تشرين الأول October 2014
قصة
كان السائح يزور شلالات نياجارا التي ينحدر فيها الماء من علو شاهق وسرعة مخيفة. وفيما هو يتطلع رأى قطعة من الثلج طافية فوق المياه، تسير مع التيار متجهة إلى حافة الشلال. وفوق قطعة الثلج رأى جثة خروف ميت. وفجأة رأى السائح نسرًا ضخمًا يهبط فوق جثة الخروف ويبدأ في التهامها. وبينما كان النسر ينهش فريسته كانت قطعة الثلج تسرع نحو حافة الشلال الرهيب. ومن حين إلى آخر كان النسر يرفع رأسه، وينظر أمامه، فيرى أنه ما زالت هناك مسافة بينه وبين حافة الشلال، فيعود مرة أخرى إلى تناول طعامه. كان ينتظر حتى تصل قطعة الثلج إلى حافة الشلال، عندئذ يتركها ويطير.
وفعلاً اقتربت قطعة الثلج شيئًا فشيئًا من الحافة وعندما وصلت إليها، نشر النسر جناحيه الكبيرين وأراد أن يطير. لكنه وجد أن مخالبه قد انحشرت بين عظام الخروف التي بدورها كانت قد انحصرت داخل طبقات الجليد. وحاول النسر أن يخلص نفسه، لكن الثلج كان قد أطبق تمامًا على قدميه!
صرخ النسر بصوت عالٍ وضرب قطعة الثلج بجناحيه القويتين بشدة، لكن التيار كان أسرع منه، وسقطت قطعة الثلج من العلو الشاهق إلى قاع الشلال الرهيب والنسر ممسك بها وغاب عن الأنظار إلى الأبد!
تعليق
إننا نرى في هذه القصة صورة للشخص البعيد عن الله الذي لا يعمل حسابًا للنهاية، وينغمس في التهام متع ومسرات هذا العالم الميت بالذنوب والخطايا، ويظن دائمًا أن أمامه متّسع من الوقت للتوبة. لكن فجأة تأتي النهاية، ويجد نفسه مقيدًا بخطاياه وعاداته، عاجزًا عن التوبة والتحرر منها، وتهوي به خطيته إلى الجحيم إلى الأبد! لذلك عندما يأمرنا الله بأن نتعرف عليه من الآن، وأن نسلمه حياتنا ونحن بعد صغار، ونبتعد عن خطايا هذا العالم، فإن طاعتنا تضمن لنا حياة سعيدة آمنة هنا، وعندما تنتهي حياتنا على الأرض في أية لحظة نكون مستعدين للانطلاق إليه في السماء.