حين تستقرّ محبة المسيح في قلوب البشر، فإنها لا بدّ أن تَظْهر في حياتهم بصورة من الصور. فالقلب الممتلئ بالمحبة يؤثّر على سلوك الإنسان ويقوده إلى اللطف في المعاملة، وإلى معونة الآخرين وخدمة النفوس.
إن ما نحتاج إليه هو أن يكون فينا روح الخدمة، وأن يكون لنا “الفكر الذي في المسيح يسوع... الذي إذ كان في صورة الله أخلى نفسه... وإذ وُجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب”، وحين يكون لنا فكر المسيح فإننا نكون في الوضع الصحيح كخدام للرب. إن الرب يسوع لا ينتظر من كل شخص فينا أن يقوم بأعمال عظيمة إلا إذا كان قد أُعطِيَ مواهب ممتازة وعملًا عظيمًا يقوم به، فهو يعطينا مواهب معينة، ويُدْخلنا في ظروف خاصة، ثم يطلب منا بعد ذلك أن نكون أمناء.
فيا أخي المؤمن، إن كنتَ لا تقدر على عمل المعجزات كالرسل، فليس عليك أن تعمل أقلّ مما يمكنك عمله. تاجر بالوزنة الصغيرة التي عندك الآن، وسوف تسمع أخيرًا من الرب هذا القول: “كنتَ أمينًا في القليل فأُقيمك على الكثير.” قم ولو بالأمور البسيطة في خدمة سيدك، وثق بأن ابتسامة ترحيبٍ ومحبة تُقدَّم لإنسانٍ خاطئ يقدّرها الفادي، لأنها قد تكون السبب المباشر في قيادته إلى الخلاص، وكأس ماء بارد يُقدَّم باسم المسيح، لن يُنسى أو يضيع أجره.
دعونا إذًا نخدم، وليكن دافعنا المحبة، فكما خَدَمَنا المسيح بدافع المحبة التي كانت في قلبه من نحونا، هكذا نحن، علينا أن نخدم الآخرين بنفس هذا الدافع المقدس.