Voice of Preaching the Gospel

vopg

تموز/آب July/August 2014

بينما تنحدر القيم الأخلاقية في عالمنا الحاضر انحدارًا رهيبًا في الأيام الأخيرة، تظلّ قيم كتاب الله المقدس عالية جديدة تُزيِّن تعاليم مخلصنا الله، الذي لا يُعطي فقط قِيَمًا سامية، بل يمنح أيضًا طبيعة إلهية سماوية نكون بها مشابهين صورة الابن الحبيب ربنا يسوع المسيح.

ومن أبرز مظاهر الانحدار الخُلُقي حالة التمرد وعدم الاحترام لمن هو أكبر سنًّا، كما يسجل الوحي: «يتمرد الصبي على الشيخ والدنيء على الشريف» (إشعياء 5:3). لذلك سيكون موضوع حديثنا هنا عن هذه الفضيلة المسيحية الرائعة؛ وهي احترام الأكبر سنًّا.

ويصف أصحاب الانهيار الأخلاقي بين الشباب فضيلة "احترام الكبير" بأنها موضة العصر الحجري، أو كما يقولون: "دا كان من زمان أيام جد جدي صاحب الطربوش الأحمر"، وغيرها من التهكمات الساخرة. لكن، أحبائي الشباب، نحن يهمنا أولاً وأخيرًا رأي الله.

أولاً: الله يعطي تقديرًا وتكريمًا للشيوخ والأكبر سنًّا

إن كان الناس والهيئات يقدِّرون فقط الشباب الأقوياء وينسون من تقدم بهم السن واعتزلوا الوظائف، لكن إلهنا ليس هكذا، فهو:

1. يمتدح الشيبة قائلاً على فم سليمان الحكيم: «تاج جمال شيبة توجد في طريق البر» (أمثال 13:16)، وأيضًا: «فخر الشبان قوتهم، وبهاء الشيوخ الشيب» (أمثال 29:20).

2. ويؤكِّد الرب عن مدى اهتمامه الخاص بالأشيب فيقول: «وإلى الشيخوخة أنا هو، وإلى الشيبة أنا أحمِل.  قد فعلت وأنا أرفع وأنا أحمل وأنجِّي» (إشعياء 4:46).

3. وعن حكمة الأشيب يقول الكتاب المقدس: «الأيام تتكلم وكثرة السنين تُظهر حكمة» (أيوب 7:32).

ثانيًا: احترام الأكبر سنًّا وصية كتابية واضحة

يقول الرب: «من أمام الأشيب تقوم وتحترم وجه الشيخ وتخشى إلهك. أنا الرب» (لاويين 32:19). هنا يربط الرب احترام الكبير سنًّا بخشية الرب، بمعنى أن من لا يفعل هذا هو لا يخاف الرب، وحدَّد الرب أمرين هامين:

1. أمام الأشيب تقوم: بمعنى تراه فتنهض له، ولا تتكلم مع الأكبر سنًّا وأنت جالس. هل لنا أن نُصحِّح طُرُقنا وأخطاءَنا فنُثبت أننا بحق نخشى الرب؟

2. تحترم وجه الشيخ: وهذه الكلمة تحمل معنى الإكرام والمهابة والاحترام، وعدم السخرية من المُسِن أو من أفكاره حتى ولو لم تتوافق مع أفكارنا، أو لقلة ما يعرفه عن التكنولوجيا الحديثة...  إلخ.

ثم ختم الرب هذه الوصية بإمضائه وتوقيعه قائلاً: «أنا الرب!»

ثالثًا: كيف نتعامل ونتكلم مع الأكبر سنًّا؟

1. نستمع إليهم ونقدِّر خبرتهم: وقدَّم الصبي يسوع مثالاً رائعًا لذلك في الهيكل عندما كان «جالسًا في وسط المعلمين يسمعهم ويسألهم» (لوقا 48:2). ويقول الحكيم: «يا ابني أصغِ إلى حكمتي. أَمِل أذنك إلى فهمي» (أمثال 1:5).

