Voice of Preaching the Gospel

vopg

تموز July 2013

الدكتور القس ميلاد فيلبسيسمى الجزء الثاني من الكتاب المقدس بالإنجيل، ويدعى "إنجيل الله" لأن الله هو الكاتب له، و"إنجيل المسيح" لأن المسيح هو موضوعه الرئيسي، و"إنجيل مجد المسيح" لأن مجد المسيح معلن في الإنجيل، و"إنجيل خلاصنا" لأن الإنجيل يمنحنا الأخبار السارة للخطاة، و"إنجيل السلام" لأن الإنجيل يعلن السلام مع الله ويمنح السلام مع الله، و"إنجيل الملكوت أو بشارة الملكوت" لأن من يقبله ويعمل به يصبح عضوًا في ملكوت الله، والبشارة الأبدية" لأن تلك الأخبار السارة هي سارة عن الأبدية. وقد استعمل جستن مارتن الشهيد كلمة "إنجيل" في كتاباته سنة 150م. إن الإنجيل هو سر عجيب لا يمكنك أن تستنفذ عمق معانيه وأنت تقرأه. مثلك في هذا مثل من يتطلع إلى النجوم في قلب ليلة ظلماء، كلما ازداد تمعنًا ازداد عدد النجوم في نظره. وهذا يقودنا إلى أنه:

أولا: إنجيل الفداء

إن قلب الإنجيل هو الفداء، وجوهر الفداء كفارة المسيح النيابية. إن كلمة إنجيل هي تعريب لكلمة "إفانجليون" اليونانية، ومعناها البشائر المفرحة أي بشائر الخلاص بالمسيح من الخطية، وربقة الشيطان، وعبودية الجسد، وجاذبية العالم الفاسد لكل البشر إلى "حرية مجد أولاد الله" (غلاطية 6:1-8). أعلن بولس رسول المسيح ذلك لأن بعض اليهود أرادوا الرجوع إلى الناموس الموسوي رافضين الخلاص بالمسيح وحده. لقد اختصر بولس رسالة الإنجيل في آية واحدة حين قال: "إن المسيح مات لأجل خطايانا. وأنه قام من الأموات" (1كورنثوس 1:15-4). إن غرض الفداء هو الخلاص من العبودية وقصاص الخطية. ولما لم تستطع الذبائح الدموية أن تريح الضمير كان لا بد من سفك دم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس، دم المسيح، معروفًا سابقًا قبل تأسيس العالم. وهنا أجاب الله أسئلة الشعب المتدين قديمًا: "بما أتقدم إلى الرب...؟ هل أتقدم بمحرقات؟" ومع ذلك تغنى أيوب مرة قائلاً: "فدى نفسي"، وشدا داود بالقول: "الذي يفدي من الحفرة حياتكِ". أجل! لنا كاهن جديد لعصر أفضل هو عصر تكميل كل شيء (حزقيال 40-48).

ثانيًا: إنجيل القوة

قال أحدهم لبسكال الفيلسوف: آه لو استطعت أن أؤمن بما تؤمن به أنت لصرت رجلاً أحسن حالا ًمما أنا عليه الآن. فأجابه بسكال: إن كنت جادًا في أن تكون رجلاً أحسن حالاً مما أنت عليه الآن، فما عليك إلا أن تؤمن بما أؤمن أنا به الآن "بالمسيح". "إن شاء أحد أن يصنع مشيئته يعرف التعليم". ولا يستطيع أحد أن يقول إن يسوع رب إلا بالروح القدس (1كورنثوس 3:12). إن الهداية معجزة تتم بروح الله عندما يفتقد المسيح قلبك عن طريق الكتب المقدسة والصلاة، فتصبح ملكًا له بالإيمان. وعندما لا تعرف ماذا تفعل، الأفضل أن لا تعمل شيئًا بل تصلي قائلاً: يا رب "نحوك أعيننا". هل سمعت يومًا عن الإنجيل؟ وهل يقرأ الناس الإنجيل في حياتك؟ لو درست الإنجيل فستجد علاجًا لأحزان القلب البشري، وقوة تسند في التجارب، وتمكن الإنسان من مواجهة الآلام بشجاعة. إنه الرواية القديمة التي منحت للإنسان أفضل عطية لخلاص نفسه الأثيمة. إن داومت على تعاطيه فلن تحتاج لأي دواء روحي آخر.

