Voice of Preaching the Gospel

vopg

الأخ إحسان بطرسكل عام وأنتم بخير!
أيامكم سعيدة!
نتمنّى لكم دوام الأفراح!
نحن نتبادل مثل هذه التهاني غالبًا في عيد ميلاد مُخَلِّصنا الوحيد يسوع المسيح، وفي عيد القيامة. وبعد انتهاء فرصة العيد يعود كل واحد إلى أعماله الروتينية.

وقد تظهر على البعض ملامح الحزن والتنهّد، لأن فترة العيد كانت قصيرة وانتهت بسرعة كالأعياد السابقة. ويُعلّق البعض آمالهم على العيد القادم... هذه هي الصورة العامة لغالبية المُحتفلين.
لكن، عندما نفحص بالتدقيق حياة الكنيسة الأولى في أيام رُسل المسيح، نجدهم في حالة فرح دائم. كانت الأفراح تعمّ المدن التي ينتشر فيها الإنجيل، وعندما تأتي الاضطهادات والمخاطر، كانت أمامهم كأنها زوبعة في فنجان، وكان التلاميذ يمتلئون من الفرح والروح القدس (أعمال 52:13).
من الجلي أنهم فهموا معنى كلمة "عيد" التي وردت أول مرة في خروج 1:5 "أطلقْ شعبي لِيعيّدوا لي في البرية" على أساس ارتباطها بلفظة "لِيعبدوني." (خروج 13:9) فالعيد هو عبادة الرب بفرح. لكن سرعان ما نسي الشعب قديمًا - بعد الفرح والترنيم - الرب مُخلّصهم، وأخذوا يحتفلون بفرح بعيد وثني (راجع خروج 32). لقد سُجّلت تلك الحوادث كمثال لنا. لكن الكتاب يذكّرنا، بأنّ المسيح هو فصحنا، أي فصح العهد الجديد (1كورنثوس 7:5)، ويسوع هو فادينا بدمه الثمين؛ "إذًا لِنُعيّد!" (1كورنثوس 8:5) أي نعيّد عيد الفطير، بمعنى أن نحيا حياة مقدسة عمليًا طوال الأسبوع بزينة مقدسة في السلوك والأقوال والأفكار، وأيضًا لنُعيّد كل يوم أحد فهو "عيد للرب." أي، هناك 52 يومًا في السنة وهي أعياد ونحن لا نحسبها أو نسيناها.
الأعياد المفقودة جاءت على مراحل مرّ بها شعب إسرائيل، والسبب هو ضياع الكتاب من بين أيديهم والوقوع في الخطايا لدرجة أنّ الرب قال لهم: "بغضتُ، كرهتُ أعيادكم." (عاموس 21:5) لأن الأعياد تحوّلت إلى مظاهر جوفاء فقط، والقلب أضحى بعيدًا عن الرب. ثم جدّوا وراء الأعياد الوثنية أثناء السبي. ولكيلا يُصيبنا ما أصابهم، تعال معي لنقرأ بين سطور العهد القديم ونقارنها في ضوء أعياد العهد الجديد الروحية فنجد بأن تلك الأعياد لم تكن سوى رموز جميلة لها:

1- عيد الفصح: فكما خرج الشعب من أرض العبودية بفرح وترنّم، لأنهم احتموا بدم خروف الفصح، نحن أيضًا افتدانا يسوع وحررنا من عبودية الخطيّة، وأصبح لنا سفر خروج جديد، والمسيح فصحنا، ولنا رسالة الحرية من عبودية الخطية. إذًا عيد الفصح هو عيد الحرية، ونتذكر فيه بفرح مُحررنا ومُنقذنا العظيم كل يوم؛ نحن الذين كان محكومًا علينا بالسجن المؤبد في جهنم النار، لم نعد عبيدًا للخطية، بل أولادًا لله أبينا، هللويا!
إذًا فلننفخ بالبوق - عيد هتاف البوق - عيد انتصار المسيح الذي انتصر في الصليب على الخطية والشيطان والعالم الشرير، وهو عيد انتصارنا أيضًا، لأننا نمشي مرفوعي الرأس في موكب نصرته، ولذلك نهتف: "يعظم انتصارنا بالذي أحبّنا."

2- عيد الباكورة: (1كورنثوس 20:15) إنه عيد قيامة المسيح وانتصاره على القبر والموت، الذي يجب أن نتذكره كل يوم لأننا كنا قبلًا أمواتًا بالذنوب والخطايا، لكن الله أقامنا بقوة قيامته، وأخرجنا من قبور الخطيّة، وأصبح مقامنا في السماويات.

3- عيد المنارة الذهبية: وهو "عيد الأنوار"، أي عيد رؤية الرب بالإيمان، فنفرح فرحًا لا ينطق به ومجيد (1بطرس 8:1). إنه مرتبط بعيد انتقالنا من الظلمة إلى نور المسيح. نعم، الظلام مُكئبٌ والنور مُبهجٌ للقلبِ وللعينِ. فالآن نحن نفرح بانتقالنا من سلطان الظلمة إلى ملكوت المسيح الذي هو نور. إذًا لنفرح لأن الظلمة قد مضت والنور الحقيقي الآن يضيء، وأصبحنا أنوارًا مضيئة في عالم مُظلم. وعيد الأنوار هو أيضًا عيد انفتاح عيوننا وبصيرتنا، فكما شفى الرب عميانًا كثيرين، وأصبح ذلك اليوم مفعمًا بالفرح، هكذا نحن نعبد الرب بفرح لأنه جاء المسيح وأعطانا بصيرة وأنار لنا الحياة والخلود، فلنثبّت عيوننا على شخصه، فيهرب الحزن والتنهّد.

