Voice of Preaching the Gospel

vopg

نيسان April 2013

الدكتور القس ميلاد فيلبسسمي ربنا، له المجد، بالمسيح لأنه مفرز ومكرس للخدمة والفداء كما وعد الله بعد السقوط في تكوين 15:3، فهو المقصود به نسل المرأة. ولقد تعرف متى ولوقا عن ميلاده المعجزي من شهود عيان ليكتبوا تحت قيادة الروح القدس الحقائق والوقائع المختصة بخلاص الجنس البشري. قال الدكتور أندرو بونار: "إني أرى في دخول الخطية إلى العالم أمرًا غريبًا وسرًا عظيمًا، إلا أني لا أزال أحسبه سرًا أعظم مجيء الله إلى العالم واحتماله قصاص الخطية في نفسه". وُسئل دانيال وبستر السياسي المشهور: "كيف يكون المسيح إلهًا وإنسانًا معًا؟"
فأجاب: "لا أقدر أن أعرف ذلك. وإن أمكنني أن أعرف ذلك أكون مثله إلهًا، وأنا أريد إلهًا أعظم وأكبر من عقلي". وبكلمة أخرى، مهما حاول الإنسان فهم غوامض هذا السر العجيب، لا يستطيع الوصول إلى إدراكه. على أنه يمكننا على الأقل أن نظهر أنه معقول بما في ذواتنا من سر شبيه بسر التجسد في اتحاد نفس وجسد الإنسان، فالنفس اللامادية تتحد بالمادة الحيوانية لتكون شخصية واحدة. يظن الكثيرون أن البراكين لا تدل إلا على غضب الله فقط ونقمة على البشر، ولكن العلم يؤكد أنه لولا تلك البراكين لانفجرت الأرض وتلاشت بسبب الضغط الجوي على الكرة الأرضية.

أولا: الكلمة المكتوبة


لماذا يكره الناس الكتاب المقدس؟ لأنه الكتاب الوحيد الذي يعلمنا أن الإنسان آثم وضال، وأنه ليس بإمكانه أن يجد طريقه إلى الله بدون المسيح حتى ولو كان متدينًا. دقق في صحة هذه النبوات: تنبأ الكتاب المقدس عن مكان ولادة المسيح في ميخا 2:5 حوالي 700 سنة قبل ولادته، وعن ولادته من عذراء في إشعياء 14:7 حوالي 700 سنة قبل ولادته. عندما تولى بطليموس فيلادلفيوس الحكم، وكان محبًا للحكمة والعلم، أسس مدرسة الإسكندرية. ولما علّم عن الشرائع والنواميس والأحكام والمعجزات في عهد موسى، توجه إلى أورشليم وأحضر شيوخ اليهود وعلماءهم لترجمة التوراة من العبرية إلى اليونانية في مصر. وكان عددهم اثنين وسبعين شيخًا. مات منهم اثنان في الطريق. لذلك دُعيت باسم "الترجمة السبعينية"، وذكرت الجريدة النفيسة بأن سمعان الشيخ كان أحد السبعين، وقد أُوحي إليه بالروح القدس أنه لا يرى الموت قبل أن يرى مسيح الرب (لوقا 25:2-30)، وذلك لأنه عند ترجمة نبوءة إشعياء عن الميلاد العذراوي تشكك في هذه الكلمة. ولما رأى المسيح أخذه سمعان على ذراعيه وقال: "الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام، لأن عينيّ قد أبصرتا خلاصك".
إن السر الذي يكتنف شخصية وأصل المسيح يزداد غموضًا بسبب الظروف الغريبة التي رافقت مولده ومع ذلك لم نعثر على اسم واحد أطلقته عليه أمه أو أي انسان آخر. فما السبب؟ لأن الله دعاه مباشرة بأسماء:
1- يسوع "الله مخلص"
2- قدوس أو الكائن المقدس الذي تتميز طبيعته عن الناس الآخرين
3- ابن الله
4- مخلص في متى 12:1
5- المسيح أو المسيا المنتظر
6- الرب "اسم إلهي"
7- عمانوئيل "الله معنا"
وهذه الأسماء تعني أنه أكثر من مجرد إنسان. إن الكتاب المقدس في غاية الوضوح فلا حاجة لسواه لدراسة عقائده. وكثير من الهرطقات والبدع قد شقت طريقها بتأييد سلطة خارجية عنه. قال نابليون في منفاه: "المسيح لا يتردد، بل يتكلم بكل سلطان، ديانته لا تستقصى ولكنها تستمر بقوة اندفاعها الذاتي". إن الديانة الصحيحة يمكن اختصارها بشيئين أساسيين: معتقد صحيح، وتطبيق هذا المعتقد عمليًا في حياتنا لأن المسيح يقول: "ليس كل من يقول لي: يا رب، يا رب! يدخل ملكوت السماوات. بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات".

