أيلول - تشرين الأول Sep - Oct 2012
يوجد في الكتاب المقدس أشخاص أمناء لكنهم مغمورون بمعنى أنهم غير ظاهرين أو غير معروفين، وقلما يذكرهم أحد أو يذكر الأحداث المرتبطة بهم. لكن بلا شك هؤلاء الأشخاص وإن كانوا غير معروفين لنا لكن الرب يعرفهم جيدًا وعينه عليهم لأنه وعد أن عينيه على أمناء الأرض بل ويقدّر خدمتهم حتى وإن كانت في نظرنا بسيطة. من بين هؤلاء الأشخاص:
عوبيد أدوم (2صموئيل 6):
لا نقرأ عنه في الكتاب المقدس سوى مرة واحدة، ولكن أحداث موت عزة الذي أمسك بتابوت عهد الرب وهم ينقلونه فضربه الرب فمات، سببت رعبًا لداود الملك فخاف أن يأخذ التابوت ويأتي به إليه، كما كان يفكر من قبل ومال بالتابوت إلى بيت عوبيد أدوم الجتي، وكان عوبيد شخصًا يمتاز بالتقوى ولذلك باركه الرب وأهل بيته بسبب وجود التابوت في منزله.
أرونة اليبوسي (2صموئيل 24):
تكبر قلب داود وقرر في نفسه أن يحصي الشعب - وكانت الخطية في ذلك أن يعتمد على عدد الشعب بدلاً من أن يعتمد على إلهه - لذلك أدّبه الرب وأبصر ملاك الرب في حقل أرونة اليبوسي، وطلب داود من أرونة قطعة الحقل حتى يبني عليها مذبحًا للرب لكي تكف الضربة عن الشعب فأخذ أرونة الأرض والنوارج والبقر وقدّم الكل لداود. إنه رجل أمين ومحب، أظهرت الأحداث حقيقته مع أنه كان مغمورًا.
الفتاة المسبية (2ملوك 5):
وهي التي قالت لسيدتها – امرأة نعمان السرياني الأبرص – "ليت سيدي يقف أمام النبي الذي في السامرة فإنه كان يشفيه من برصه". وكما نعلم نهاية القصة وهي أن نعمان نال الشفاء وآمن بإله إسرائيل وتحدث عنه المسيح في لوقا 27:4. وهذه الفتاة التي كانت كلماتها القليلة سبب بركة، كانت مغمورة في بيت نعمان، لكن أظهرتها أحداث هذه القصة وشهادتها لإله إسرائيل مع أنها كانت مسبية في بلاد غريبة.
أخيا الشيلوني (1ملوك 11):
وهو الذي قابل يربعام ومزق الثوب الذي عليه، وقال له إن الرب سيعطيه عشر قطع. والعشر قطع كانت تشير إلى المملكة الشمالية (عشرة أسباط)، وبالفعل انقسمت إسرائيل بعد الملك سليمان إلى مملكتين، ومَلَكَ يربعام كما تكلم الرب. وبعد ذلك الوقت مرض ابن يربعام فذهبت أمه لنفس النبي لتسأل عن الولد، فكلمها برسالة مباشرة عن قضاء الله. كان رجلاً شجاعًا وأمينًا، أظهرته الأحداث مع أنه كان مغمورًا.
هؤلاء وغيرهم كثيرون من الأمناء الذين عاشوا حياتهم للرب دون أن يشعر بهم أحد، عاشوا بعيدين عن الشهرة والأضواء – كانوا غير معروفين للناس – وربما لم يُحسب لهم حسابًا، لكن الأبدية ستعلن لنا عن جميع هؤلاء الأمناء وهم سيكافأون أمام كرسي المسيح.