4- عيد إلقاء القرعة
كان هامان الشرير (أستير 7) قد أقنع ملك فارس أن يصدر أمرًا بإبادة اليهود في أحد أيام الفوريم (القرعة، يانصيب). ولكن الرب أبطل مؤامرة هامان وأصبح ذلك "عيد إلقاء القرعة"، الذي نستطيع أن نسميه نحن: "الرب نصيب قسمتي"، لأن الرب أبطل مؤامرة الشيطان الذي كان يريد أن يقتنصنا في فخه، فتحوّل الحزن إلى فرح، والنوح إلى يوم طيب (أستير 22:9). نعم، إنه "عيد النجاة" لأن الرب نجانا من موت مثل هذا. فلنرنم كل يوم "الفخ انكسر ونحن انفلتنا."

5- عيد الخمسين - عيد إرسال الروح القدس وانسكابه على الكنيسة، والكتاب يأمرنا بأن نمتلئ بالروح القدس، فنمتلئ فرحًا وتسبيحًا.

6- عيد الكفارة وهو عيد دخول رئيس الكهنة إلى قدس الأقداس لكي يكفّر عن خطايا الشعب. هكذا نحن الآن نحتفل بعيد شفاعة رئيس الكهنة العظيم ربنا يسوع الذي بموته انشقّ الحجاب ودخل إلى الأقداس السماوية ليشفع فينا كل حين. وباستحقاق دمه الثمين أصبح لنا عيدًا للدخول إلى عرش نعمته - للأقداس السماوية - وفي قلوبنا ذبائح الهتاف والشكر العظيم.

7- عيد اليوبيل وهو عيد استرداد البركات المفقودة، وردّ الكرامة المسلوبة - عيد الفرح بتسديد ديوننا، نحن المنسحقين والمأسورين بديون الخطيّة، فهو قال: "قد أُكمِل." لقد دفع ديوننا فوق الصليب و"محا الصك... الذي كان ضدًا لنا" (كولوسي 14:2) وسكب علينا البركات السماوية. نستطيع أن نسمّيه عيد "المسيح رجاء المجد" وغنى المجد، ففي عهد الناموس كان يتم الاحتفال بهذا العيد كل خمسين سنة أما الآن - في عهد النعمة - نستطيع أن نعيّد كل يوم.
وفي أغلب الأعياد كانت ذبيحة السلامة تُقدَّم للتعبير عن الشكر للرب. هكذا نحن، مدعوّون كل يوم أن نعيّد عيد الشكر بفرح للرب، "لأنه هو سلامنا." - فأنا أشكره لأجل عودتي إلى الآب السماوي من الكورة البعيدة - وسلامه يحفظ قلوبنا وأفكارنا، فنشكره لأجل مجيئه إلينا وإنقاذنا، ولأجل كل الخير والبركات التي يُنعِم بها علينا، فنعيّد بذبائح الشكر لإلهنا، لأنه الراعي الصالح الذي فرح بعودتنا، ونحن شعبه وغنم مرعاه. نُغنّي للرب: "يسوع أنت عيدي!" فتبتهجُ في عيدك، ولا يستطيع أحد أن ينزع منك هذا الفرح.

8- عيد المظال، نتذكر فيه أننا غرباء ونزلاء على هذه الأرض، لكننا مواطنون سماويون والرب هو ظلٌّ لنا، وبسحابة مجده هو يحمينا من الشر ونحن مُحصنّين بحماية أبدية.

أخيرًا أعياد منتظرة نترقبها بالصبر

- عيد زفاف الكنيسة أي عيد رجوع يسوع المسيح ليأخذ الكنيسة المفديّة بدمه. ونستطيع أن نفرح من الآن لأنه لا بدّ أن يأتي فنفرح لأننا سنراه وجهًا لوجه، ونبتهج باستعلان مجده لأنه ملك الملوك ورب الأرباب.
وسنظل في انتظار ذلك اليوم، نُغني ترانيم المحبّة التي فيها نتذكر محبة الله لنا التي هي محبّة أبدية، ومحبة توافرت من قبل تأسيس العالم. نعم، أحبني وأنا في طين الحمأة. أحبني ومات عني. إن تلك المحبة جعلته يحمل ذنوبي على الصليب، ويقوم مُعلنًا تبريري. أفلا نُعيّد بترانيم الحب له؟ نتجاوب مع الذي أحبنا أولًا؟ وعند وصولنا للسماء سنبقى نُعيّد بتسابيح الحب له لأننا سنرى جراحات صليب المسيح على يديه ورجليه وجنبه المطعون التي هي علامة محبته الأبدية لنا.
والخلاصة، إن العيد هو المناخ الروحي الذي يجب أن نحيا به كل يوم، بفرح وابتهاج أبدي..

المجموعة: كانون الأول (ديسمبر) 2018

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

517 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11577309