Voice of Preaching the Gospel

vopg

كانون الثاني - شباط Jan-Feb 2014

هذه الرسالة كتبها طيب الذكر القس فريد خوري راعي كنيسة الاتحاد المسيحي في دمشق، الذي استخدمه الرب لسنين طوال إلى أن رحل ليكون له شرف التمتع بحضرته. وكما يقول الكتاب: "وإن مات، يتكلم بعد!" (عبرانيين 4:11).
إليك عزيزي القارئ هذه الرسالة، قصيرة في سطورها، عميقة في مضمونها، وغنية في معناها. إن كنت قد قبلت المسيح ربًا وسيدًا على حياتك، فأرجو أن تُذكّرك هذه الرسالة بما تقوله كلمة الله، وتشجعك على أن تكون لك علاقة وثيقة وشركة يومية مع الرب. ولكن، إن لم تتعرّف بعد على شخص المسيح، ولم تقبل عمله لأجلك على الصليب، ولم تُكوِّن معه هذه العلاقة الشخصية، أتمنى أن تكون هذه الرسالة سببًا في خلاصك وقبولك للمسيح، لتتمتع بمحبته وصداقته.
القس عيسى نزَّال
ما أحلى وما أعظم أن يكون للمرء علاقة وثيقة بشخص عظيم! مَن منا لا يفتخر أن يكون له علاقة صداقة أو مودة بقائد كبير، أو فنان شهير، أو علم من أعلام الفكر والأدب؟ ومَن عظيم كالمسيح؟ ومَن مجيد كيسوع؟ عظيم في تعاليمه، مجيد في أفعاله، قدوس وبار في حياته. قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السماوات. إنه أعظم من سليمان بكل حكمته، ويونان بكل اختباراته، والمعمدان بشخصيته الفذة وتأثيره العظيم. مَن من أعاظم الرجال عاش كما عاش المسيح خاليًا من العيب، بريئًا من الذنب، نقيًا من الشوائب والقشور؟ ومَن من أعاظم الرجال مات كالمسيح؟ مات حبًا بالناس ولأجل الناس. عاش لأجل الآخرين ومات لأجل الغير، عاش حاملًا همومهم وأثقالهم في قلبه وعلى كتفيه، وكما يقول عنه الكتاب: "الذي جال يصنع خيرًا ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس" (أعمال 38:10).
"وبالإجماع عظيم هو سر التقوى، الله ظهر في الجسد، تبرر في الروح، تراءى لملائكة، كُرز به بين الأمم، أومن به في العالم رُفع في المجد" (1تيموثاوس 16:3). "عظيم هو الرب وحميد جدًا وليس لعظمته استقصاء" (مزمور 3:145). عظيم في ميلاده، عظيم في حياته وفي تعاليمه، عظيم في محبته وفي موته وفي قيامته، عظيم في خلاصه، وعظيم في كل ما قال وعمل. وهو عظيم ليس فقط في ذاته وصفاته بل فيما يُنجزه في حياة البشر؛ فإنه يرفع المسكين من المزبلة ليجلسه مع أشراف شعبه. وكما تقول العذراء المباركة مريم: "أنزل الأعزّاء عن الكراسي رفع المتّضعين. أشبع الجياع خيرات وصرف الأغنياء فارغين" (لوقا 52:1-53).
ما أجمل وما أبهى أن يكون للمرء علاقة مع هذا الشخص البديع، يسوع المسيح! إلّا أن هذه العلاقة تبدأ بإزالة الحواجز الفاصلة. والحواجز الفاصلة هي الخطايا كما يقول الكتاب المقدس: "بل آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم، وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع" (إشعياء 2:59). ليس أكره على الرب من محاولة التقرّب منه بينما الأفعال أثيمة؛ لذلك هو يقول: "لست أطيق الإثم والإعتكاف". أما الحل الذي يقدمه الرب: "اغتسلوا، تنقّوا، اعزلوا شر أفعالكم من أمام عيني. كفوا عن فعل الشر. تعلموا فعل الخير. اطلبوا الحق. انصفوا المظلوم. اقضوا لليتيم. حاموا عن الأرملة. هلم نتحاجج يقول الرب. إن كانت خطاياكم كالقرمز تبْيضّ كالثلج. إن كانت حمراء كالدوديّ تصير كالصوف" (إشعياء 13:1-18).
فلا بد إذًا للاقتراب من الله وبدء علاقة مقدسة صحيحة معه من الاغتسال أولًا من خطايانا والتطهر من آثامنا. وهذا يكون بندامة حقيقية، وتوبة صادقة، وثقة بدم المسيح المسفوك على الصليب لأجلنا؛ لأنه مكتوب: "الذي أحبنا، وقد غسَّلنا من خطايانا بدمه" (رؤيا 5:1). بالإيمان بدم المسيح والثقة بفاعلية فدائه الذي أتمه على الصليب ننال الغفران وتغتسل القلوب وتتطهر الضمائر من الشرور والآثام. حينئذ تبدأ علاقة وطيدة مع المسيح، أساسها البر والقداسة وقوتها المحبة المتبادلة التي بدأت بالمسيح وتكتمل بنا.
فثق بالمسيح ومحبة المسيح وفداء المسيح، وتب عن خطاياك فإنها شرُّ عدو لك. يسوع صديق وفيّ وأب حنَّان وأخ ودود، فلا تُفرط به ولا تحتقر محبته وصداقته.

المجموعة: كانون الثاني-شباط Jan-Feb 2014

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

459 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11577265