Voice of Preaching the Gospel

vopg

نيسان April 2013

Billy Graham"إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السماوات". (متى 3:18)
لو أُتيحت لي فرصة لكي أتحدث معك حديث القلب للقلب، ربما تعترف لي كالتالي:
"إنني خاطئ ومضطرب... واختلط عليّ الأمر، فأنا أشعر بالألم والشقاء. تعديت على وصايا الله وشرائعه، فعشت حياة معاكسة لإرادته، وحسبت أني بغنىً عن مساعدته. حاولت أن أسير وفق شرائع سننتها لنفسي وفشلت! آه، ما أمرّ الدروس التي تلقنتها من خلال الآلام والاختبارات المفجعة؟ إني مستعد لأن أستغني عن كل شيء في سبيل الحصول على الولادة الجديدة. آه، لو تمكنت من الرجوع لكي أبدأ من جديد، لسلكت غير الطريق التي سلكتها!"
أبشرْ! عزيزي القارئ، تستطيع أن تولد من جديد، وتبدأ من جديد... تستطيع أن تخلع ذاتك الخاطئة المحتقرة وتنطلق إنسانًا جديدًا نقيًا طاهرًا من إدران الخطيئة؛ فمهما كان ماضيك مثقلاً بالخطايا، وحاضرك ملبدًا بغيوم الحيرة والاضطراب، ومستقبلك خاليًا من أية بارقة رجاء، فثمة منقذ وطريق نجاة، طريق أمين وحيد وأبدي. فأمامك طريق واحد، واختيار واحد غير الطريق الملتوي والحافل بالأخطار والعذابات والمشقات الذي كنت تسلكه قبلاً.
تستطيع أن تستمر في شقائك، وخوفك، وكراهيتك لنفسك وللحياة، أو تقرر في هذه اللحظة أن تولد ثانية. يمكنك أن تقرر الآن محو ماضيك المثقل بالخطايا وتبدأ حياة جديدة. يمكنك أن تقرر الآن أن تكون كما يريدك يسوع.
قد تسأل: كيف يمكنني الحصول على هذه الحياة الجديدة؟ كيف يمكنني أن أبدأ من جديد؟ كيف أستطيع أن أولد من جديد؟
هذا هو السؤال الذي وجهه نيقوديموس إلى يسوع منذ ألفَي سنة.
لا تحسبنّ أن الولادة الجديدة معناها أن تقلب صفحة جديدة، أو أن تصلح نفسك. يعلمنا الكتاب المقدس أننا وُلدنا في الخطيئة، وأننا أموات "بالذنوب والخطايا" (أفسس 1:2)، فلا شيء إذًا في طبيعتنا الميتة الخاطئة يصلح لأن تنبثق منه الحياة. الجثة جثة، ولا يمكن أن تدبّ فيها الحياة من جديد. يقول الكتاب المقدس: "الخطية إذا كملت تنتج موتًا" (يعقوب 15:1). فجميعنا كنا موتى روحيًا، ولا نستطيع أن نحيا حياة صالحة ومقدسة، لأن كثيرين حاولوا ذلك وباءت جهودهم بالفشل. لقد كنا جميعًا في عداوة مع الله... لا نخضع لله ولا نطيعه ولا نخدمه، ولا نستطيع أن نخضع لناموس الله (رومية 7:8 وأيضًا 1كورنثوس 14:2).
يقول الكتاب المقدس إن طبيعتنا القديمة فاسدة بجملتها من أسفل القدم إلى الرأس، ليس فيها صحة بل جرح وأحباط وضربة طرية (إشعياء 6:1). "القلب أخدع من كل شيء وهو نجيس" (إرميا 9:17). فالتجديد ليس ترقيعًا للإنسان العتيق، بل خلعًا له. يجب أن تُصلب الذات القديمة لا أن تهذّب وتشذّب. "تنقون خارج الكأس... وأما باطنكم فمملوء اختطافًا وخبثًا".
ويؤكد الكتاب المقدس أننا إن كنا لا نختبر هذه الولادة الجديدة فلن نستطيع دخول ملكوت السماوات، وشدد يسوع على وجوب الولادة: "ينبغي أن تولدوا من فوق" (يوحنا 7:3). وليس في قوله هذا أي غموض أو التباس، فمن شاء أن يدخل ملكوت السماوات لا بد له أن يختبر الولادة الثانية.
ليس الخلاص هو إصلاح الطبيعة القديمة  وتقويمها، بل هو خلق كائن جديد مولود من الله بالبر والقداسة. التجديد ليس فقط تغيير الطبيعة أو إصلاح القلب، وإنما هو ولادة جديدة، ولادة مرة ثانية، "ينبغي أن تولد ثانية".
