"هذا يكون عظيمًا وابن العليِّ يُدعى." (لوقا 32:1) سُمِّي المسيح ابن الله أو ابن العليّ لأنه من ذات الله. وسمّي أيضًا ابن الإنسان لأنه وُلد من عذراء لم تعرف رجلًا، لكي يتم ما قيل بإشعياء النبي: "ها العذراء تحبل وتلد ابنًا وتدعو اسمه عمانوئيل." وهذا ما تم فعلًا. لأنه عندما جاءها الملاك ليبشرها بأنها ستحبل وتلد ابنًا قالت له:
"كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلًا؟" أجابها الملاك وقال لها: "الروح القدس يحلّ عليك وقوة العلي تظللك، فلذلك أيضًا القدوس المولود منكِ يُدعى ابن الله."
لقد سبق ورآه دانيآل النبي وقال: "كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان أتى وجاء إلى القديم الأيام، فقرّبوه قدامه. فأُعطي سلطانًا ومجدًا وملكوتًا لتتعبَّد له كل الشعوب، والأمم والألسنة. سلطانه سلطان أبديٌّ ما لن يزول، وملكوته ما لا ينقرض." (دانيآل 13:7-14). وهو كذلك الذي رآه الفتية الثلاثة الذين رفضوا أن يسجدوا للتمثال الذي صنعه نبوخذنصّر ملك بابل، فطرحهم في أتون نار محمّى سبعة أضعاف. ثم حانت من الملك التفاتة فارتعد وقال لمشيريه: "ألم نلقِ ثلاثة رجال موثقين وسط النار. فأجابوا: صحيح أيها الملك. ثم قال: "ها أنا ناظر أربعة رجال محلولين يتمشَّون في وسط النار وما بهم ضرر، ومنظر الرابع شبيه بابن الآلهة." (دانيآل 24:3-25)
وكتب عنه إشعياء النبي: "لأنه يولد لنا ولد ونُعطى ابنًا، وتكون الرياسة على كتفه، ويُدعى اسمه عجيبًا، مشيرًا، إلهًا قديرًا، أبًا أبديًّا، رئيس السلام." (إشعياء 6:9). وهو الذي قال عنه أجور في سفر الأمثال: "من صعد إلى السماوات ونزل؟ من جمع الريح في حفنتيه؟ من صرّ المياه في ثوب؟ من ثبّت جميع أطراف الأرض؟ ما اسمه؟ وما اسم ابنه إن عرفت؟" (أمثال 3:30-4)
وهو الذي كتب عنه ميخا النبي بأن "مخارجه منذ القديم، منذ أيام الأزل." (ميخا 2:5) "الّذي إذْ كان في صورة الله، لمْ يحْسبْ خلْسةً أنْ يكون معادلاً لله. لكنّه أخْلى نفْسه، آخذًا صورة عبْدٍ، صائرًا في شبْه النّاس. وإذْ وجد في الْهيْئة كإنْسانٍ، وضع نفْسه وأطاع حتّى الْموْت موْت الصّليب. لذلك رفّعه الله أيْضًا، وأعْطاه اسْمًا فوْق كلّ اسْمٍ لكيْ تجْثو باسْم يسوع كلّ ركْبةٍ ممّنْ في السّماء ومنْ على الأرْض ومنْ تحْت الأرْض، ويعْترف كلّ لسانٍ أنّ يسوع الْمسيح هو ربٌّ لمجْد الله الآب." (فيلبي 6:2-11)
إنه الكلمة الأزلي الذي "صار جسدًا وحلّ بيننا، ورأينا مجده مجدًا كما لوحيد من الآب، مملوءًا نعمة وحقًا." (يوحنا 14:1) وهو الذي عندما رآه يوحنا قال: "فلما رأيته سقطت عند رجليه كميت، فوضع يده اليمنى عليّ قائلًا لي: ‘لا تخف، أنا هو الأول والآخر، والحي. وكنت ميتًا وها أنا حيٌّ إلى أبد الآبدين! آمين. ولي مفاتيح الهاوية والموت.’" (رؤيا 17:1-18)
آمن به فتخلص لأنه مكتوب: "وليس بأحد غيره الخلاص. لأن ليس اسم آخر تحت السماء، قد أُعطي بين الناس، به ينبغي أن نخلص." (أعمال 11:4)