لكل إنسان أخطاؤه... ومن السهل علينا أن نرى أخطاء الآخرين بينما يصعب علينا أن نرى أخطاءنا الشخصية. ونحن أمام أخطاء وخطايا الآخرين قد نتساءل:
لماذا وضعتنا العناية الإلهية وسط البشر الأشرار الذين قد ننتقدهم أو نشهّر بهم؟ لكن المؤمن الحقيقي لا ينبغي أن يفعل هذا، إنما يجب أن تكون له رؤية أخرى روحية.
حين نرى شر الأشرار، لنتذكّر أن هذا ما كان يمكن أن نعمله لولا تدخّل نعمة الرب يسوع التي افتقدتنا وخلصتنا من الخطية.
كان أحد المؤمنين المخلصين يسكن في الشارع الذي يقع فيه مبنى المشنقة. فكان كلما رأى شخصًا محكومًا عليه بالإعدام يمرّ من هناك، يقول: [هذا ما كنت أستحقّه لولا نعمة الفادي، لأنه كان يمكنني أن أكون مجرمًا مثله، إذ أن طبيعة قلوب جميع البشر متشابهة، ولولا حفظ الرب لي لكنت أشابه المجرمين.] نعم، ما أمجد النعمة التي خلصتنا. وقد نتساءل: لماذا أتتنا النعمة؟ هنا نسمع كلمات الرب يسوع: [نعم أيّها الآب، لأن هكذا صارت المسرّة أمامك.] (متى 26:11).
1- إن رؤية من يرتكبون الخطية قد تكون دافعًا للشخص الذي يراهم ليتعقّل ويبتعد عن الخطية.
كانت عادة سكان اليونان الحكماء أن يأتي السيد بأحد عبيده ويسقيه خمرًا حتى يسكره، ثم بعد ذلك يجمّع الأولاد حوله لكي ينظروا إليه، حتى حينما يرون تأثير المسكر، يبتعدون عنه. والحكمة الإلهية قد تستخدم شر الأشرار ليكون درسًا نافعًا لأولاد الله في حياتهم اليومية.
2- قد يضع الله أولاده وسط الخطاة كما نحن الآن ليوصّلوا لهم نور الإنجيل.
هناك نوع من الديدان التي تضيء في الليل ولا ترى في النهار.
هكذا المؤمن، حين يكون في مكان مظلم بعيدًا عن النور الحقيقي، يبتدئ يضيء، ويصبح نافعًا للآخرين الذين حوله.
3- قد يرينا الله أخطاء الآخرين لكي يزيدنا غيرة في طريق خدمته، ويحفّزنا لنقودهم في طريق الصواب.
فالمؤمن الخادم المبارك الذي يربح النفوس، ليس هو ذاك الذي يكتفي بالتحدّث عن الخلاص والمخلّص والحياة الأبدية، لكنه يحتكّ بالخطاة، ويعرف ظروفهم وأحوالهم ويتثقّل بأمر مصيرهم الأبدي، ثم يقدّم لهم رسالة الحياة.
ليتنا نتعلم كيف نقود الخطاة للرب لا أن ننتقدهم على خطاياهم. لأننا ما لم نعمل على إطفاء نار الشر فإن الشر سوف يحرقنا، وربما يقتلنا.