ثانياً الكلمة المتجسد

"والكلمة صار جسدًا" (يوحنا 1:1)، فالمسيح هو الكتاب الحي، ولذلك نسمي الكتاب المقدس "كلمة الله" ومع ذلك فالمسيح هو "الكلمة" بأدقّ ما في ذلك من معنى لأنه "عظيم هو سر التقوى: الله ظهر في الجسد"؛ "فإنه فيه يحلّ كل ملء اللاهوت جسديًا"؛ وهو "رسم جوهره". إذًا، هل اخترع المسيحيون اللقب "ابن الله"؟ كلا، بل هذا ما بشر به جبرائيل العذراء مريم في لوقا 26:1-35. وهذا اللقب استخدمه المسيح عن نفسه، ودعا الناس إلى المناداة به، وهو معادل للقول "المسيح هو كلمة الله". والجدير بالذكر أن العبارة "ابن الله" لا علاقة لها بالولادة الطبيعية، فالله واحد لا شريك ولا مساوٍ له، لا زوجة ولا ابن له بمفهوم البشر، فحين وُلد المسيح من مريم العذراء خضع جسده فقط للطبيعة كسائر البشر. وتسميته "ابن الله" ليست مرتبطة بولادته من مريم. هل هذا يعني أن إنسانا بشرًا يمكن له أن يصير إلهًا؟ كلا، بل العكس صحيح، أي أن الله قادر على إظهار نفسه بشرًا سويًا في جسم إنسان. لنتأمل في الأقوال التالية:
"الله ظهر في الجسد" (1تيموثاوس 16:3).
"إن الله كان في المسيح" (2كو 19:5).
"وكان الكلمة الله... والكلمة صار جسدًا" (يوحنا 1:1 و14).
"يسوع... كان في صورة الله... صائرًا في شبه الناس" (فيلبي 5:2-8).
"المسيح... الكائن على الكل إلهًا مباركًا إلى الأبد" (رومية 5:9).
وحسابيًا يمكننا القول أن واحدًا مضروب في نفسه ثلاث مرات يساوي واحدًا. والنتيجة أن عقيدة الثالوث الأقدس لا تقر تعدد الآلهة بل تبرز عظمة الله وجلاله. قال الشاعر الإنجليزي روبرت بروننج الذي أنكر الله في شبابه ثم ارتد إلى الإيمان المسيحي ثانية في أيامه الأخيرة: "إن الاعتراف بحقيقة الله في المسيح تبعًا لمقتضيات العقل، تحل لك جميع المشاكل اللاهوتية، وما عداها أيضًا". إن تجسد المسيح، يعلل به كل عجائب تاريخه، والولادة الفائقة الطبيعية، والقيامة، والصعود، والمعنى الروحي لرسالته، ودليل الألوهية الخارقة في حياته، والكمال المطلق في التاريخ، فإن صدقنا أن يسوع هو تجسد اللاهوت فلا يصعب علينا بعد ذلك الاعتقاد بأن دخوله إلى العالم وخروجه منه كانا مما يفوق الطبيعة وأمرًا ضروريًا يلائم تاريخ حياته.   

ثالثاً: الكلمة الديان


إن الصلة بين العقل الخالق والعقل المخلوق مكّنت الإنسان في تصوّر الله والإيمان بقربه تعالى منا. والمسيح يرى الله أعظم الحقائق لكنه الواحد المنفرد مع الله في اتحاد جوهري أصلي. قال أندرو موري: "إن الكلمة اليونانية المترجمة "غلبوه" في الآية "وهم غلبوه بدم الخروف" (رؤيا 11:12) معناها "انتصروا". إن الأسماء المذكورة هنا وفي رؤيا 11:19-10:20 تصف انتصارات المسيح الثانية "يدعى أمينًا صادقًا"، و"كلمة الله" أي نطق الله للإنسان، و"ملك الملوك"، مكتسٍ بثوب "ملطخ بالدم" كما في إشعياء 2:63. قال البعض: إن السلاح الروحي هنا هو كلمة الكتاب المقدس لأنه السلاح الروحي الذي لا يقاوَم. فكلمة "غلبوه" في ساحة القضاء تعني كسبوا القضية، وفي المباراة بين اثنين تعني تجريد العدو من سلاحه، فبواسطة الدم يخرس لسان المشتكي ويخرج منكسرًا منهزمًا من المحكمة الإلهية على أساس الدم المسفوك في الصليب. يقول يوستينوس الشهيد (150م) أن "يسوع وُلد في كهف أو مغارة في أحد بيوت بيت لحم، وبنيت فوقه الآن كنيسة الميلاد الرومانية. وقد حدث في أيام الإمبراطور الروماني هادريان أنه حاول أن يزيل هذه الذكرى، فبنى فوق ذلك المكان هيكلاً وثنيًا للإله أدونيس، لكن عندما صارت الدولة الرومانية مسيحية في بداية القرن الرابع بنى الإمبراطور قسطنطين كنيسة عظيمة هناك. وقد رسم الرسام الشهير هولمان هنت صورة ليسوع، ظهر فيها صبيًا أمام حانوت النجار في الناصرة والشمس تميل إلى الغروب، ومد يديه، وإذا بظله يقع على الحائط الخلفي على شكل صليب. ومن بعيد تتطلع مريم إلى هذا المنظر مرتعبة لأنها رأت ظل الصليب. نعم! لقد جاء يسوع إلى العالم ليموت عن الناس، وليعطي حياته حتى الموت للبشر. وفي رؤيا يوحنا 12:19 يقول عنه: "وعيناه كلهيب نار، وعلى رأسه تيجان كثيرة، وله اسم مكتوب ليس أحد يعرفه إلا هو". فما هو هذا الاسم؟ هل هو "الرب" (فيلبي 9:2-11)، أو "يهوه" الاسم العبري، أو اسم له علاقة باتحاد المسيح والكنيسة، أو أنه لن يوجد من يدرك شخص المسيح لأن العقل البشري لا يستطيع أن يعرف كل شيء عن المسيح، ولا يعرف أسرار ابن الله إلا الله نفسه؟
أذكروا لي اسم يسوع باطل كل سواه
اسم حلو عزيز لست أسلو عن هواه
هو إنسان فيرثي قلبه للضعف منا
وإله فينجي قادرًا بالعفو عنا

المجموعة: نيسان April 2013

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

359 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10572873