"ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا." (رومية 37:8)
لقد وهب الله "بموت ابنه على الصليب" حياة الانتصار لكل واحد من أولاده المؤمنين، وأعطاهم أن يعيشوا على أساس هذا المبدأ الرائع، لكن الأغلبية العظمى منهم لا يستطيعون أن يعيشوا حياة الانتصار، فانخدعوا من إبليس، وانهزموا أمامه. لكن قلة قليلة هم الذين يتمتعون بهذه الحياة الرائعة "حياة الانتصار"، فقد سُحق إبليس أمامهم بكل أعماله.
قد يسألني أحدهم قائلًا: كيف أعيش الحياة المنتصرة؟ وسأقوم بالرد على هذا السؤال في خمس نقاط هامة لا تتجزّأ لترابطها معًا.
1) معرفة الحق
يقول الإنجيل "وتعرفون الحق والحق يحرركم." (يوحنا 32:8) ويتابع يوحنا في رسالته الأولى "كل من وُلد من الله لا يخطئ، بل المولود من الله يحفظ نفسه (المسيح يحفظه، ويحفظ كل مَن ولد من الله) والشرير لا يمسه (أي لا يمس كل من ولد من الله)." (1يوحنا 18:5) ومن الأمور التي توفّر لنا الانتصار في حياتنا الروحية معرفة الحق. فلا تستطيع الأغلبية أن تعيش حياة الانتصار لأنها تجهل الحق، لأنه مكتوب في هوشع 6:4 "قد هلك شعبي من عدم المعرفة." فماذا يقول لنا الحق (المسيح) من جهة تأكيد الانتصار؟
تجريد الرياسات والسلاطين (كولوسي 15:2).
الله يمنحنا القوة لا الفشل (2تيموثاوس 7:1).
المعية المستمرة (متى 20:28).
النصرة السابقة (يوحنا 33:16).
لكي يحيا المؤمن حياة النصرة عليه أن يعرف أنه مدعو ليعيش منتصرًا. هذه حقيقة لا بد أن يعرفها.
2) تطبيق الحق
من المهم جدًا أن نعرف الحق، لكن الأهم هو أن نطبق الحق في حياتنا، فنحيا المكتوب الذي يدعونا إلى النصرة والغلبة. ما المنفعة من معرفة مواصفات الدواء دون أن تناوله؟ "فقط عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح." (فيلبي 27:1) ويقول الكتاب المقدس أيضًا: "كونوا عاملين بالْكلمة، لا سامعين فقطْ خادعين نفوسكمْ." (يعقوب 22:1) عندما نعرف الحق ونطبّقه هذا يمنحنا دفعة للأمام نحو الانتصار.
3) التسلح بأسلحة الحق
لكي يشترك أي جندي في الحرب، عليه أن يتسلح بأسلحة تمكّنه من أن يخوض المعركة جيدًا، التي نطلق عليها من الناحية الروحية اسم الأسلحة الروحية وهي:
منطقة الحق، درع البر، الحذاء، تُرس الإيمان، خوذة الخلاص، سيف الروح، الصلاة باستمرار. لا بد لك أن تتسلح بهذه الأسلحة الروحية مُضيفًا إليها الصلاة كعنصر أساسي للنصرة. إنه السلاح الفعّال.
4) الاستعداد المستمر للحرب
إن حربنا الروحية ليست ضدّ عدوٍ ضعيف، بل ضدّ عدو قوي يرأسه إبليس المكتوب عنه: "ذاك كان قتالًا للناس من البدء." (يوحنا 44:8) ولا عجب، لأننا لا نحيا حياة التيقظ والاستعداد المستمر، ولأننا في أوقات كثيرة نجهل أفكار إبليس فننهزم سريعًا لأن إبليس يظهر لنا كشبه ملاك نور (2كورنثوس 14:11). لماذا؟ ليطمئننا ثم ليبتلعنا إن لم نصحُ ونسهر (1بطرس 8:5). إن كنا لا نستعد للحرب الروحية المستمرة مع مملكة الظلمة ونكون في حالة يقظة مستمرة فإن الشيطان سيبتلعنا. لأن "مصارعتنا ليست مع دم ولحم، بل مع الرؤساء، مع السلاطين، مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر، مع أجناد الشر الروحية في السماويات." أفسس 12:6) فهل أنت متيقظ أم نائم؟
5) الأمانة الشخصية مع الله
لا يحظى المؤمن بحياة النصرة للمؤمن بدون القداسة، لأن المؤمن المنتصر في السر منتصر في العلن. فالقداسة هي أول الطريق للانتصار التي بدونها لا يستطيع أحد أن يرى الله (عبرانيين 14:12). وأيضًا "طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله." (متى 8:5) لا بد أن يتمتع المؤمن بقلب كامل أمام الله ويرفض كل خطيئة.
لقد وهب الله لنا الانتصار والغلبة، ولكن لا يمكننا أن نحياها بدون الأمانة، والذي يعيش بالأمانة يعطيه الرب الرفعة والانتصار.
أمثلة كتابية للمكأفاة الإلهية
يوسف (تكوين 7:39-13) دانيال (دانيآل 8:1؛ 46:2-49) الفتية الثلاثة (دانيآل )
إن كنت تريد أن تتمتع بحياة الانتصار فما عليك إلا أن تطرد كل خطيئة من حياتك وتحيا حسب التعليم الصحيح (تيطس 2:1). صلّ كل يوم معترفًا بخطيئتك واعلم أن الله لا يشفي على عثم. الرب معك ويهبك حياة منتصرة.