ثالثًا: إنجيل الإيمان

إن فراخ العصافير الصغيرة لا يمكنها رؤية أمها، فما أن اقتربت منها الأم حتى تصيح. بمعنى آخر، إن لم تمارس إيمانك بالله فإنك تحرم نفسك من تذوُّق كلمته والتمتع بعنايته "وطوبى للذين آمنوا ولم يروا." كلما أمعنت النظر في الإنجيل ازددت اقتناعًا بأنه لا شيء فيه إلا ويسمو عن مجرى الحوادث المألوفة ويتسامى عن العقل البشري. إنه يوحي بنوع إلزامي يذهل من يتأملون فيه. لا تسبق الله، فقد علمنا الكتاب المقدس أن الرب يقود خطواتنا في كلمته. أرشد الرب المجوس لمعرفة المولود العظيم في بيت لحم بنجم رأوه. ثم تقدموا خطوة أخرى فأرشدهم الرب عن طريق كهنة اليهود العارفين بنبوة ميخا النبي، وأخيرًا قربوا من بيت لحم فأرشدهم النجم إلى ذات البيت إذ وقف فوقه. إن الشك يرى الصعوبة، والإيمان يرى الطريق. الشك يرى ليلاً مظلمًا على طول الطريق، والإيمان يرى النهار. الشك يفزع من اتخاذ خطوة، والإيمان يحلق في العلاء. الشك يصرخ: "من يصدق؟"، والإيمان يهمس: "إني متيقن". إن يسوع قدم نفسه مثالاً للطاعة في كل التجارب التي مر بها، فقد كان اليونانيون الفلاسفة يربطون بين الألم والتعليم "تعلم الطاعة مما تألم به". هذه هي فلسفة الألم في حياة البشر.

رابعًا: إنجيل الحق

لقد تخللت كلمات التوراة الإنجيل، وكأن الله "الذي لا يترك نفسه بلا شاهد" يشرق بنور معرفته على كل الأجناس والأديان ليبلغ رسالة الحق. تأمل في مبادئ الإنجيل وادرسها فإن أفكارها ومشاريعها وصورها وإيضاحاتها تتخذ طريقها إلى العقل والنفس. "لكل كمال وجدت حدًا أما وصاياك فواسعة جدًا." فإما أن يستجيب ضميرك وترى الحق ممثلاً في يسوع المسيح أو تحكم على نفسك بالهلاك الأبدي.
زار مسيو بوزيه، أحد أعضاء الأكاديمية الفرنسية، صديقه ديدور أحد زعماء الملاحدة، فوجده يشرح لبنيه أصحاحًا من الإنجيل بكل جد واهتمام كما يفعل الآباء المسيحيون. ولما أبدى مسيو بوزيه اندهاشه، أجابه ديدور: "أنا أفهم ما أنت تقصد، ولكن الحقيقة أني لم أجد أي درس أفضل من هذا أستطيع أن أقدمه لهم". سئل سقراط مرة: كيف يمكن أن يجد الإنسان هداية ورشدًا، فأجاب: "أن يتبع طريق السالفين". والكتاب المقدس يعطينا صورًا متعددة من سير القدماء والسالفين عبر التاريخ، لإنه في "كل أمة الذي يتقيه ويصنع البر مقبول عنده. الكلمة التي أرسلها يبشر بالسلام بيسوع المسيح. هذا هو رب الكل" (أعمال 34:10-35).

