Voice of Preaching the Gospel

vopg

نيسان April 2014

الدكتور القس ميلاد فيلبسأحيانًا يضع الله سره في حية نحاسية، أو عصى يابسة، أو عدد قليل من الأرغفة، فإن قانون الله فوق قانون الطبيعة، وقوة الله تحكم سلطة البشر، وحكمة الله إعجاز لمفاهيم بني آدم.
كان أحد الخدام يمر في طريق وسط فيالق الجيش، فطلب منه الحارس كلمة المرور فلم يعرف، وبما أنه كان يعرفه لم يطلق عليه النار بل قال له: "ارجع واعرف كلمة السر".  فذهب ورجع. وبعد أن عرّفه بكلمة السر، سأله خادم الرب: "وهل تعرف أنت كلمة المرور للسماء؟" فأجابه، وقد كان مؤمنًا: "نعم، ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية".
إننا كثيرًا ما نعجز عن معرفة أسرار الله وطرقه، فقد يقدم الله شفاءه في حية نحاسية أو نصرة في حية موسوية. "وكما رفع موسى الحية في البرية"، فالحية ليست الهدف في ذاتها، لكنها رمز لمفهوم آخر، برر قضاء الله وحير عقول البرايا، قابل العدل الإلهي وأرضى الرحمة السماوية، فالحية النحاسية:

أولًا: تعلن الخطية

لقد حدد الله قديمًا خطايا شعبه العامة في الحنين إلى الماضي والرجوع إلى العالم – الممثل في أرض العبودية - ثم عبادة الأصنام، مما أدى إلى أمرين هددا شعب الله وسلامته الداخلية وهما التذمر إذ "ضاقت نفس الشعب في الطريق، واحتقار معاملات الله وكلمته "كرهت نفوسنا الطعام السخيف"، وكانت النتيجة غضب الله والحيات المحرقة التي يسخن سمها الدم مما يجعل كل شريان يغلي ويهلك. ليس المهم كمية السم أو المدة التي يعاني فيها المريض التهلكة بل الوعد "كل من لدغ ونظر إليها يحيا". قال مودي: التبرير أعظم من المغفرة كثيرًا، فلو سجنتُ بدعوى أني سرقت ألف جنيه مثلاً وأُثبت ذلك عليّ بعد التحقيق، لكن القاضي رحمني وغفر لي، لخرجت من السجن منكّس الرأس لأنه أثبت عليّ أني مذنب. ولكن لو اتُّهمت بسرقة ذلك المبلغ ولم تثبت إدانتي في تلك التهمة فإنني بعد التحقيق أكون مبررًا. فدم المسيح يبرّر الأثيم "أخطأت وعوّجت المستقيم ولم أُجازَ عليه، فدى نفسي من العبور إلى الحفرة فترى حياتي النور". لذلك "إذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله..."، "إذًا لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع". قد أقرّ بأنني أخطأت وأعترف بخطيتي، قد أعاني من تأنيب الضمير وأردد كلمات الندم، إنها مجرد حية نحاسية تنبه الإنسان لكنها أيضًا:

ثانيًا: تعالج النفس البشرية

قيل أن الإسكندر الأكبر أصيب بتشوّه خطير في وجهه في إحدى المعارك التي خاضها مع جنوده وأراد أن يرسم له أحد المصورين صورة تليق بجلاله. وهنا اضطرب المصور من جراء وجود هذا التشويه، ولكن فكر وفكر إلى أن أجلسه في وضع خاص لا يظهر فيه هذا التشويه المريع فجاءت الصورة آية في المهارة والإتقان. إن الله لا يتحايل حتى يغطي عيوبنا لكنه يقدم لنا علاجًا سهلاً وبسيطًا "من يلتفت"، "التفتوا إليّ واخلصوا يا جميع أقاصي الأرض" (إشعياء 22:45). أليس هذا علاجًا غريبًا؟ ليكن، لكنه للكل حية نحاسية... أمر يدعو للسخرية. لكن الشفاء مضمون، فهناك نرى الحية المحرقة، وهناك أيضًا نرى الحية المهزومة. إن العلاج الإلهي واحد لكل فرد "ليس اسم آخر تحت السماء". هنا نشاهد لمعان مجده وبهاء ألوهيته، وتظل الحية ترافقنا مدة سيرنا في برية التجارب المحرقة لأنه "يخلّص إلى التمام"، إلى كنعان روحيًا.
صادف مرة الدكتور صموئيل زويمر إعربيًا وكلّمه عن المسيح المخلص. تأثر الإعرابي مما سمع، وارتجل هذه الأبيات:
قم في الدجا يا أيها المتعبّد،
حتى متى فوق الأسرة ترقد
قم وادع مولاك الذي خلق الدجى
والصبح وامض فقد دعاك المعبد
واستغفر الله العظيم بذلة
واطلب رضاه فإنه لا يحقد
واندم على ما فات واترك ما مضى
بالأمس واذكر ما يجيء به الغد
واضرع وقل: يا رب عفوك إنني
من دون عفوك ليس لي ما يعضد
واختتمها بالقول:
يا ربي، من أي نهر غير نهرك نستقي ولأي باب غير بابك نقصد
والحية في ذاتها:

ثالثًا: رمز للمحبة الإلهية

إن الحية رمز للداء والدواء. لا مجال لمساعدة الله في أمر الغفران، ولا نحتاج إلى مساعدة الآخرين. إن الشفاء الإلهي آني، في الحال دون تأجيل، بل مرة ومرات بلا ثمن. وهذا العمل الإلهي يضع مسؤولية علينا وهي نصب تلك الخشبة حاملة الحية أمام الغير لا أن نحجبها عنهم. كثيرًا ما يدور في أذهاننا هذا السؤال عن محبة الله، ما هو سبب هذه المحبة؟ وهنا نكتشف قول الله عز وجل ردًّا مفحمًا: "وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا... لكي لا يهلك كل من يؤمن به...". نعم، إن هذا الحب أُعلن ليكمّل القصد الإلهي في شفاء البشر بالإيمان، لكي تتم النبوات، ويبرئ المبروءات، ويمنح الحياة الأبدية والرجاء، "لأنه هكذا أحب الله العالم"، فالدافع هو الحب الإلهي، والتدبير الإلهي "حتى بذل"، والخلاص الإلهي "لكي لا يهلك"، والإحسان الإلهي "الحياة الأبدية". إننا بحق بحاجة الى الأوريم والتميم أي الأنوار والكمالات (الإنارة والحق) هنا لنكتشف عمل الله في الحية النحاسية، لننطق بقضاء الله، ونفصل في الأمور الروحية التي تؤكد غفران الله من خلال الذبيحة، ومن خلال الإيمان البسيط، بمعنى آخر بواسطة الذبيحة الكفارية، أي المسيح. وهذا ما ترمز اليه حياة إسحاق الهادئة في حضن أبيه إذ جاء بوعد، وكرمز للابن الوحيد، وعند موت سارة (روحيًا) يأتي زواجه فيعبر إلى ممرا (دسم) وحبرون (الشركة). لذلك لننظر إلى المسيح ونقبله مخلصًا شخصيًا الآن مرددين:
قد شفاني يا جموع، هللويا
وفدى نفسي يسوع، هللويا

المجموعة: نيسان April 2014

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

368 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10475551