Voice of Preaching the Gospel

vopg

القس الدكتور ناجي منصورطُرح هذا السؤال على الرب يسوع المسيح أكثر من مرة، وورد في الكتاب المقدس في أكثر من موضع (مرقس 17:10؛ لوقا 25:10 و18:18؛ متى 16:19)، وسأله شخصان اثنان فقط هما: واحد من الناموسيين، والآخر شاب من عامة الشعب كان شابًا غنيًّا. ورغم اتفاقهما على الهدف ظاهريًا لكنهما في الواقع يختلفان في أعماقهما. فالناموسي مكتوب عنه أنه قام ليجّرب ربنا، أما الشاب الغني فقد كان إنسانًا مخلِصًا في غرضه، ركض خلف يسوع، ولما لحقه جثا على ركبتيه، ودعاه "المعلم الصالح"، جاء للمعرفة فقط بلا أي غرض خبيث فيه.

والسؤال، رغم اختلاف الغرض والنية عند الاثنين، يعتبره الرب يسوع سؤالًا خاطئًا يخالف عمل الفداء، الذي سيبذل دمه لكي يهبنا به الحياة الأبدية. فأنا، وأنت، وهذا الشاب الغني، والرجل الناموسي، ليس في إمكاننا مهما عملنا من أعمال الناموس أن نرث الحياة الأبدية. القضية محسومة، لأنه مكتوب عن الجنس البشري: "الجميع زاغوا وفسدوا معًا. ليس من يعمل صلاحًا ليس ولا واحد." (رومية 12:3) الجميع فاسدون... ليس من يقدر أن يتمم طريق الصلاح... فالروح القدس يدعم هذا الفكر من كلمة الله:
"إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ." (غلاطية 16:2)
"لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ. لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ." (رومية 20:3)
"لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لاَ يَثْبُتُ فِي جَمِيعِ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ النَّامُوسِ لِيَعْمَلَ بِهِ»." (غلاطية 10:3)
لقد حسم الكتاب المقدس هذا الأمر نهائيًا عندما قال الرسول بولس: "لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذًا مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ!" (غلاطية 21:2) أي، إذا كان في الناموس قدرة على خلاص الإنسان وتبريره، إذًا المسيح مات بلا سبب، بل لم يكن هناك داعٍ لمجيئه. لكن الحقيقة هي أن الناموس جاء ليكشف عن خطايانا ويشخّص حالتنا فقط، تمامًا مثلما يعمل طبيب الأشعة؛ يشخّص حالتنا فقط ولا يعطي العلاج.
فبالرغم من السؤال الخاطئ، لا نجد الرب يسوع يزجر أحدًا أو ينتهره بقوله: ما هذا الذي تقول، إنك تتجاهل عملي من أجلك، وتريد أن تحصل على الحياة الأبدية بأعمالك؟
لم يصدّهما الرب هكذا، بل بوداعة وصبر وحكمة بدأ معهما من نفس النقطة التي طلباه فيها. بدأ الكلام معهما عن الناموس ومتطلبات الناموس، وعدم قدرة الإنسان على إيفاء كل مطالب الناموس، ومع كل واحد أظهر له ما ينقصه. أظهر المسيح للشاب الغني مشكلته وهي حبه الكبير للمال، وأن هذا يفسد أي عمل صالح عمله، لأن الكتاب يقول: "لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِمًا فِي الْكُلِّ." (يعقوب 10:2)
إن محبة المال في حدّ ذاتها مشكلة كبرى، والكتاب المقدس يعطيها مكانة كبيرة في عملية صنع الشرور، "لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ، الَّذِي إِذِ ابْتَغَاهُ قَوْمٌ ضَلُّوا عَنِ الإِيمَانِ، وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ." (1تيموثاوس 10:6)
قال الرب يسوع عن محبة المال: "لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ." (متى 24:6)
أما الناموسي فقد كانت مشكلته التعصّب الشديد، وجهله التام بالمحبة الأخوية التي هي غاية الوصية. وقد أوضح له الرب ذلك في مثل السامري الصالح، بأن الإنسان لا يقدر أن يفي قصد الله في هذا الأمر إلا من خلال عمله هو فينا.

