Voice of Preaching the Gospel

vopg

نيسان April 2014

القس رسمي إسحققبل أن يبدأ رجل الله موسى من تقديمه البركة الخاصة لكل سبط على حدة قدم بركة إجمالية رائعة قال فيها: "جاء الرب من سيناء، وأشرق لهم من سعير، وتلألأ من جبل فاران، وأتى من ربوات القدس، وعن يمينه نار شريعة لهم. فأحب الشعب. جميع قديسيه في يدك، وهم جالسون عند قدمك يتقبّلون من أقوالك".
ذكر في الكتاب المقدس تعبيران متناقضان تمامًا هما "عند قدمَي الرب"، و"تحت موطئ قدميه". في التعبير الأول عزّ وكرامة وهناء وشرف، وأما في التعبير الثاني فهلاك وسحق ودمار. من يجلس عند قدميه لن يكون يومًا ما تحت موطئ قدميه، ومن لا يجلس عند قدميه سيأتي اليوم الذي فيه يوضع تحت موطئ قدميه. وسأتحدث عن الجلوس عند قدمي الرب في ثلاث كلمات:
أولاً: أحلى الجلسات
ثانيًا: أهم الاكتشافات
ثالثًا: أعظم البركات

أولاً: أحلى الجلسات


ليس من باب الاتضاع أن يجلس إنسان عند قدمي الرب بل هو امتياز وكرامة. قال يوحنا: "يأتي بعدي من هو أقوى مني، الذي لست أهلاً أن أنحني وأحلّ سيور حذائه" (مرقس 7:1).

1- جلسة مشرفة: هل يوجد أعظم من الشرف الذي يناله من يجلس عند قدمي الرب، ملك الملوك ورب الأرباب الذي قال: "عندي الغنى والكرامة قنية فاخرة وحظ"؟ أصيبت امرأة من المواظبات جدًا على حضور كل الاجتماعات بمرض خطير أفقدها النطق والسمع. ظن الجميع أنها ستتوقف عن حضور الاجتماعات ولكنها بعد أن استطاعت أن تتحرك حضرت الاجتماع وجلست في نفس المكان. وبعد الاجتماع كتبت لها إحدى الأخوات سؤالاً: إن كنت لا تسمعين ولا تتكلمين فلماذا حضرت الاجتماع؟ فكتبت الإجابة: لكي أحظى بشرف الجلوس عند قدمي الرب وهذا يكفيني.

2- جلسة غير مكلفة: إن الجلوس عند قدمي الرب لا يكلفنا فضة أو ذهبًا. جلست مريم ثلاث مرات عند قدمي الرب. في الأولى والثانية لم تتكلف شيئًا وفي المرة الثالثة اشترت طيبًا من ناردين خالص كثير الثمن... نلاحظ أمرًا هامًا: لا فرق عند الرب بين مريم في الجلسة الأولى والثانية وبينها في الجلسة الثالثة؛ إن الرب يتيح لنا الحصول على كل البركات مجانًا.

3- جلسة مسعفة: من يجلس عند قدمي الرب سيجد حلاً لجميع مشاكله صغيرة كانت أم كبيرة. وقعت مريم ومرثا في تجربة شديدة كادت أن تحطمهما، ولكن مريم جاءت وخرت عند رجليه قائلة: "لو كنت ههنا لم يمت أخي". وذهب يسوع إلى القبر وصلى وصرخ بصوت عظيم: لعازر، هلم خارجًا. فخرج الميت فقال لهم: "حلّوه ودعوه يذهب".

ثانيًا: أهم الاكتشافات


اكتشافات كثيرة أذكر منها ثلاثة:

1- عظمة الرب: ما أروع شخصه! إنه عال، مُرهب... أمام قوته "ذابت الجبال مثل الشمع قدام الرب، قدام سيد الأرض كلها" (مزمور 5:97).
أنشد أحد المرنمين ترنيمة صغيرة عن عظمة الرب ولكنها معبّرة:
أنت عظيمٌ، عظيمٌ، عظيم يا اَلله
عظيم في محبتك، عظيم في أمانتك، عظيم في تحريرك، عظيم أيضًا في شفائك.