خامسًا: إنجيل المحبة

إذا أردنا أن نختصر تعاليم الإنجيل في ثلاثة كلمات فلنفحص ما قاله بولس رسول الإيمان، ويعقوب رسول الأعمال، ويوحنا رسول المحبة. هناك نكتشف أن الإيمان يُكسِب الأعمال فضيلة المحبة، ويضع أساس بناء الأعمال لتظلله المحبة. والنتيجة أن الإيمان يعمل بالمحبة "أما الآن فيثبت الإيمان والرجاء والمحبة. هذه الثلاثة ولكن أعظمهن المحبة". ما هي طريقة الله لتوصيل وانتشار الإنجيل؟ إنها بالكلمة والقوة "لأنه قوة الله للخلاص"، وبتدقيق يمكن قراءتها وأيضًا في قوته الذاتية المتأصلة فيه (رومية 16:1). إنه بذرة غير قابلة للفساد. كان أحد الملحدين يتكلم مع مبشر للإنجيل في لندن فقال: إني أتمنى أن تُكنس كل الكنائس من الأرض، بما في ذلك كنيسة سبرجن. فقال المبشر: في هذه الحالة من منكم أيها الملحدون يأخذ على عاتقه مسؤولية ملجأ سبرجن؟ وهنا صمت الملحد إذ لم يجد جوابًا. إن الإنجيل بكل تأكيد هو إنجيل المحبة ونبراس الأخلاق.

سادسًا: إنجيل القداسة

كان ليعقوب أبو الأسباط ثلاثة أسماء بالتتابع: يعقوب وإسرائيل ويشورون. يعقوب، قبل اختبار فنوئيل لما تقابل مع الله ومعناه المتعقب لأخيه، فقد أخذ امتيازاته وسرق بركته. أما الاسم إسرائيل فمعناه أمير الله إذ تغير عندما لاقاه الله. ولكن الاسم الذي أطلقه عليه الله "يشورون" في إشعياء 2:44 ومعناه البار، أو الكامل، أو العزيز، أو المحبوب. هذا هو اختبار الحياة المتجددة والتي تثمر في السلوك الروحي "خبّأت كلامك في قلبي لكي لا أخطئ إليك". وضع إميل زولا أربعة كتب سماها: متى ومرقس ولوقا ويوحنا متحديًا بذلك البشائر الأربع محاولاً أن يثبت عدم صلاحيتها لسعادة العالم ورقيه بإزار الفلسفة التي وضعها هو. لكنه باء بالفشل لأنه تهتك في أناجيله وتبذل باسم الأدب المكشوف أو بالأدب المفقود، وملأها بالقاذورات والسخائم التي تشمئز النفس المهذبة من مجرد الاطلاع عليها. "وبدون قداسة لا يرى أحد الرب."

سابعًا: إنجيل القيامة

عالج الإنجيل قضية الموت والقيامة. ماذا لو عاش المسيح أبديًا على الأرض؟ "الحياة أُظهرت"، ولكننا "دُفنا معه بالمعمودية"... أُظهر المسيح". إذًا دفنا تعني عزل الميت عن الأحياء، ثم القيامة، "فاحسبوا أنفسكم أمواتًا". لذلك يحق لكل مؤمن أن يشدو "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ". إن مزمور 91 يتكلم عن أربعة أسماء لله: "لأنك قلت أنت يا رب ملجإي... لأنه تعلق بي أنجيه، وينتهي المزمور بسبع بركات: لا يلاقيك شر، ولا تدنو ضربة من خيمتك، يدعوني فأستجيب له، معه أنا في الضيق، أنقذه، وأمجده، من طول الأيام أشبعه، (وينتهي بالقول) وأريه خلاصي". إننا متنا لنحيا للحرية وليس للديانات الفلسفية. إذًا الذي مات قانونيًا قد تبرأ من الخطية. قال كامبل مرجان الخادم المشهور: إنني لم أحاول أن أدرس أي سفر في الكتاب المقدس، ما لم أقرأه على الأقل 50 مرة. هل تعلم أن غلادستون العظيم ورئيس الوزراء البريطاني المشهور كان يعلم صفًا من صفوف مدارس الكتاب المقدس وقال عن مدارس الأحد أنها "درع المملكة". وكذلك الملكة فيكتوريا كانت تعلم صفًا وهي ملكة، والمستر روكفلر الثري الذائع الصيت كان أحد المعلمين بها. وهنا فهمت ما قاله رجل الله قديمًا: "سباعيات سهام كلمتك" (حبقوق 9:3).

المجموعة: تموز July 2013

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

71 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10555149