ولكن ما هي هذه الحياة الأبدية؟

هل هي حياة نبحث عنها لنحياها مستقبلاً، أم نقدر أن نحياها الآن؟
في الواقع، إنها حياة تبدأ من هنا، ونستطيع أن نحياها هنا، ونكمّلها فيما بعد في السماء. قال الرب يسوع: "مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ." (يوحنا 54:6) أي، كل من يشترك في جسد المسيح، وينعم بعمل الفداء بدمه له حياة أبدية (له الآن وليس ستكون له) وسوف يقيمه الرب في اليوم الأخير.
قال الرب يسوع: "خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. وأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي." (يوحنا 27:10) أي يعطيها الآن!
الحياة الأبدية هي حياة التمتع والشركة والفرح مع الآب والابن والروح القدس.
الحياة الأبدية هي حياة المعرفة الحقيقية الكاملة بالله، الناتجة عن عِشرة ومعاملات... وليست معرفة سطحية بدون تجارب واختبارات. قال الرب يسوع: "وهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ." (يوحنا 3:17)
إذن هي حياة نحياها هنا، فيها نتعرّف على مشاعر قلب الآب من جهتنا، ونحيا معترفين بفضله علينا، الذي صالحنا لنفسه، وأزال منا العداوة، فلم نعد بعد أعداء، أجنبيين أو بلا إله. "وأنتم الذين كنتم قبلًا أجنبيين وأعداء في الفكر، في الأعمال الشريرة، قد صالحكم الآن." (كولوسي 21:1) "لكِنَّ الْكُلَّ مِنَ اللهِ، الَّذِي صَالَحَنَا لِنَفْسِهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَأَعْطَانَا خِدْمَةَ الْمُصَالَحَةِ." (2كورنثوس 18:5)
الحياة الأبدية هي حياة نحياها مقرّين ومعترفين فيها بدور الرب يسوع المسيح وعمله الذي قام به في هذه المصالحة "أَيْ إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحًا الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ، وَوَاضِعًا فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ." (2كورنثوس 19:5)
هي حياة نحياها معترفين فيها بفضل روح الله القدوس في ثباتنا وإرشادنا وتأييدنا في إنساننا الداخل.
من هو الذي يرث الحياة الأبدية؟
أجاب الرب يسوع إجابة مباشرة في سفر الرؤيا: "من يغلب يرث كل شيء، وأكون له إلهًا وهو يكون لي ابنًا." (رؤيا 7:21)

يبقى السؤال: ومن هو الذي يغلب؟

أجاب يوحنا البشير أيضًا بوضوح عن هذا السؤال: "لأن كل من وُلد من الله يغلب العالم. وهذه هي الغلبة التي تغلب العالم: إيماننا. من هو الذي يغلب العالم، إلا الذي يؤمن أن يسوع هو ابن الله؟" (1يوحنا 4:5–5)
إذًا، لنوال الحياة الأبدية يلزمنا سلسلة من الخطوات الإيجابية تبدأ هكذا:
نؤمن بالرب يسوع، ونتوب أمامه، ونقبله مخلصًا لحياتنا، فنصير بذلك أولادًا لله. "وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه." (يوحنا 12:1) وعندما نصير أولادًا لله ندخل بذلك دائرة الغالبين، ونصبح آنئذ مؤهلين لوراثة الحياة الأبدية!
هل تأتي إلى المسيح تائبًا ومعترفًا بذنوبك؟
هل تقبله مخلصًا وفاديًا لحياتك؟ فتصير بذلك ابنًا لله، وتصبح بذلك أهلًا لوراثة الحياة الأبدية. راجع حساباتك.

المجموعة: آب (أغسطس) 2015

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

156 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10555525