2. يوصي الرسول بولس تيموثاوس قائلاً: «لا تزجُر شيخًا، بل عظه كأب» (1تيموثاوس 1:5)، فمهما كان موقعي في الخدمة والمسؤولية لا يجب أبدًا أن أُكلم الأكبر سنًّا إلا بكل تقدير كالأب تمامًا.

3. وفي أسلوب التحدث إلى الأكبر سنًّا، كان أليشع يخاطب إيليا قائلاً له: «يا أبي، يا أبي» (2ملوك 12:2)، وكان داود يخاطب شاول قائلاً: «اُنظر يا أبي شاول» (1صموئيل 11:24).

4. وعن روح الخضوع والموَّدة مع الأكبر سنًّا، يقول بولس عن تيموثاوس: «ابنى الحبيب والأمين في الرب» (1كورنثوس 17:4)، وأيضًا عن تقدير الصغير للكبير: «أنه كولد مع أب خدم معي لأجل الإنجيل» (فيلبي 22:2).

رابعًا: الإكرام الإلهي لمن يكرم الأكبر سنًّا

إن راعوث الموآبية مثال رائع لفتاة أكرمت حماتها المُسِنة، واشتغلت بكد~ لتعولها، فأكرمها الرب جدًّا، جدًّا. صحيح أن السبب الأول هو التصاقها بالرب، لكن يذكر الكتاب معروفها لحماتها فيقول لها بوعز مكافِئًا إياها: «إنني قد أُخبِرت بكل ما فعلتِ بحماتك بعد موت رَجُلِك...  ليكافئ الرب عملك، وليكن أجرك كاملاً من عند الرب» (راعوث 11:2). ونعلم كلنا كم كانت المكافأة لها؛ فلقد تزوَّجها بوعز، الرجل التقي والثري، وأيضًا دخلت في سلسلة نسب ربنا يسوع المسيح.

خامسًا: خطورة التقليل ممن هم الأكبر سنًّا والسخرية منهم

تُقدِّم لنا كلمة الله العظيمة أمثلة لبعض الذين أساءوا للأكبر سنًّا، فلم يحصدوا إلا التعب والعقاب الإلهي وأكتفي بمثلين فقط من كلمة الله:

1. رحبعام: الذي لم يسمع لنصيحة الشيوخ في أمور حكم شعب الله، فأُخذت المملكة منه ولم يبقَ معه إلا سبط واحد، والسبب هو احتقار نصيحة الأكبر سنًّا: «فأجاب الملك الشعب بقساوة وترك مشورة الشيوخ التي أشاروا بها عليه» (1ملوك 13:12).

2. خرج بعض الصبية وراء رجل الله أليشع ساخرين منه ومن فكرة صعود إيليا رجل الله إلى السماء، قائلين له: «اصعد يا أقرع، اصعد يا أقرع!» (2ملوك 23:2). فيا للوقاحة! غلمان صغار يسخرون من الله الذي أصعد إيليا ولا يحترمون نبيًّا للرب ويسخرون من مظهره، فماذا يستحقون؟  يقول الكتاب: «فخرجت دُبَّتان من الوعر وافترستا منهم اثنين وأربعين ولدًا»، فيا للدمار!

أحبائي، إن كُنَّا نعيش وسط جيل لا يخاف الله ولا يهاب إنسانًا، يضرب بكل القيم عرض الحائط، لا يُشفِق على صغير أو يحترم كبيرًا، تكون دينونتهم عادلة وآتية؛ لكن دعونا، كأولاد لله، وبقوة وعمل الروح القدس، نُكرم إلهنا ونطيع وصيته التي أوصانا بها: «من أمام الأشيب تقوم وتحترم وجه الشيخ وتخشى إلهك. أنا الرب» (لاويين 32:19)، فنخشى إلهنا ونكرم من أوصانا أن نكرمهم؛ أي أحباءنا الأكبر سنًّا.

المجموعة: تموز/آب July/August 2014

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

155 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11578468