تموز July 2012
ليس شيء أحب للإنسان من أن يكون سعيدًا!
يختلف الناس بعضهم عن بعض في كثير من الأشياء، لكنهم يشتركون جميعًا في أمنية واحدة وهي السعادة.
يختلف الناس في أعمارهم، وطبائعهم، وجنسياتهم، ولغاتهم، وطرق حياتهم، لكنهم جميعهم يطلبون السعادة. ليس كل من يسعى إلى السعادة يبلغها، وكثيرون يجاهدون في سبيلها ويفشلون، لكن قليلون هم الذين يصلون.
من يفتش عن السعادة في تحقيق رغبات الجسد وشهواته لن يصل إلى مبتغاه... ومن يرجو السعادة بالمال أو الجاه سيضلّ الطريق... فكم من أناس أكملوا شهوات أجسادهم فساروا وراء آبار مشققة لا تضبط ماء... فكانوا تعساء أشقياء لأنهم لم يعرفوا الطريق إلى كلام الله، وخوف اسمه، وإطاعة وصاياه، كما قال الرب يسوع، "تَضِلُّونَ إِذْ لاَ تَعْرِفُونَ الْكُتُبَ وَلاَ قُوَّةَ اللهِ" (متى 29:22)، فضلّوا الطريق ولم يصلوا إلى شيء مما ابتغوه وأرادوا أن يحققوه.
الحقيقة أنه ليس شيء يملأ القلب بالسعادة إلا قداسة الحياة، وطهارة القلب، ونقاء الضمير، والنصرة على الخطية. فلا سعادة بغير السلام لقلب خاطئ أثيم. "لاَ سَلاَمَ، قَالَ الرَّبُّ لِلأَشْرَارِ" (إشعياء 22:48). فالخاطئ الذي يفعل الخطية هو ضعيف، وبائس، وذليل أمام شهواته، ومغلوب على أمره. إنه عبد مذعن لشهواته كما قال الرب يسوع: "مَنْ يَعْمَلُ الْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ" (يوحنا 34:8). إنه قلق، ومتعب، ولا مكان راحة واستقرار له. يسير وراء قيادة إبليس الشريرة التي تفسد تفكيره وتدفعه إلى الهاوية. إنها تقتل إرادته، وتميت ضميره، وتعكر صفو حياته، وتنزع السلام من قلبه.
ليس شيء يمنح النفس راحة، وهدوءا، وسعادة، وسلامًا، مثل النجاح الداخلي، والنصرة على الشيطان وكل قوته، والتسامي بحياته إلى ما هو طاهر، وجليل، ومسر، وصيته حسن.
فالسعادة لن تشع إلا في قلب من عرف طريق الحياة النقية، إذ امتلك الله زمام حياته، وقاده في طريق الشركة الحقيقية معه بواسطة ابنه الرب يسوع المسيح، وأصبح الروح القدس يرشده ويساعده.
فإن أردت حقًا أن تعرف طريق السعادة "فإلى الشريعة وإلى الشهادة..." أي إلى كلمة الله التي تعلن لك هذا الطريق، فتنير لك السبيل، وترشدك، وتقويك، وتقودك إلى عشرة مقدسة مع الله، وإلى خدمة متفانية ومنتصرة.