالونيكي 16:2) رجاء حي: "وَلَدَنَا (أي الله) ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ" (1بطرس 3:1). ولماذا هو رجاء حي؟ لأنه مؤسس على المسيح الحي، "وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ!" (رؤيا 18:1). أخي القارئ، يا من آمنت بالمسيح وقبلته ملكًا وربًا على حياتك، وتمتعت بنعمة الميلاد الثاني، وأصبحت ابنا لله، ثق في رجائك وفيما ينتظرك من ميراث، وتقّدم والهج بهذا الرجاء وذاك الميراث، واحيا حياة الرجاء وانتظار تحقيقه لتنعم بالفرح، رافضًا كل مغريات العالم لأنك قد أدركت أن هذا الميراث الذي ينتظرك يفوق كل ما يقدمه العالم.
المجموعة: آب (أغسطس) 2011

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

63 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11578317