أذار March 2011
ما أشدّ حاجتنا نحن البشر، ولا سيما في هذه الأيام الأخيرة - أيام حروب وأخبار حروب، وزلازل مدمرة، وبراكين ثائرة، ومجاعات، وأوبئة، وتجارب متنوّعة - إلى هذا التشجيع من رب المجد يسوع، الإله الثابت... الذي "لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ" (يعقوب 17:1).
وكأني أتصوّر الرب يسوع، الذي هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد، يقول لتلاميذه: "أنا الذي في الخلاء أبصرت جمعًا كثيرًا، فتحننت عليهم وشفيت مرضاهم، ومن خمسة أرغفة وسمكتين أشبعت جميع الآكلين الذين بلغ عددهم خمسة آلاف رجل ما عدا النساء والأولاد، وقد كافأتكم أنتم الذين خدمتم، بإعطاء كل منكم قفة مملوءة من الكسر. لكنكم بعد مشاهدتكم لهذه المعجزة العظيمة، لم تسجدوا لله شاكرين معترفين بالحقيقة أني ابن الله!
ثم أعطيتكم درسًا قاسيًا، إذ ألزمتكم بدخول السفينة، لتسبقوني إلى العبر، وسط البحر المضطرب. وبعدما صرفت الجمع، صعدت إلى الجبل منفردًا لأصلي لأجلكم لكي لا تغرقوا وتموتوا. وسارت سفينتكم في وسط البحر معذبة من الأمواج الهائجة طوال الليل، حتى الهزيع الرابع قرب بزوغ الفجر. وللوقت أتيت إليكم ماشيًا على البحر، فأبصرتموني كأني خيال، ومن الخوف صرختم، فكلمتكم قائلاً: تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا. ولما دخلنا السفينة، أنا وبطرس، سكنت الريح. حينئذ تعلمتم الدرس العظيم، وسجدتم معترفين بالحقيقة أني ابن الله!".
والرب يسوع يقول لنا اليوم: "إنني على استعداد أن أشفي المرضى الذين يثقون بي، ويلمسون ولو هدب ثوبي بالإيمان، وأخلّص كل من ينظر إليّ بالإيمان تائبًا ومعترفًا بخطاياه وواثقًا في كفاية عملي الكفاري لأجله، وأمتّعه بالحياة الأبدية".
بعد ذلك قال الرب يسوع لتلاميذه، أنا الآن ماضٍ إلى الآب الذي أرسلني... "أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا" (يوحنا 2:14-3). وهو يقول لكل منا اليوم: "مَنْ يَعْطَشْ فَلْيَأْتِ. وَمَنْ يُرِدْ فَلْيَأْخُذْ مَاءَ حَيَاةٍ مَجَّانًا"(رؤيا 17:22).