هل إنجيل مرقس 16 هو جزء من الإنجيل أو أضيف للإنجيل مؤخرًا لا سيما الآية "وهذه الآيات تتبع المؤمنين: يخرجون شياطين باسمي، ويتكلمون بألسنة جديدة. يحملون حيّات، وإن شربوا شيئًا مميتًا لا يضرّهم. ويضعون أيديهم على المرضى فيبرأون." (مرقس 16: 17-18)
وهل بطلت المعجزات في عصرنا؟ إن المقصود من "يحملون حيّات"، أي عندما يضطرهم الأعداء على حملها، "وإن شربوا شيئًا مميتًا لا يضرهم"، أي عندما يرغمهم خصومهم على ذلك أو يخدعوهم. نعم. رافقت المعجزات الرسل "والرب يعمل معهم ويثبّت الكلام بالآيات التابعة". أليست الولادة الثانية معجزة، وتغيير القلب معجزة، والصلب مع المسيح معجزة؟ لقد دفنّا معه، وأحيانا معه، وأقامنا معه وأجلسنا معه (رومية 6:3 وأفسس 2: 5-6). إذًا لا شك أن المعجزات لم تنته بعد وإليك الدليل:
أولًا: دفنا معه
في رومية 1:6 – 6:7 يقدم بولس برهانًا عن تفوّق النعمة على جميع خطايا العالم في ثلاثة أسئلة: أنبقى في الخطية لكي تكثر النعمة؟ ثم أنخطئ لأننا لسنا تحت الناموس بل تحت النعمة؟ أخيرًا، أتجهلون أن الناموس يسود على الإنسان ما دام حيًّا؟ والجواب: "حاشا. نحن الذين متنا عن الخطية كيف نعيش بعد فيها؟" كلمة "حاشا" في اليونانية تفيد "كلا البتة أو قطعيًا" لأن المسيح أحياكم معه (كولوسي 3:2)، وهذا وصف للمقام الروحي واتحادنا معه. لذلك متنا ودفنا وقمنا من الأموات وأجلسنا في السماويات "معه" نظريًا، وعمليًا "بشبه" موته وقيامته في المعمودية. أجل، في صليبه أحيا الشعب القديم والخليقة الجديدة ونحن متحدون به في جدة الحياة.
ثانيًا: أقامنا معه
في رومية 4:6 يقرّ المؤمن أنه في المعمودية لا رجاء في إنسانه العتيق لأن مكانه الدفن والقيامة.
ألقى أحد الملحدين محاضرة موضوعها خرافات الكتاب المقدس قائلًا: عندما جاء المسيح إلى قبر لعازر يبدو أنها قصة مدبّرة، فهل يستطيع أحد منكم أن يخبرني لماذا قال يسوع: "لعازر هلمّ خارجًا؟" فردّ عليه أحدهم قائلًا: لأنه لو لم يقل "لعازر" لخرج إليه جميع من في مدافن بيت عنيا.
ظن أحدهم كلمة "ريح" في يوحنا 8:3 تعني ريحًا كما تفيد الكلمة اليونانية، إلى أن فسرها له أحدهم قائلًا: إن هذه الآية لا تقرأ هكذا "إن كان أحد لا يولد من الماء والريح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله. المولود من الجسد هو جسد والمولود من الريح هو ريح". هنا أدرك المقصود الروحي من استخدام كلمة "ريح" أي "الروح". إنه اختبار إلهي وعجيب وقويّ ومغيّر.
ثالثًا: أجلسنا معه
"أجلسنا معه في السماويات،" (أفسس 3:1) أي دائرة البركات الروحية الإلهية. إن عبارة "اعتمد ليسوع المسيح" (رومية 3:6) تفيد الفرز عن العالم والتتلمذ للمسيح (متى 28:19)، ويقابلها أن جميع الشعب اعتمدوا لموسى في السحابة وفي البحر (1كورنثوس 2:10) أي إنهم انفصلوا له ليكونوا تلاميذ موسى "إذًا نحن من الآن لا نعرف أحدًا حسب الجسد. وإن كنا قد عرفنا المسيح حسب الجسد، لكن الآن لا نعرفه بعد." (2كورنثوس 16:5) لأنه الجالس عن يمين العظمة في الأعالي المتسلط على كل القوات والسلاطين والذي لنا فيه كل البركات الروحية في السماويات.