2- نجاسة القلب: من يجلس عند قدمي الرب لا يكتشف عظمة الرب فقط لكنه يكتشف أيضًا نجاسة وشر قلب الإنسان. بلسان إرميا النبي يقول الرب: "القلب أخدع من كل شيء وهو نجيس، من يعرفه؟ أنا الرب فاحص القلب مختبر الكلى". بعد أن جلس إشعياء عند قدمَي الرب صرخ قائلاً: "ويل لي! إني هلكت، لأني إنسان نجس الشفتين". وبطرس بعد معجزة صيد السمك، خرّ عند ركبتي يسوع قائلاً: "اخرج من سفينتي يا رب، لأني رجل خاطئ".

3- يكتشف أيضًا قوة الحب: تقول الآية التي يدور حولها حديثي: "فأحب الشعب... وهم جالسون عند قدمك". لن نرى الإله الجبار القهّار المنتقم، ولكن الإله المحب العطوف. يقول الرسول بولس: "وأنتم متأصلون ومتأسسون في المحبة حتى تستطيعوا أن تدركوا مع جميع القديسين ما هو العرض والطول والعمق والعلو وتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة". عندما هجر الشعب الجلوس عند قدميه سمعوا الرب يقول لهم: أحببتكم. فقالوا: بم أحببتنا؟

ثالثًا: أعظم البركات


نحظى ببركات ثمينة عندما نجلس عند قدميه:

1- الخلاص المجيد: جاءت امرأة خاطئة جدًا كانت قد سمعت أن يسوع في بيت سمعان الفريسي ووقفت عند قدميه من ورائه باكية وابتدأت تبلّ قدميه بالدموع وكانت تمسحهما بشعر رأسها وتقبّل قدميه وتدهنهما بالطيب. قال لها الرب يسوع: "مغفورة لكِ خطاياك. إيمانكِ قد خلصك. اذهبي بسلام".
2- الشفاء الأكيد: جاء إليه جموع كثيرة معهم عرج وعمي وخرس وشل وآخرون كثيرون وطرحوهم عند قدمَي يسوع فشفاهم. ألم يقل الكتاب: "أنا الرب شافيك؟" "ولكم أيها المتقون اسمي تشرق شمس البر والشفاء في أجنحتها". "أرسل كلمته فشفاهم". عند قدمي الرب نجد شفاء لأرواحنا وأجسادنا.

3- التعليم الجديد: "يتقبّلون من أقوالك". يصف المزمور 19 أقوال الرب بعشرة صفات: "ناموس الرب كامل يرد النفس. شهادات صادقة تصيّر الجاهل حكيمًا. وصايا الرب مستقيمة تفرّح القلب. أمر الرب طاهر ينير العينين. خوف الرب نقي ثابت إلى الأبد. أحكام الرب حق عادلة كلها. أشهى من الذهب والإبريز الكثير أحلى من العسل وقطر الشهاد".

4- الشبع الوحيد: لن يجد الإنسان شبعه إلا في جلوسه عند قدمَي الرب. لم تشعر السامرية بالشبع القلبي الكامل إلا في الرب. وأيضًا زكا لم يجد الشبع والارتواء الحقيقي إلا في الرب. يقول كاتب المزمور: "أمامك شبع سرور. في يمينك نِعم إلى الأبد".
السرور مرتبط بالشبع القلبي. "تفتح يدك فتُشبع كل حيّ رضى". وبالإجماع نجد عند الرب كل ما نحن في حاجة  إليه. "فيملأ إلهي كل احتياجكم بحسب غناه في المجد في المسيح يسوع"، "فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عونًا في حينه".

المجموعة: نيسان April 2014

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

442 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11577249