لا يقبل الله شيئًا يمتّ بصلة إلى الطبيعة القديمة، لأنه لا خير فيها. الإنسان القديم أضعف من أن يتبع المسيح. يقول بولس الرسول في غلاطية 17:5: "تفعلون ما لا تريدون". فالذين هم في الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الله. ويسألنا يعقوب: "ألعلّ ينبوعًا ينبع من نفس عين واحدة العذب والمرّ؟ هل تقدر يا إخوتي تينة أن تصنع زيتونًا؟" (يعقوب 11:3-12). وتصف الرسالة إلى أهل رومية الإنسان العتيق فتقول: حنجرتهم قبر مفتوح. بألسنتهم قد مكروا. سم الأصلال تحت شفاههم. وفمهم مملوء لعنة ومرارة. أرجلهم سريعة إلى سفك الدم. في طريقهم اغتصاب وسحق... ليس خوف الله قدام عيونهم" (رومية 13:3، 18). وهل من سبيل إلى إصلاح أو ترقيع الحناجر، والشفاه، والألسنة، والأقدام، إلخ...؟ إن إصلاحًا كهذا هو ضرب من المستحيل، لذلك قال يسوع بوجوب الولادة الجديدة: "ينبغي أن تولدوا من فوق"، وقال أيضًا:  "المولود من الجسد جسد هو" (يوحنا 6:3). ويقول الكتاب في موضع آخر: "هل يغيّر الكوشى (الحبشي) جلده أو النمر رقطه؟" (إرميا 23:13). وورد في الرسالة إلى أهل رومية: "الذين هم في الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الله" (رومية 8:8)؛ "إني أعلم أنه ليس ساكن فيّ أي في جسدي شيء صالح" (رومية 18:7)؛ "القداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب" (عبرانيين 14:12).
ليست الحياة الناجمة عن الولادة الجديدة نتيجة جهود ذاتية، لأن الإنسان لا يمتلك تلك القداسة التي يقتضيها الله للدخول إلى السماء. تبدأ هذه الحياة بالولادة الجديدة، ولكي تحيا حياة الله ينبغي أن تمتلك طبيعة الله.
الولادة الجديدة بجملتها هي عمل الروح القدس، وليس بإمكانك أن تفعل شيئًا للحصول عليها. يقول الكتاب المقدس: "وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه. الذين وُلدوا ليس من دم ولا من مشيئة رجل بل من الله" (يوحنا 12:1-13)، ويعني أنك لا تستطيع أن تحصل على الولادة الجديدة بالوراثة. فكون والداك مسيحيين، هذا لا يجعلك مسيحيًا، إذ أن المسيحية هي علاقة شخصية مع الله بالمسيح يسوع. لا تقدر أن تولد من مشيئة جسد، إذ لا يمكنك أن تفعل شيئًا للحصول عليه. إنك ميت، والميت لا حياة له ليتمكن من فعل أي شيء.
كذلك أيضًا لا تستطيع أن تولد من مشيئة رجل، فالولادة الجديدة ليست نتيجة وسائل، أو جهود بشرية. كثيرون يحسبون أنهم يختبرون الولادة الجديدة حتمًا وبصورة آلية بمجرد انتسابهم إلى الكنيسة، أو إتمام بعض الطقوس الدينية، أو تقديم التبرعات للمؤسسات الخيرية، فمع أن هذه الأعمال حسنة، لكنها لن تؤدي إلى الولادة الجديدة.
ليس أحد يستطيع أن يلد نفسه، وإنما يولد بمشيئة غيره. الولادة الجديدة غريبة عن إرادتنا، أي إنها برمتها عمل إلهي، فنحن نولد من الله! لم يفهم نيقوديموس كيف يمكنه أن يولد مرة ثانية، فسأل مرتين متحيرًا: كيف ذلك؟
ومع أن الولادة الجديدة تبدو أمرًا غامضًا، لكنها حقيقة واقعة. الكهرباء، مثلاً، محاطة بالغموض، لكننا نعرف أنها تنير مصابيحنا، وتدير محركاتنا، وتشغّل أجهزة المذياع، وغيرها. لا نفهم كيف ينبت الصوف للأغنام، ويكسو الشعر جلد الأبقار، بينما تكتسي الطيور بالريش، لكننا نعرف أن الأمر هو كذلك. نحن لا ندرك الأسرار، ولكننا نقبلها بالإيمان.
هكذا نقبل هذه الحقيقة بالإيمان: عندما يندم الإنسان على خطيئته ويلتفت بالإيمان إلى الرب يسوع المسيح فإنه يولد ثانية. ونصبح أولاد الله عندما يعطينا الله الطبيعة الإلهية ويغرسها في النفس الإنسانية. عندئذ نعطى نسمة الحياة الإلهية، ويتخذ يسوع المسيح بواسطة الروح القدس مقرًا له في قلوبنا، ونصبح متحدين بالله إلى الأبد. ومعنى ذلك أنك إذا كنت مولودًا ثانية فستحيا ما دام الله حيًا لأنك تشارك الله في حياته.

المجموعة: نيسان April 2013

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

149 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11578462