رابعًا: نعمل معه
"من هو بولس؟ ومن هو أبلّس؟ بل خادمان... أنا غرست (البذرة) وأبلّس سقى، لكن الله كان ينمي... فإننا نحن عاملان مع الله." أو عاملان تحت قيادة الله "فلينظر كل واحد كيف يبني عليه." أي المواد التي يبني بها والأساس الذي وضعه يسوع المسيح (أفسس 20:2).
عاد زوج من رحلة وأحضر لزوجته حجرًا كريمًا من خواصه أنه يضيء في الظلام. في المساء أطفأت الزوجة النور، ولكن الحجر ظل معتمًا. وفي الصباح قرأت على جوانبه عبارة: "يضيء في الظلام إذا وضع في ضوء الشمس أثناء النهار،" وكان كذلك.
لا يمكن أن تضيء ما لم تجلس في حضرة الرب!
خامسًا: نتألم معه
هل تألم يسوع؟ وهل قام من الأموات؟ هنا يرغب بولس أن يتبع المسيح في مراحل آلامه وموته وقيامته. "لأعرفه"، هذا اختبار شخصي لنصير على شبه المسيح. "وقوة قيامته"، فالقيامة تمت رغم جبروت قوات الشر. "وشركة آلامه" فالتألم لأجل المسيح يحتاج إلى قوة إلهية. لذلك جعلت قوة قيامته قبل شركة آلامه.
يقول بولس: "لعلي أبلغ إلى قيامة الأموات"، ولا يعني هذا الشك في نصيبه في القيامة، بل أنه لا تهمه الآلام التي قد تعترضه في طريقه إلى القيامة حتى الحصول على الجعالة في نهاية السباق (فيلبي 10:3-14).
سادسًا: نملك معه
إن القيامة الأولى تشير إلى العهد الجديد، وتصف قيامة الأبرار في أوقات مختلفة وتشمل: قيامة المسيح (1كورنثوس 23:15)، وقيامة حادث الاختطاف المبارك (1تسالونيكي 13:4-18)، وقيامة الشاهدين (رؤيا 11:11)، وقيامة قديسي الضيقة (دانيآل 2:12). هؤلاء لا يشملهم الموت الثاني بل سيكونون كهنة لله وللمسيح وسيملكون معه ألف سنة. إن نهاية العالم الحاضر تعطي الفرصة لخلق عالم جديد وبشرية جديدة.
في مجلدات دائرة المعارف البريطانية (طبعة قديمة) قرأت أربعة سطور فقط عن الذرة بينما شغل الكلام عن المحبة خمس صفحات كاملة. أما في الطبعة الحديثة لسنة 1956 فشغل الكلام عن الذرة عشر صفحات بينما كلمة محبة فقد اختفت "لأن الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه." (رومية 29:8)
سابعًا: نكون معه
هناك مشهد في رؤيا 6:20 يرينا القيامة العامة في نهاية الألف السنة حين يحكم المسيح على الأرض، وتضم الشهداء الذين لم يسجدوا للوحش واحتملوا الآلام والمقاطعة من المجتمع (1تسالونيكي 13:4-18).
يا ثاقب اليد يد شفائي
يا طاعن الجنب دمه روائي
ثوبه غطى ظهر دامي
تاجه شوك أضحى سلامي
قصبة الهزء وبصق الجاني
لطخ العار رب إيماني
أنكر ذاتي وذل هواني
فطعن الحب أكمل فدائي
ساعة الموت مات لأجلي
لحظة النصر قام رجائي
هامت نفسي هتف كياني
قمت معه لمجد آتي
هزني الفرح مسيحي أتاني