ها نحن وقد دخلنا في العام الجديد نواجه أزمات دولية لم يسبق لها مثيل. وبينما قادة هذا العالم يبحثون في المعضلات التي تجابههم، وينادون بالسلم، ويعقدون المؤتمرات، فإن ألوفًا بل عشرات الألوف من الشباب يموتون في ساحات الوغى. أجل، إن تلبّد هذه الغيوم السوداء يؤذن بهبوب عاصفة هوجاء قد تكون آخر زوبعة يشهدها عالمنا هذا.
أينما توجهنا وحيثما ذهبنا نرى الناس حيارى... كثيرون قد فقدوا تلك الابتسامة العذبة – ابتسامة الرجاء. كثيرون هم الذين لا يفهمون معنىهذا التجهم في السماء ويلومون الخالق – عزّ وجلّ – على هذه الحروب. وبما أنهم فقدوا المحبة والإيمان والرجاء نراهم عابسين، متمردين، حاقدين، لا يستوعبون معنى هذه المشاكل العالمية. وهذ ليس غريبًا إذ أنهم لا يدركون علامات الأزمنة والأوقات التي أوحى بها الخالق تعالى لتكون منارة تضيء في عالم مظلم.
إن هذه الأزمنة لها معنى خاص عند جماعة من الناس متفرقة في كل أنحاء المعمورة. هؤلاء الناس يتكلمون لغات مختلفة ولكن قلوبهم تنبض سوية وتفيض سرورًا وغبطة لأنها تعلم يقينًا أن هذه الحروب والويلات، والأوبئة والمجاعات، والزلازل والفيضانات تدل على قرب وقوع حادث خطير انتظرته الأجيال - وهو مجيء ملك السلام إلى هذا العالم المحتضر ليخلّص الذين ينتظرونه.
إن كنت من الذين لم يعرفوا السلام الداخلي والمحبة الحقيقية، أو من الذين لا يفهمون معنى هذا الجو المكفهر، فلا تتذمّر على الخالق ولا على الخليقة. لا تعبس في وجه الصعاب واذكر أن طريق الحياة شاقة خطرة. فتش عن النور الذي أضاء ويضيء قلوب الكثيرين مثلك. وفيما أنت تفتش عن هذا السلام الداخلي أرجو أن تكون حكيمًا في تنقيبك. لا تذهب إلى روافد نهر المحبة بل سر توًّا إلى ينبوع المحبة والحياة، يسوع! هناك تجد الجوهر الذي تنشده. وعندئذ تجد سرّ هذه الابتسامة التي تنعش الكثيرين في عالم مضطرب مصيره الدمار. وعندئذ تكون من الذين انتصروا على العالم فارتسمت على وجوههم ابتسامة الرجاء.